ساد البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي حالة من القلق والتوتر بسبب وجود شخص " لا يمكن السيطرة عليه"، وهو دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، الذي ما أن تقترب حالته من التحسن حتى تنتكس مرة أخرى بشكل أعنف.
نشرت صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء تقريرا عن قوي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العقلية واتزانه النفسي، في ضوء مقابلات الصحيفة مع 22 مسؤولا في البيت الأبيض وأصدقاء مقربين، ومتشارين وحلفاء له، تحدثوا عن العام الذي قضاه ترامب في البيت الأبيض، وكانت تلك المقابلات بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
الذين وصفوا الستة أشهر الأخيرة لترامب داخل أروقة البيت الأبيض بأنها "الأحلك على الإطلاق"،حيث بدا ترامب خلالها متقلب المزاج بشكل دائم، وغاضب بشكل مستمر، وأكثر ميلا للعزلة، وفي كل مرة يشاهد التلفاز يجد فضيحة جديدة عنه تناقش على الهواء، الأمر الذي يجعله يصيح كالمجنون داخل غرفته الخاصة.
كذلك قدمت "هوب هيكس" صديقة ترامب المقربة ومديرة الإتصالات بمكتبه، والتي كامت تعمل في كثير من الأحيان كطبيبة نفسية له، إستقالتها الأسبوع الماضي، مما أثار قلق من هم حول ترامب ويحثون أصدقائه القدامى على التقرب منه، لأن ذلك يرفع من روحه المعنوية كثيرا.
وتقول "ذا بوست" إن تلك الحقبة الرئاسية التي تسيطر عليها نرجسية ترامب، وتدار بحسب حالته المزاجية الخاصة، وتشير إلى أن حالته المزاجية السيئة ظهرت في الأسبوع الماضي من خلال مواقفه المتعجرفة حيال موضوع "السيطرة على السلاح"، تلك الحرب التي شنها ترامب وهزت الأسواق، وعارضها الجمهوريين وكثيرون من إدراته، واختتمها بتبادل الإهانات مع النائب العام "جيف سيشنز"، الذي يعتبره ترامب عدوه اللدود.
كما وجه العديد من مستشارين ترامب النصيحة له بشأن نظرته التشاؤمية للأمور، وبأن الحياة ليست كلها كئيبة ومزرية، وبالإضافة إلى تلك النصائح شعر ترامب بالكثير من الزهو بنفسه خلال اللحظات اللامعة الذي أذاعتها له القنوات والإذاعات أثناء تغطية "قضية السيطرة على السلاح"، ولاحظ طاقمه بالبيت الأبيض ذلك وخصوصا خلال إعداده معهم لأمسية "الجريديرون"، التي هي عبارة عن حقل عشاء مع بعض مسئولي وصحفيين واشنطن.
ولا يزال أصدقاء ترامب بشعرون بالقلق إزاء تدهور حالته، ذلك بأن البرامج والتعليقات التي تسخر منه أصبحت هاجسا يطارده في كل الأوقات ويصيبه بالجنون، وهذا ليس بالأمر الجيد لرجل في ال71 من عمره.
صرح باري ماكفري الجنرال المتقاعد بأنه يجب على الشعب الأمريكي والكونجرس أن يستشعروا الخطر، لأن الإتزان النفسي لترامب يختل شيئا فشيئا، وأنه بمزيد من الضغط على أعصابه، ستصبح قراراته في غاية الخطورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإضطرابات التي تعتري ترامب في الأوقات الأخيرة والتي تظهر من خلال عدم قدرته السيطرة على انفعالاته، ازدادت بعد تكثيف التحقيقات موخرا حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، واحتمالات تعرض ترامب للمسألة القانونية.
هذا بالإضافة إلى تجريد جاريد كوشنر زوج إبنته ومستشاره من الحق في الإطلاع على الأسرار العليا للولايات المتحدة ، وسط ملاحقة الرأي العام الأمريكي لعلاقاته الخارجية وتعارض المصالح بين المشاريع التجارية التي يقوم بها والعمل الحكومي.