2024-11-28 08:39 م

الأتراك يخيبون آمال المخابرات الأمريكية

2018-02-10
"وكالة مخابرات الظل المركزية الأمريكية أخطأت في تقديراتها بشأن سوريا"، عنوان مقال يوري غورودينكو، في صحيفة "سفوبودنايا بريسّا" الالكترونية، عن خيبة أمل واشنطن بتركيا واليابان.

وجاء في المقال: قبل عشر سنوات بالضبط، نشرت شركة الاستخبارات الأمريكية التحليلية "ستراتفور" (بشكل غير رسمي يطلق عليها اسم وكالة الظل الاستخباراتية المركزية) تقريرا تم فيه تحديد الأهداف الاستراتيجية للغرب في العقود المقبلة. ومن بين المهام ذات الأولوية، إضعاف روسيا عن طريق إنشاء عدة كتل سياسية معادية على طول حدودها.

وتمت الإشارة إلى اليابان كخصم رئيس لروسيا في الشرق. فهذا البلد منذ الحرب العالمية الثانية، يطالب باستعادة جزر الكوريل.

وفي الشرق الأوسط، تم المراهنة على تركيا، كقوة تقليدية مناهضة للروس. فالمحللون الأمريكيون يرون أن طموحات أردوغان الضخمة في السياسة الخارجية، ورغبته في تنفيذ "المشروع العثماني" عاجلا أو آجلا سيؤديان إلى صدام مع روسيا.

وأخيرا، اقترح الأمريكيون في أوروبا الشرقية تشكيل مجموعة من البلدان التي لديها مطالب "تاريخية" في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق - بولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا (مع ضم التشيك).

وكان من المقرر الانتهاء من تشكيل هذه المشاريع الثلاثة بحلول الأعوام 2015-2020. وهكذا، بات لدينا اليوم فرصة للنظر في مآل الخطة الأمريكية:

اليابان، منطقة النفوذ الأقوى للأمريكيين. فلا تزال البلاد محتلة جزئيا من قبل الولايات المتحدة، والأخيرة مسؤولة عن حمايتها. ولهذا السبب، فإن تأثير واشنطن على طوكيو هائل. ومع ذلك، ظهرت عثرة نفسية على طريق تنفيذ الخطط الأمريكية هناك... فاستعراض الفرح أو العدوانية، ليست صفات أصيلة في النفسية اليابانية. ولذلك، فإن تحريض اليابانيين على تغيير حاد في سياستهم الخارجية باتجاه عدوانية حادة بدا أكثر صعوبة بكثير مما كان توقعه الاستراتيجيون الأمريكيون.

وخلافا لليابانيين، كان الأتراك أسهل قابلية للتلاعب. وبفضل ذلك، تمكن الغرب من إثارة العديد من التعقيدات في العلاقات الروسية التركية. ولكن حتى هنا، فالنتائج النهائية بقيت بعيدة عن مراد خطة ستراتفور. وباستفزاز تركيا على العدوان، وجد الأمريكيون أنفسهم في مواجهة عدائية أنقرة.

وأخيرا، فإن محاولة تشكيل ما يسمى بـ"الكتلة البولندية" أثبتت أنها أكثر إشكالية. فالتناقضات الداخلية بين "شركاء" أوروبا الشرقية في الاتحاد الأوروبي، كما تبين، لا تقل أهمية عن "المظالم التاريخية ضد روسيا". فالجميع مستعدون بشكل فردي لتقديم مطالبات ضد موسكو، ولكن محاولة جمعهم معا أدت إلى جرعة أخرى من الاتهامات والصراعات المتبادلة.