كشفت صحيفة إسرائيلية عن تفاصيل مشروع إسرائيلي، يهدف إلى ربط إسرائيل مع العديد من الدول العربية والخليجية، عبر إقامة خط سكة حديد أطلق عليه "قطار السلام".
الوصول إلى العراق و السعودية
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، أن "رؤية وزير النقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بشأن قطار يربط الموانئ البحرية الإسرائيلية بالحدود الأردنية، وصولا إلى العراق والسعودية، تحصّل على اعتماد مالي من قبل الحكومة في موازنة 2019، بقيمة 15 مليون شيكل (دولار=3.5 شيكل، وذلك للشروع في وضع المخططات الأولية للمشروع".
وأكدت أن "مشروع قطارات الشحن من شأنه أن يقلل حركة الشاحنات على الطرق الإسرائيلية، ما يؤدي إلى تحسين السلامة وحركة المرور"، موضحة أن "خطة وزير المواصلات الطموحة تهدف إلى تمديد خطوط السكك الحديدية، وربط "قطار المرج" بالمعبر الحدودي مع الأردن، وذلك ضمن مخطط إسرائيلي لربط دول عربية عن طريق الأردن بميناء حيفا".
وأضافت: "من المقرر أن تنقل القطارات المسافرين والبضائع بين ساحل البحر الأبيض المتوسط (ميناء حيفا) إلى الأردن، وفي حالة التفاؤل الأكبر، عبر وجود اتفاق سلام، يمكن الوصول إلى العراق والمملكة العربية السعودية أيضا".
ومع إغلاق الموانئ البحرية السورية في الوقت الراهن، فإن "كمية كبيرة من البضائع تسلك طريقها عبر الخط الإسرائيلي الأردني بواسطة الشاحنات"، وفق الصحيفة التي بأن "مشروع السكك الحديدية المخطط له سيقلل كثيرا من الحاجة إلى الشاحنات، التي تشكل خطرا على الطرق".
مركز إقليمي للنقل البحري
كما تظهر الحاجة إلى "بناء محطة شحن جديدة عند المعبر الحدودي مع الأردن لقطارات الشحن. وفي الوقت الحاضر، تنقل البضائع التي تصل إلى إسرائيل من الشاحنات الأردنية إلى الشاحنات الإسرائيلية، ومن ثم يتم نقلها إلى ميناء حيفا وأسدود".
ولفتت إلى أن "تكلفة المشروع تبلغ 2 مليار شيكل، بما في ذلك مسافة 15 كيلومترا داخل إسرائيل، التي تشمل مسارات مزدوجة وجسورا وأنفاقا"، منوهة بأن "التضاريس الصعبة في المنطقة تتطلب حلولا هندسية فريدة، وهو ما دفع القائمين (شركة سكة حديد إسرائيل) على المشروع لتأسيس فريق تخطيط للإشراف على المشروع والنهوض به".
واعتبرت أن إنجاز المشروع من شأنه أن "يسهل عملية النقل الفعال بلا انقطاع بين الشرق والغرب".
وقال الوزير كاتس: "المشروع بمثابة ممر عبور إقليمي لنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط عبر البحر الأبيض المتوسط، لتكون جسرا للسلام".
وأوضح كاتس أن "الخط سيحسن الاتصال بالأردن والخليج، وسيستخدم بديلا للطريق البحري الذي يربط شبه الجزيرة العربية"، موضحا أن خطته ترمي إلى ربط السعودية ودول الخليج والأردن بميناء حيفا والبحر الأبيض المتوسط".
وأكد أن "إسرائيل ستصبح بفضل هذا المشروع مركزا إقليميا للنقل البحري، الذي سيساهم في تقوية الاقتصاد الإسرائيلي"، منوها بأن "هذا المشروع سيتم بالشراكة مع الحكومة الأمريكية وهيئات دولية أخرى ذات صلة".
ورأى أن ما يحققه المشروع من "زيادة التجارة بين إسرائيل ودول الخليج تمنحه قيمة استراتيجية، وتزيد من احتمالات السلام الاقتصادي في الشرق الأوسط"، وفق قوله.
وفي تقرير سابق لـ"عربي21"، كشف الخبير العسكري الإسرائيلي، يوسي ملمان، عن وجود "خطة إسرائيلية لإقامة شبكة سكة حديد تربطها بالعالم العربي عبر الأردن"، منوها بأنه "تم نقاش المخطط مع الأردن، ولم يحدث أي تقدم، ومؤخرا تم استئناف النقاش فيه".
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تقوم "ببناء ميناءين جديدين في حيفا وأسدود، ويجري الحديث عن تأجير ميناء حيفا القائم حاليا لجهة دولية، تقوم بتشغيل خط القطار إلى الشرق، وهو ما يسهل تطبيق المبادرة الإسرائيلية".
ونوه بأن "وثيقة رسمية إسرائيلية باسم "سكة السلام الإقليمية" أوضحت أن إسرائيل تمثل جسرا بريا سيرتبط مع المنطقة، ويزيد من قوة مواجهة الخط الشيعي".
ومن دون هذه الخطة، كشف الخبير العسكري أنه "يتم إرسال البضائع في اتجاهين، من إسرائيل للعالم العربي والعكس، عبر طرف ثالث؛ من رجال أعمال في السلطة الفلسطينية والأردن وقبرص وكردستان".