2024-11-27 10:47 م

ادارة الحملات الانتخابية في اسرائيل بين العقول الاستراتيجية من المستشارين

2013-01-05
القدس/المنــار/ جميع قادة الاحزاب في اسرائيل يخضعون لمشورة خبراء في قيادة وادارة الحملات الانتخابية، واستنادا الى مصادر حزبية في اسرائيل، فان الخطوات التي تتخذ من جانبهم قبل وبعد الانتخابات تعود الى المشورة التي يقدمها مستشارون استراتيجيون يقودون الحملات الانتخابية من وراء الكواليس الذين يجمعون بين ايديولوجية الحزب والاستراتيجية والخطوط الحمراء وبين التكتيك.
وعلى سبيل المثال: فان التحالف بين الليكود واسرائيل بيتنا جاء بتوصية من أحد المستشارين الاستراتيجيين الكبار، الذي رأى بأن الوحدة بينهما سيؤدي الى فوز قائمتهما المشتركة بمقاعد في الكنيست تقترب من الخمسين مقعدا، لكن، الاستطلاعات الاخيرة تظهر أن هذه التوصية لم تكن موفقة، ففرص اللكيود مع اسرائيل بيتنا قد تراجعت ولم تحافظ على نفس المكانة التي تتمتع بها في الانتخابات السابقة فالحزبان اللذان كانا يمتلكان 42 مقعدا في الكنيست الثامنة عشرة، هما الآن في تراجع مستمر بعد تحالفهما، وكذلك الامر بالنسبة لشيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل بعد الأخذ بمشورة مستشاريها ودفعتها الى التمسك بسياسة الضغط على نتنياهو من خلال البوابة الاجتماعية والاقتصادية، لكن، هذا لم يستمر، وتغير الوضع سريعا ، واستطلاعات الرأي أظهرت تراجعا لحزب العمل بعد اشراك شعارات اخرى مع الشعارات الاجتماعية، وايضا التأكيد على عدم رغبتها بالانضمام الى نتنياهو في حال نجح في تشكيل الائتلاف الوزاري، وبأنها ستكتفي بقيادة المعارضة.
ولا تقتصر الاستعانة بالمستشارين والخبراء في ادارة الحملات الانتخابية على هذه الشريحة الموجودة في الساحة الاسرائيلية، بل في بعض الاحيان يتم اللجوء الى مستشارين وخبراء يعملون في الساحتين الامريكية والساحة الاوروبية. واستنادا الى المصادر ذاتها، فان قراءة خاطئة لخارطة القوى الحزبية، وتوجهات الشارع قد تفقد الاحزاب مقاعد، لذلك، يحرص المستشارون على انتقاء الكلمات التي ستطلق وتخرج من أفواه من يتحدثون باسمائهم للخروج بالصيغة الأمثل ومنع حدوث أخطاء لا يمكن العودة عنها.
فعلى سبيل المثال، فسر البعض التوجهات التي فرضت على نتنياهو بأهمية وضرورة مهاجمة رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت بأنها شكلت رافعة للطرف الذي هوجم، وانتكاسة للطرف المهاجم.
وبالعودة الى امكانية ان يحقق نتنياهو الفوز في الانتخابات ترى المصادر أن دور بعض المستشارين قد يمتد اى ما بعد ظهور النتائج، لكن، تأثير ذلك سكيون أقل.
ونقلت المصادر عن أحد الخبراء الذين عملوا طويلا في مجال تقديم الاستشارة الاستراتيجية للاحزاب قوله أن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة مستقرة واسعة كما يرغب دون اشراك احزاب من اليسار والوسط، فتحالف الليكود واسرائيل بيتنا لن يتمكن من الحصول على المقاعد الكافية لتسهيل مهمة تشكيل الائتلاف.
أما شيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل فستبدأ خلال الايام المتبقية لموعد الانتخابات في سماع رسائل ذات فحوى جديد لم نشهده طوال الفترة الماضية، حيث طال الحديث عن رفع رايات وشعارات العمل الاجتماعي، وخفض رايات العمل السياسي والسلام مع الفلسطينيين، فالموقف الان يعكس انقساما واضحا في المجتمع الاسرائيلي ، يتغلب على الاجماع فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية، وهذا الانقسام مرتبط بالامن والحدود والامور السياسية.