2024-11-28 09:58 م

تقارير غربية تتوقع صراعا دمويا على السلطة في السعودية

2018-01-11
تجنّب آل سعود، على مدار عقود، الصراعات الدموية فيما بينهم، غير أن الحالة الآن تبدو مختلفة، إذ تنذر الأحداث الأخيرة بأن الأشهر المقبلة ربما تشهد صراعًا سلطويًا عنيفًا، بحسب ما يذكره موقع "ميدل إيست آي".

ويشير الموقع البريطاني في تقريره الذي ترجمته "سبوتنيك" أنه "في عام 2007، أسس آل سعود لجنة ولاء ملكية مكونة من 34 عضوا بهدف إحداث توازن دقيق للسلطة بين الأمراء وانتخاب الملك بالإجماع، لكن هذه اللجنة الآن صارت مجرد ختم يستخدم لإضفاء صبغة الإجماع على المراسيم الملكية.

ويلفت التقرير إلى أن "عائلة آل سعود تظهر الآن شقوقا كبيرة تحت القبضة الحديدية وسياسات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تجاه أقاربه، خصوصًا بعد أزمة اعتقال الأمراء الأخيرة، والتي قالت الرواية الرسمية فيها إنهم اعترضوا على دفع فواتير الماء والكهرباء قبل أن يكذبها الأمير عبد الله بن سعود بن محمد آل سعود، الذي عوقب على ذلك بالإقالة من منصبه كرئيس لاتحاد الرياضات البحرية، ما يشير إلى أن خلافات القصر السرية، بدأت تخرج إلى العلن".

ويشير التقرير إلى "وجود نزعة التمرد منذ أن نُفي الأمير طلال بن عبد العزيز إلى القاهرة في أوائل الستينيات من القرن الماضي بعد دعوته إلى الملكية الدستورية، في حين جرى ترحيل الأمير عبد العزيز بن تركي من جنيف إلى الرياض بعد أن عبر عن آراء مخالفة وشارك في برنامج تلفزيوني للمعارضة السعودية بث من شمال لندن".


وفي عام 2015، وزعت مجموعة من الأمراء خطابين عبر الإنترنت بعنوان "تحذير إلى آل سعود"، نددوا فيهما بإقصاء الأمراء الآخرين مثل الأمير أحمد والأمير طلال، وطالبوا كبار العائلة بعمل انقلاب ضد الملك سلمان وابنه، حينها اختفى أميران اثنان من ذرية الملك سعود، يعتقد بأنهما كانا وراء الخطابين المذكورين، وصحيح أن الكلام عن الصراع على السلطة يبعث على المهابة إلا أنه لا يمكن استبعاد وقوعه، بحسب التقرير.

ويحذر التقرير من احتمال أن "يلجأ السعوديون إلى الشوارع احتجاجًا على ارتفاع الأسعار، وسيكون ذلك بمثابة الربيع السعودي الذي ما لبثت يخشاه آل سعود منذ أن خرجت الجماهير العربية في القاهرة وتونس وصنعاء والمنامة لتتحدى حكامها وتطالب بتنحيهم".


ويضيف التقرير: "على الرغم من كافة الإجراءات المضادة للثورة التي اتخذها آل سعود لإحباط الحراك الثوري، لا يزال القلق قائمًا من تفجر ثورة سلمية ضدهم داخل البلاد، وما يقلق محمد بن سلمان بالذات هو احتمال أن يقود التمرد ضده أفراد من العائلة، وبالذات من الدائرة المقربة منه، بسبب حالة الحنق والسخط التي تسود أوساط الأمراء المهمشين، بل والأسوأ من ذلك ما يسود أوساط من بات منه لديه ثارات معه يريد الانتقام لها".

وما يزيد في احتمال تفجر معارك داخل الأسرة الملكية الحاكمة التوجه من تعاقب سعودي أفقي على الملك إلى تعاقب عمودي، فسلمان يرغب قبل موته في أن يضمن بقاء الملك في ذريته من بعده، وبذلك ينهي ادعاء ذريات إخوانه في الحق بالملك (وبشكل خاص ذرية فهد وسلطان ونايف وعبد الله)، وفقا للتقرير.

ويختتم التقرير بأنه "إذا ما استمر محمد بن سلمان في تجريد حسامه في وجه خصومه ومنافسيه وبشكل خاص في وجه السعوديين المتضررين من سياساته، فمن غير المحتمل أن يتمكن من تأمين موقعه والخروج على العالم في صورة المنقذ الملهم، والإمام الجديد للإسلام المعتدل، والآلة الاقتصادية المولدة للثروة والرخاء في عصر ما بعد النفط، وأصغر رئيس لعائلة آل سعود".

وكانت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية قد نشرت تقريرًا يرصد سر تعجيل الملك سلمان بصرف بدل الغلاء عقب أيام معدودة من رفع أسعار الوقود وفرض الضرائب، وأكدت من خلاله أن ذلك كان تفاديا لوقوع اضطرابات شعبية.