2024-11-26 09:37 م

انعدام التأثير الاسرائيلي في المعادلات الاقليمية

2018-02-11
القدس/المنـار/ تعيش اسرائيل وضعا مقلقا،بعد أن نجحت الدفاعات الجوية السورية في اسقاط طائرة حربية اسرائيلية، وزاد من قلق الاسرائيليين حالة التخبط التي يعيشها الاعلام الرسمي، والمتابع لهذا الاعلام وما نشره عن هذا الحادث يدرك هذا التخبط الذي تسبب به الرد السوري على العدوان الاسرائيلي.
أما على المستوى السياسي، فان تصريحات واتصالات اركانه مع عواصم مؤثرة، كموسكو وواشنطن تؤكد قلقا متناميا، اسقط الكثير من الادعاءات بعد أن أدرك قادة اسرائيل جدية الرئيس السوري بشار الأسد الذي انتقل من مرحلة التهديد الى مرحلة تنفيذ التهديد، خاصة بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان ضد العصابات الارهابية ورعاتها، وسقوط الطائرة الحربية الاسرائيلية يعني أن محور المقاومة يمتلك الخطط للتصدي المشترك للعدوان الاسرائيلي.
واتهام اسرائيل ايران بأنها وراء الحادث، واتهامها بالاعتداء على السيادة الاسرائيلية، هو محاولة للاستفراد بسوريا التي تخوض حربا شرسة ضد المؤامرة الارهابية الكونية منذ سبع سنوات، وهذا الحلم تحطم، وما يردده قادة اسرائيل بعد اسقاط الطائرة تعبير عن انهيار السياسة الخارجية الاسرائيلية، وسقوط تقديرات المستوى العسكري الاسرائيلي، الذي يتعامل وكأن الساحة السورية مستباحة.
لقد حاول الاعلام الاسرائيلي الذي كان في حالة استنفار منذ سقوط الطائرة الحربية بصاروخ سوري، التخفيف من وقع هذا السقوط واندلاع الحرب، من هنا كان اتصال نتنياهو مع الرئيس الروسي بوتين، والحادث الذي هز اسرائيل والمتعاونين معها في الاقليم جاء تعبيرا عن متغيرات اساسية في قواعد الاشتباك لصالح محور المقاومة، وهناك ثقة بهزيمة العدوان الاسرائيلي، ثقة تتعاظم في سوريا ولبنان مما يكسر حاجز التردد والخوف.
عملية اسقاط المقاتلة الاسرائيلية من نوع (اف 16) شكلت ضرية قوية لكل من توهم واعتقد أن اسرائيل ما تزال تملك اليد الطولى في اللعبة العسكرية، وأنها قادرة على التحكم في مسار الأمور وقادرة على الاعتداء على سوريا في أية لحظة، وتوجيه الرسائل لمن يعنيهم الامر أمنيا وسياسيا وعسكريا، جاء اسقاط الطائرة المعتدية لتسقط كل هذه الأوهام والتقديرات الخاطئة، فالامور ليست مجرد تحليلات اعلامية، بل وقائع دفعت بالاسرائيليين لمراجعة حساباتهم سريعا، والاعلان أنهم يريدون تدخلا روسيا عاجلا لمعالجة الأمور ومنع تدهورها، مما يشير الى انعدام التأثير والقدرة الاسرائيلية في المعادلات الاقليمية.