2024-11-28 05:51 م

تأييد أوروبي لخطوات الفلسطينيين في الأمم المتحدة دون لعب دور الوسيط

"فيديريكا موغريني"

2018-01-27
بروكسل/يرغب زعماء كبار في القارة الأوروبية في تقديم دعم حقيقي لإحداث تقدم في عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، لكن الموقف العام في القارة لا يساعد على قيام الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط الكامل بدلاً من الأمريكيين، وفق ما قال دبلوماسي غربي لـصحيفة «القدس العربي».
وأكد الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «الاتحاد الأوروبي لم يطرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه الأخير بوزراء الخارجية في مقر الاتحاد في بروكسل، فكرة تقديم مبادرة سلام جديدة، برعاية الاتحاد، كذلك نفى أن يكون هناك «مخطط» فرنسي من هذا القبيل.
وكشف أن «الفلسطينيين يدركون عدم قدرة الاتحاد الأوروبي وفرنسا، على طرح أنفسهم حاليا كرعاة لعملية سلام شاملة في الشرق الأوسط، لعدة أسباب رئيسة، في مقدمتها الرفض الإسرائيلي المحتمل لهذا الأمر، وهو أمر تمثل في بدايات عام 2017، حين رفضت إسرائيل حضور مؤتمر باريس للسلام، خلال حكم الإدارة الأمريكية السابقة».
ومن بين العوامل التي تقيد طرح الموضوع، وفق المصدر «وجود دول أوروبية لها علاقات ومصالح كبيرة مع الإدارة الأمريكية، ما يمنعها من الدخول في مواجهة سياسية معها».
ورفضت إسرائيل في كانون الثاني/ يناير من عام 2017 المشاركة في «مؤتمر باريس الدولي للسلام»، الذي جدد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، وقالت وقتها إن المؤتمر «يبعد فرص السلام»، وجاء الرفض لاعتراض تل أبيب على دخول أي وسيط آخر غير الأمريكيين.
البيان الختامي للمؤتمر، آنذاك، شدد على «ضرورة حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، وحذر من اتخاذ أي «خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة مفاوضات قضايا الوضع النهائي، ومنها قضايا القدس والحدود والأمن واللاجئين، وأدان النشاطات الاستيطانية.
وحسب الدبلوماسي الغربي «مباحثات الرئيس عباس الأخيرة مع ساسة أوروبا، ركزت على دعم القارة للتحركات السياسية الفلسطينية المقبلة، في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لإدانة الاحتلال».
بين هذا التحركات «الانتماء إلى منظمات جديدة، وإدانة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، حسب خطة فلسطينية أطلع الرئيس الفلسطيني الأوروبيين على بعض تفاصيلها، بسبب المواقف الأمريكية الأخيرة، التي قوبلت بقطع الفلسطينيين اتصالاتهم مع واشنطن».
وحصل عباس على دعم قوي من قادة الاتحاد الأوروبي لتوجهاته السياسية المقبلة في الأمم المتحدة، وهو أمر سيستثمره في تحويل الملف الفلسطيني بالكامل إلى المنظمة الدولية ومجلس الأمن في مرحلة لاحقة، بسبب عدم وجود وسيط وراع حقيقي للمفاوضات، بعد إصرار الإدارة الأمريكية على إخراج ملف القدس من مفاوضات الحل النهائي، بالاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.