هذه المحادثات تعقد في ظل وضع مضطرب في المنطقة، وما ينجم عنها من تطورات، وما تشهده من متغيرات وتحالفات، في مصر تدور مواجهة واسعة بين الجيش المصري والعصابات الارهابية التي ترعاها مشيخة قطر والنظام العثماني الجديد في أنقرة، وتنظيم جماعة الاخوان المسلمين، الذي يدفع بأعضائه وأنصاره الى سيناء للالتحاق بالمجموعات الارهابية التكفيرية هناك، وفي غزة حصار خانق، وتهديدات اسرائيلية وارهابية لتحويل القطاع الى حاضنة للارهاب وتهديد حكم حماس في غزة، يضاف الى كل هذا، التحرك الامريكي الهادف تصفية القضية الفلسطينية، دون أن ننسى الانقسام المؤلم الذي أحدث صدعا في الساحة الفلسطينية.
هذه هي الظروف التي تحيط وتخيم على محادثات قيادة حماس في القاهرة، حيث تتواصل بينها وبين جهاز المخابرات المصري، ومن هنا تاتي أهمية اللقاءات، التي تتم على مستويات عليا، والقيادة المصرية من جانبها تريد حسم الموقف فهي لا تريد الانشغال عن واجبها الرئيس، المتمثل في ملاحقة الارهابيين واجتثاثهم، واجهاض مؤامرة تخريب الساحة المصرية وضرب برامج تطوير الاقتصاد المصري وتهميش دور مصر المؤثر في الاقليم.
مصادر خاصة رفيعة المستوى ذكرت لـ (المنـار) أن القاهرة تحدثت مطولا مع قيادة حماس عن علاقات الحركة الخارجية وتحديدا محور المقاومة، وهل ستشارك في حرب متعددة الجبهات قد تندلع ضد اسرائيل، وتشير المصادر هنا الى أن الاجابة من جانب الحركة لم تكن واضحة، ويلفها الغموض فالاجابة المحددة الواضحة قد يترتب عليها الكثير، خاصة امكانية أن تخسر حماس اسنادا هنا ودعما هناك، وربما تؤدي الاجابة الشافية المباشرة الى افشال اللقاءات التي تدور بين الحركة والقيادة المصرية.
وتقول المصادر أن القيادة المصرية طرحت اسئلة مباشرة على قيادة حماس لتحصل على الاجابات المقنعة والردود الصريجة، القاهرة طلبت من حماس تعهدا مكتوبا بتهدئة لمدة خمس سنوات في رزمة كاملة تشمل الاتفاق على صفقة لتبادل الاسرى، وتفيد المصادر أن القاهرة أبلغت وفد حماس رفيع المستوى أن واشنطن ستقود حربا ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتقطع التمويل عن السلطة الفلسطينية، لذلك، على حركة حماس انجاز المصالحة سريعا، كما طلبنت المخابرات المصرية من الوفد الحمساوي تشديد الحماية والاجراءات الامنية على الحدود، ورد الوفد بان عناصر حماس مستنفرة، مما يعزز المساعي لانجاز التهدئة والحفاظ عليها.
وتضيف المصادر أن لقاء وفد حماس مع مجموعة دحلان جاء بطلب مصري، وتركز وانحصر على تقديم "تسهيلات اضافية" لعمل هذه المجموعة وجمعياتها ومكاتبها في قطاع غزة.
وتؤكد المصادر أنه رغم تجاوب حركة حماس مع المطالب المصرية، وكثافة اللقاءات وطول مدة المحادثات رفضت القاهرة طلب قيادة الحركة السماح لها بالذهاب في جولة خارجية الى عدد من دول الاقليم، ودون أن تبدي المخابرات المصرية أسباب هذا الموقف الرافض، غير أن الوفد تلقى وعدا بـأن تساهم مصر مباشرة في تحسين الاوضاع المعيشية عبر تسهيل دخول البضائع الى قطاع غزة، وتفعيل عمل الشركات المصري للتعاطي مع القطاع، والاسراع في فتح معبر رفح، الذي ستنهي أعمال التصليح والترميم فيه بداية شهر أيار المقبل، أي بعد اتضاح تفاصيل وأهداف المبادرة الامريكية المسماة بـ "صفقة القرن"