2024-11-25 02:41 م

لماذا زار الرئيس أبو مازن موسكو؟

2018-02-15
هل إن لقاء رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالرئيس الروسي فلادمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو... هو لقاء الفرصة الأخيرة لإنقاذ عملية السلام من الجمود الذي حاق بها منذ رفض الجانب الفلسطيني لوساطة واشنطن؟
«عباس يسعى من خلال الزيارة إلى التأكد مجددا من دعم روسيا حليفة الفلسطينيين القديمة والحؤول دون تمكن نتانياهو من اقناع موسكو بالحياد عن خطها» 
ما يتجلى واضحا من خلال هذه الزيارة وبعيدا عن الأجواء البروتوكولية،فإن الرئاسة الفلسطينية تبغي إشراك اطراف عديدة في حل النزاع بالشرق الاوسط بعيدا عن تفرد واشنطن بهذه المهمة منذ سنين خلت.

 لماذا نقل اللقاء من سوتشي إلى موسكو؟ 

نُقل اللقاء إلى موسكو بعد أن كان مقررا في منتجع سوتشي بعد تحطم طائرة ركاب أوقع 17 قتيلا الأحد بالقرب من العاصمة، بحسب ما أعلن الكرملين. ومن المقرر أن يلقي عباس الذي يرفض اجراء أي اتصال مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ اعتراف واشنطن في نهاية العام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في 20 شباط الحالي.
ويرافق الرئيس في الزيارة: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس هيئة الشؤون المدينة الوزير حسين الشيخ، ومستشار الرئيس للعلاقات الدولية والشؤون الخارجية نبيل شعث، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، والمشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، وسفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل.
يراهن  الرئيس عباس  على أن تلعب موسكو دورا محوريا في بحث التسوية في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي  كما على الحضور الروسي منافسا وحده  للولايات المتحدة في المنطقة، ويعتمد هذا التصور في رؤيته الاستراتيجية على علاقات موسكو المتقدمة مع تل أبيب بما في ذلك المصالح المشتركة والمهمة بينهما.فعباس، يطمح إلى ان يجد حلا لدى دولة قوية وقادرة أيضا على التأثير على إسرائيل وكذلك على دول كبيرة، ويمكن لها معارضة الولايات المتحدة التي لم يعد يريدها وسيطا في المفاوضات.

 لماذا روسيا؟ 

روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وفي اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام، ولم ينقطع التنسيق بين عباس وبوتين من خلال الاتصالات الهاتفية، قبل وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 كانون الأول الماضي. وفي كانون الاول الماضي، زار وفد فلسطيني رفيع المستوى روسيا، واستقبل عباس بداية الشهر الحالي في رام الله سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وبحث عباس سابقا مع بوتين إيجاد آلية دولية جديدة لرعاية عملية سياسية جديدة. هل إن روسيا لها  موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، ولتحقيق السلام ضمن اللجنة الرباعية؟

 ماذا عن دور اللجنة الرباعية إذن؟ 

وقال الرئيس محمود عباس في غير مرة إنه يريد آلية دولية تشارك فيها اللجنة الرباعية، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية مكونة من 5 أو 7 دول، تحت مظلة الأمم المتحدة، تدخل في صلب عملية سياسية مع الفلسطينيين والإسرائيليين، على غرار «5+1» التي وضعت الاتفاق النووي الإيراني، لكن أي خطوات عملية لم تتخذ. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق إلى توسيع اللجنة الرباعية الدولية للسلام، غداه انتقادات أطلقها من قلب تل أبيب وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل. أقر فيها بإحباط أوروبا من استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ورفضها حل الدولتين.
هل إن الرئيس فلادمير بوتين يطمح هو الآخر،لأن يلعب دورا محوريا في حل مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أن شاب الدور الأميركي كثيراً من ملامح الشكوك بعيد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل و نقل سفارة بلاده إليها، مما دفع بالجانب الفلسطيني إلى أن يضرب صفحا عن القرار الأميركي و يعتبر ما أعلن به ترامب بـ «لا حدث». من المؤكد أن الطرفين الفلسطيني و الروسي سيتناولان مباحثات تتناول آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر محدقة، كما سيبحثان العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة.
لكن ما الذي يريده الفلسطينيون إذن من روسيا؟ وهل يرغبون فعلا أن يحثوا الجانب الروسي على لعب دور الوسيط؟ ولكن من جانب آخر، لقد طلب محمود عباس من بروكسل قبل وقت مضى أن يلعب دور الوسيط لإنجاح عملية السلام المتعثرة، رافضا بذلك الدور الأميركي الذي اتهمه الجانب الفلسطيني بالمنحاز.
هذا وإن  اللقاء مع بوتين يشكل «مبادرة سياسية ضرورية لعباس ولو أنها لن تؤدي إلى نتائج ملموسة كبيرة»، قال مصدر في الرئاسة الفلسطينية  مضيفا  «يجب ألا نتوقع تحقيق اختراق» إثر اللقاء.الدعوة لإطلاق مؤتمر دولي للسلام، ينتج عنه إطار عمل دولي متعدد الأطراف لرعاية العملية السياسية. يريد التشاور مع بوتين بشأن القرار الأميركي وقبيل توجهه إلى نيويورك لإلقاء خطابه أمام مجلس الأمن.
(الديار)