2024-11-28 01:32 ص

خبير أمريكي: فروع داعش الثمانية حول العالم تتبنى تكتيك التنظيم في العراق وسوريا

2018-01-19
مني داعش، خلال عام 2017، بهزائم متتالية، وتوجت تلك الانتصارات باستعادة مدينة الموصل في العراق، والسيطرة على مدينة الرقة، عاصمة خلافته المزعومة. ومع أن التنظيم لم يعد يسيطر على أي مركز سكني، سواء في العراق أو في سوريا، ولكن هذا لا يعني أنه لم يعد يشكل خطراً كبيراً.

 وكما كتب، في مجلة "فورين أفيرز"، مايكل ديمبسي، زميل الاستخبارات الوطنية لدى مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة، ومدير سابق بوكالة الاستخبارات الوطنية، بعد القضاء على تواجده الميداني، يعمل داعش اليوم على تطوير تكتيكاته. وسوف يتجنب، على الأرجح، الخوض في معارك كبرى، وسيستعيض عنها بالتدبير لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط، ومناطق أخرى وفي الغرب أيضاً. ولذا تحتاج السياسة الأميركية للعمل سريعاً على مواجهة ذلك التهديد المتنامي، سواء في ما يتعلق بعملياتها في المنطقة، أو بشأن أولياتها في محاربة الإرهاب داخل أميركا.

ويلفت الكاتب لتفضيل داعش، في الوقت الحالي، تنفيذ هجمات انتحارية وعمليات كر وفر. وفي بداية كانون الثاني الجاري، نشر الجناح الإعلامي في التنظيم قائمة تضم قرابة 800 عملية من نوعية تلك الهجمات التي نفذها في عام 2017، ومنها هجمات طالت الجيش العراقي (حوالي 500)، و(136) ضد قوات كردية في سوريا، و(120) عملية ضد النظام السوري وحلفائه، فضلا عن عشرات الهجمات ضد جماعات سورية معتدلة في سوريا. ورغم أن عدداً من تلك الهجمات تم خلال عمليات استعادة الموصل والرقة، يبدو من الواضح أن قادة داعش يعتبرون هذه النوعية من الضربات بمثابة أفضل خيار قتالي في المستقبل المنظور.

ويرى ديمبسي في الهجوم الذي تم عشية العام الجديد، بواسطة طائرة مسيرة على منشآت عسكرية روسية في سوريا، بمثابة مثال ملموس آخر على رغبة التنظيم في ضرب أعدائه دون الدخول في مواجهة عسكرية. وقد وصل الأمر لدرجة أن داعش نفسه بات يعترف بأنه لم يعد قادراً على السيطرة على مناطق أو مدن والبقاء فيها.

ويشير الكاتب لتبني ثمانية فروع لداعش منتشرة حول العالم للتكتيكات نفسها. ففي أفغانستان، وخاصة في كابول، شن مقاتلو التنظيم مؤخراً عدة هجمات انتحارية فتاكة. وفي مصر نفذت، في الشهر الماضي، مجموعة صغيرة من المتشددين، كانوا يحملون رايات داعش السوداء، عملية كر وفر ضد مسجد للصوفيين في سيناء، ما أوقع أكثر من 300 قتيل، في أكبر هجوم إرهابي تشهده مصر في تاريخها المعاصر. وفي جميع تلك الهجمات، بدا أن هدف داعش الشامل يتركز في التأكيد على استعراض قدراته العسكرية، واستهدافه لأقليات دينية أخرى، مع تنصيب نفسه مدافعاً حقيقياً عن الدين الإسلامي.

وبرأي ديمبسي، تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها التصدي لهذا الخطر الجديد عبر تطبيق عدد من السياسات الخلاقة. وكبداية، يمكن واشنطن مضاعفة جهودها في تعزيز القدرات العسكرية والاستخبارات لحلفائها، وخاصة بالنسبة لدول يسعى داعش للتوسع في أراضيها، مثل مصر وليبيا.  إلى ذلك، يشير الكاتب إلى أهمية التركيز على التدريب الإلكتروني من أجل التقاط أولى إشارات التطرف عبر الشبكة الإلكترونية. وفي الوقت الحالي، تنفذ بعض الشركات الخاصة مشاريع رائدة في هذا المجال، مثل وحدة جيكسو التابعة لغوغل، والتي تم عبرها التعرف على أفراد يبدو، بالاستناد لحساباتهم، أنهم مؤيدون للتطرف ولكنهم لم ينساقوا بعد وراء أهدافه. في تلك الحالة، يمكن إعادة توجيه هؤلاء الأشخاص من أجل محاربة المحتوى الجهادي.

ويقول ديمبسي بأن صناع السياسة الأميركية قادرون على تقديم بديل يسلط الضوء على أعمال قادة مسلمين معتدلين، بما يؤدي لدحض إيديولوجية داعش المتطرفة، وفضح مظالمه المزعومة.