2024-11-27 09:30 م

موسكو تحذّر أوروبا من الاعتماد على الغاز الأميركي

2018-02-10
قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» إن أوروبا ستشهد قريباً نقصاً في الغاز، وارتفاعاً في الأسعار، إذا سعت إلى الاعتماد على واردات الغاز من الولايات المتحدة لتغطية الطلب المتزايد، بدلاً من زيادة مشترياتها من روسيا.
كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قالت إنها تعتزم إضفاء العدالة والتوازن على أسواق الطاقة، عبر عرض غاز أميركي على أوروبا وآسيا، مشيرة إلى الحاجة لتقليص ما أطلقت عليه القوة المشوهة للسوق لجهات فاعلة مثل روسيا و«أوبك».
وأصبحت إمدادات الغاز الروسي لأوروبا مسألة سياسية على نحو متزايد منذ أن قطعت موسكو إمداداتها إلى أوكرانيا في العقد الماضي، وسط خلافات بشأن التسعير، وبعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
ويتهم الغرب روسيا باستخدام الغاز كسلاح سياسي، وترد موسكو بإلقاء اللوم على الغرب في وقف مشاريعها الجديدة لإنشاء خطوط أنابيب لأسباب سياسية، لا اقتصادية.
ويأتي التحذير بشأن احتمال حدوث أزمة إمدادات في الوقت الذي تستعد فيه «غازبروم» لبدء تسليمات واسعة النطاق إلى الصين، في خطوة تمثل تذكيراً باستراتيجية روسيا النفطية، التي بموجبها أصبحت موسكو مورداً رئيسياً إلى بكين، على حساب أوروبا.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة «غازبروم»، ألكسندر ميدفيديف، لوكالة «رويترز»، إن الشركة ستكون لديها إمدادات كافية لأوروبا وآسيا، لكن الوقت حان لكي تقرر أوروبا من أين ينبغي أن تحصل على الغاز.
وقال ميدفيديف، المعني بالصادرات في أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم: «أوروبا بالكامل أساءت التقدير حين افترضت أنها لن تحتاج إلى كثير من الغاز الإضافي، وأنها إذا احتاجت إلى قدر منه، فمن الممكن جلبه من خارج روسيا».
وقفزت صادرات «غازبروم» 8 في المائة خلال العام الماضي، إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 194 مليار متر مكعب، بفضل زيادة الطلب وانخفاض الأسعار، مما منحها حصة قياسية في أوروبا نسبتها 35 في المائة.
وقال ميدفيديف إن الحصة قد تزيد فوق 40 في المائة بمرور الوقت، مع ارتفاع طلب أوروبا على الغاز، وانخفاض الإنتاج في هولندا وبريطانيا، والتباطؤ المحتمل لنمو إنتاج النرويج بعد 2025.
وستظل الإمدادات الأميركية متواضعة ومرتفعة السعر، وستذهب في الأساس إلى آسيا. وقال ميدفيديف: «كثير من المحللين الجادين سيأتون لك بنموذج يُظهر أن أوروبا ستواجه قريباً أزمة كبيرة في الغاز، وما هو أسوأ، وهو ارتفاع كبير في الأسعار»، مضيفاً: «بخصوص الدعوات بشأن الحاجة لخفض الاعتماد على الغاز الروسي، هل لنا أن نتحدث في روسيا عن اعتماد زائد عن اللازم على الأموال من قارة واحدة؟ مثل الدولار أو اليورو؟ ما يعنيه هذا برمته في الحقيقة هو أننا نعتمد على بعضنا بعضاً».
وستبدأ «غازبروم» في ضخ إمدادات عبر خطوط أنابيب إلى الصين العام المقبل. وتريد الشركة نيل حصة سوقية تبلغ 0.1 في المائة على الأقل في الصين بحلول 2025، حين تشيد مساراً رئيسياً آخر.
وقال ميدفيديف: «يمكننا ضخ غاز بقدر ما تحتاجه أوروبا، حتى إذا كنا ندخل سوقاً جديدة في الصين. لكن من الضروري أن تقرر أوروبا الآن؛ إنهم بحاجة للتفكير بشكل سليم الآن بشأن من سيغطي الطلب الإضافي بعد 2025. ومن سوء الحظ أنه لا يوجد حوار بشأن الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي»، وأضاف أنه حتى إذا بنت «غازبروم» خطيها الجديدين للأنابيب إلى أوروبا في الوقت المحدد، وهما: «نورد ستريم 2» الذي يمر عبر بحر البلطيق، و«تركيش ستريم» الذي يمتد إلى جنوب أوروبا، فإن هذا لن يكون كافياً لتحقيق توازن بين زيادة الطلب وانكماش المعروض.