2024-11-25 07:33 م

ابن سلمان والعتيبة : يضعان مع “كوشنر” اللمسات الأخيرة لـ “صفقة القرن”

2018-01-26
فجر محلل الشؤون العسكريّة بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، مفاجأة جديدة بشأن ما يعرف باسم (صفقة القرن) التي أعدتها أمريكا بالتعاون مع الصهاينة، مشيرا وفقا لما نقله عن مصادر وصفها بـ”الأمنية المطلعة” إلى أن اللمسات الأخيرة تضاف لهذه الصفقة لتطبيقها فعليا في وقت قريب، وأن ترامب سيفاجىء بها الجميع دون سابق إنذار. 

وتتواتر الأنباء عن صفقة القرن، التي من المُقرر أنْ يطرحها الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، في شهر ماس) القادم، وتعمل إسرائيل على مدار الساعة في تسريب المعلومات حول هذه الصفقة، التي بات يُطلق عليها الـ”صفقة التاريخيّة” في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

ويشير “فيشمان” إلى إنّ الرئيس ترامب لن يمنح أيّ طرفٍ من الأطراف تحذيرًا مُسبقًا حول خطّته، بل سيقوم بإلقاء خطابٍ احتفاليٍّ، يعرض من خلاله الصفقة فيما يتعلّق بالشرق الأوسط. 

المُحلّل الإسرائيليّ، نقل أيضًا عن دبلوماسيٍّ أمريكيٍّ رفيعٍ جدًا في حاشية مايك بنس،نائب الرئيس الأمريكيّ الذي زار كيان الاحتلال الإسرائيليّ، نقل عنه قوله إنّ مبادرة ترامب سيتّم طرحها خلال العام الجاري، وعلى الأطراف أنْ تكون مستعدّةً لذلك، وعليه فإنّ هذا الأمر هو الذي أغضب ويُغضب السلطة الفلسطينيّة في رام الله، لافتًا إلى أنّه ليس من العبث أنْ يقوم رئيس السلطة، محمود عبّاس بـ”إطلاق النار” لجميع الاتجاهات، يقوم بشتم ترامب، في محاولة بائسة ويائسة للتأثير على الخطّة التي سيقوم بطرحها، كما أكّد فيشمان.

وكشفت المصادر ذاتها، كما أكّد فيشمان، عن وجود ثلاثة مستشارين خارجيين للطاقم الأمريكيّ، الذي يعكف على إعداد صفقة القرن، وهم: وليّ العد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان، وسفير الإمارات العربيّة المُتحدّة في واشنطن، ويوسف العتيبة، وسفير إسرائيل في أمريكا، رون دريمر، وعليه، تابعت المصادر نفسها قائلةً إنّه من المحتمل جدًا أنْ يكون رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على اطلاعٍ واسعٍ بما يدور في الجلسات المغلقة للطاقم الأمريكيّ. 

ولفتت المصادر الإسرائيليّة عينها إلى أنّ خطّة القرن التي سيطرحها ترامب لن تشمل طلبًا من الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل كدولةٍ يهوديّةٍ، ولكنّهم في الوقت عينه مُطالبون بالتنازل عن حقّ العودة، مُوضحةً أنّ صائب عريقات يؤكّد على أنّ السيطرة الأمنيّة على جميع المناطق ستكون إسرائيليّةً، ولكن، أوضحت المصادر، فإنّ الخطّة ستكون من ناحية التطبيق على مراحل، بما في ذلك نقل السيادة الأمنيّة للفلسطينيين. 

وتدلّ المؤشرات على أنّ إدارة ترامب وحكومة نتنياهو تُنسّقان لتطبيق بنود “صفقة القرن”، ولا سيما تلك التي تمثّل مكاسب جلية للدولة العبريّة حتى قبل الإعلان عن هذه الصفقة بشكلٍ رسميٍّ، والتي تمّ الكشف عنها في وثيقةٍ قدّمها أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، صائب عريقات، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، وتمّ تسريبها للقناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ أواخر الأسبوع الماضي. 

وأكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب على أنّ إسرائيل ستحصل على جائزة ترضية، وهي عبارة عن إقامة علاقات دبلوماسيّة وعلنيّة كاملة مع المملكة العربيّة السعوديّة، فيما ستقوم المملكة بمنح الفلسطينيين الأموال لإعمار الدولة العتيدة، أمّا المملكة الأردنيّة الهاشميّة فسيكون دورها في مساعدة الفلسطينيين في المجال السياسيّ. 

وتناولت الكثير من وسائل الإعلام مضمون التقرير الذي رفعه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبيل انعقاد المجلس المركزي. 

ويقول عريقات في تقريره إن “المرحلة المقبلة هي مرحلة فرض الإملاءات الأميركية”، موضحًا أن التوصيات الواردة في هذا التقرير لا تمثل بأية حال من الأحوال إجماع أعضاء اللجنة السياسية، لأنه كانت هناك تحفظات وآراء مختلفة حول عدد من التوصيات”. 

وجاء في التقرير أنه “على كل من يريد “السلام” أن يوافق على ما سوف تفرضه أميركا، وأن كل من يعارض ذلك سيعتبر من قوى الإرهاب المتوجب على القيادات السياسية في المنطقة طردها ومحاربتها، فالاعتدال يعني قبول صفقة فرض الإملاءات، التي تعتبر بامتياز تبنّياً كاملاً وشاملاً لمواقف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بفرض الأمر الواقع من خلال الاستيطان الاستعماري، ومصادرة الأراضي، وطرد السكان، والتطهير العرقي، وهدم البيوت، والاغتيالات والاعتقالات والحصار والإغلاق”. 

وتابع عريقات في تقريره: “لقد بدأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفرض المرحلة الأميركية الجديدة من خلال إعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وسوف تشمل مرحلة فرض الحل على الفلسطينيين والعرب وبشكل تدريجي، فرض إملاءات الحكومة الإسرائيلية حول كافة قضايا الوضع النهائي، ويبررون ذلك بالقول إن كل جهود الإدارات الأميركية السابقة تم رفضها فلسطينيا، ولن تقوم أية قيادة فلسطينية مستقبلية بقبول ما توافق عليه “إسرائيل”. لذلك فإن إدارة الرئيس ترامب تقول إنها لن تكرر أخطاء ما قامت به الإدارات الأميركية السابقة، وأنها سوف تفرض صفقة تاريخية بدأتها بأن أعلنت أن القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وأنها سوف تحمّل الجانب الذي يرفض المسؤولية وتفرض عليه دفع الثمن”. 

واعتبر عريقات في تقريره أن “تصويب العلاقة الفلسطينية الأميركية لا يمكن أن يتم إلا من خلال إلغاء قرار اعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل” وإلغاء قرار اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية. وبما أن إدارة الرئيس ترامب لن تقوم بأي من الأمرين، لذلك لا بد من التمسك بوقف كل الاتصالات معها حول عملية “السلام”، مع رفض اعتبارها وسيطاً أو راعياً لهذه العملية بأي شكل من الأشكال”. 

وشدّد عريقات على رفضه “إعطاء ترامب أية فرصة والصبر عليه لحين طرحه معالم صفقته التاريخية، لأن هذا الموقف يعني بالضرورة قبول قرار الرئيس ترامب باعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل” ونقل السفارة الأميركية إليها، إضافة إلى قبول سياسة المرحلة الأميركية الجديدة، والتي سنطلق عليها فرض الحلول والإملاءات وبما يشمل تصفية القضية الفلسطينية”.