2024-11-27 02:39 م

تأهب في اسرائيل وتحذير من اندلاع حرب شاملة

2018-02-11
القدس/المنـار/ في اسرائيل حالة تأهب قصوى، وتحركات عسكرية على مختلف الجبهات، وتواصلت التدريبات والمناورات، ومناطق في الشمال تم اغلاقها، والاعلان عنها مناطق عسكرية مغلقة، وتكثفت الطلعات الجوية في المنطقة، كل هذه الاجراءات والاحتياطات تجيء بعد إسقاط طائرة حربية اسرائيلية بصاروخ أرض ـ جو سوري.
وتقول بعض الدوائر أن هذه التحركات وتصريحات رئيس حكومة اسرائيل، ولقاءاته مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، تأتي لامتصاص الضربة السورية، وتطمينا للشارع الاسرائيلي الذي يخشى حربا واسعة، تشارك فيها أكثر من جهة، وفي الوقت الذي تنشر فيه بطاريات صواريخ اضافية في الشمال، تتواصل الاتصالات السرية الرامية الى منع تدهور الموقف واندلاع حرب على الجبهة الشمالية، خاصة في ضوء التعزيزات العسكرية التي تتخذها كافة الأطراف، ففي اسرائيل أغلقت شوارع اسرائيلية رئيسة لصالح مرور شاحنات ضخمة تنقل بطاريات صواريخ، وتواصلت تصريحات السياسيين الاسرائيليين، بما يوحي أن الهدف هو امتصاص الضربة التي أسقطت التقديرات الاسرائيلية، فخلال جلسة كتلة الليكود في الكنيست تعقيبا على حادث سقوط الطائرة المعتدية، قال بنيامين نتنياهو: (لقد وضعنا خطوطا حمر واضحة وقمنا بالرد وسنواصل العمل وفق هذه الخطوط)، ويبدو واضحا هنا، أن الهدف من وراء هذا التصريح هو رفع المعنويات لا أكثر، بعد أن تبددت الكثير من الأوهام التي سيطرت على عقول وسياسات وممارسات قادة اسرائيل، مضيفا أن رسالة اسرائيلية وجهت الى الطرف الاخر بأن قواعد اللعبة لم تتغير على حد زعمه.
لكن، كما ترى العديد من الدوائر، فان محور المقاومة في الساحة السورية تمكن باسقاطه الطائرة الاسرائيلية من تغيير قواعد اللعبة، التي تحدث عنها نتنياهو، وهذا النجاح سيجبر اسرائيل على اعادة تقديراتها ومراجعة حساباتها.
غير أن الحديث عن امكانية توسيع المواجهة مستقبلا فهذا أمر وارد، وقد يكون حادث الطائرة أحد الأسباب أو الذرائع، ويدفع بمواجهة جديدة، على الجبهة الشمالية، تخرج نتنياهو من أزمته القضائية ومن بين ملفات الفساد التي تحاصره، والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو:
هل التعزيزات العسكرية الضخمة التي تقوم بها اسرائيل، من حيث التشكيلات العسكرية والمعدات الحربية، ونقل العتاد، ونصب بطاريات الصواريخ وتوفير المواد الاساسية وتجهيز الملاجىء، تستهدف حقا اشعال حرب، أم امتصاص غضب الشارع، وامتصاص ضرب الطائرة، أم أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرى في هذا التطور العسكري الاخير فرصة لتوسيع المواجهة، انقاذا لنفسه من الاتهامات، هذا اذا لم يأخذ في الحسبان دعوات دول التأثير في الساحتين الاقليمية والدولية، بضبط النفس انطلاقا من أن صدامات واسعة بين الاطراف المتصارعة ليست في صالح جميعها.
الا أن الاعلام الاسرائيلي (المرتبك) في تناوله حدث اسقاط الطائرة الحديثة المتطورة تُجمع وسائلة بأن اسرائيل أمام مأزق قد يعرضها لخطر الانزلاق نحو الحرب الشاملة أو الانكفاء الذي سيفقدها الهيبة والردع.