2024-11-26 10:32 م

ماذا يخطط ضد الأردن؟!

2018-01-08
بناء على دعوة ملك الأردن عبد الله الثاني لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب بشكل طارئ في عمان انعقد في العاصمة الأردنية وطرح ملك الأردن عقد قمة عربية طارئة لبحث موضوع القدس والتنسيق مع دول العالم وفي طليعتها الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، لكن وزيري خارجية السعودية ومصر تحفظا على عقد قمة عربية وقالا لا لزوم لذلك ويجب مراعاة واشنطن وعدم حشر الرئيس ترامب كي لا يتجه الرئيس الأميركي نحو قرارات أخطر. لكن هذه الاعذار لم تقنع الأردن والعراق وفلسطين وقال ملك الأردن أن القمة العربية القادمة في آذار ما زال أمامها ثلاثة أشهر ويجب عقد قمة طارئة لأن إعلان الرئيس الأميركي ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ألغى التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومبدأ قيام دولتين.
في ظل هذا الجو، هنالك جو آخر عن صفقة القرن وهو ضم جزء من الضفة الغربية إلى الأردن وان يكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين بدل إقامة الدولة الفلسطينية على الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وان الأمور باتت مفتوحة أمام المخاطر الكبرى.
الملك الأردني اعتبر موقف السعودية ومصر يحمل نوايا سيئة وأن الحديث عن عدم إحراج الرئيس الأميركي ترامب في ظل الأجواء الآتية من واشنطن عن ضم غزة لمصر و40% من الضفة الغربية للأردن وطرح الأردن كوطن بديل للفلسطينيين يجعل الملك عبدالله الثاني ملك الأردن غير مرتاح إلى موقف أهم دولتين عربيتين هما السعودية ومصر، خاصة وان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي نظامه غير قوي وقابل للتوتر والسقوط أمام العمليات الإرهابية وامام حزب الاخوان المسلمين المنتشر في كل مصر ويستعد للانقضاض على نظام الرئيس السيسي يجعل مصر تساير إسرائيل بالدرجة الأولى وتحاول أن تحظى برضى الإدارة الأميركية كي يبقى النظام المصري.
أما السعودية بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فجاءت الاخبار واضحة من واشنطن أن صهر ترامب كوشنير الإسرائيلي والرئيس الأميركي ترامب هما من صنعا وأوصلا الأمير محمد بن سلمان إلى القمة وازاح ولي العهد محمد بن نايف وقال الرئيس الأميركي ترامب إن رجلنا الأميركي أوصلناه إلى رأس الهرم وهو محمد بن سلمان وسيعمل معنا ومع إسرائيل على تحقيق صفقة القرن.
هذه الاخبار التي نقلتها صحيفة واشنطن بوست وكتاب النار والغضب الذي اجتاح اميركا وهو صدر منذ 3 أيام وكشف هذه الاسرار وغيرها وعن ان الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين وكل مضمون الكتاب هو من ضمن البيت الأبيض وقلب الإدارة الأميركية جعل وضع الأردن خطيراً لأنه لو كانت النوايا الأميركية حسنة لما رفضت مصر والسعودية عقد قمة عربية طارئة لبحث قضية قرار الرئيس ترامب اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، وموقف مصر والسعودية ملتبس وشعر ملك الأردن من خلال ما ذكره تلفزيون«NBC» الأميركي أن الأردن مستهدف بحكمه وان السعودية من خلال محمد بن سلمان ومصر على استعداد للتخلي والتضحية بالنظام الأردني في سبيل ما يسمى صفقة القرن.
خاصة واننا ذكرنا ان الرئيس السيسي لحفظ نظامه يحتاج إلى رضا الولايات المتحدة وان صهر الرئيس الأميركي كوشنير هو من دبر الانقلاب في السعودية مع الرئيس ترامب وتم إزاحة الأمير محمد بن نايف ولي العهد وجاء مكانه محمد بن سلمان كولي عهد.
الوضع الخطير والمتوتر وقيام محاور
بعد قرار الرئيس الأميركي ترامب إعلان القدس عاصمة إسرائيل، ظهر محور المقاومة بقوة من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى فلسطين، وانتفض الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة، كذلك انتشرت المظاهرات في إسرائيل الخط الأخضر، أي عندما تم الاعتراف عام 1948 باغتصاب الإسرائيليين لنصف مساحة فلسطين وقمع جيش الاحتلال الإسرائيلي الانتفاضة الفلسطينية بالرصاص المطاطي على الارجل لعدم وقوع قتلى لدى الفلسطينيين مما أدى إلى جرح 4800 مواطن فلسطيني في ارجلهم إضافة إلى اعتقال أكثر من 3000 متظاهر، وفي المقابل استنفر حزب الله طاقاته وهو على استعداد لصد أي عدوان على لبنان وعلى المقاومة وحتى اذا لزم الامر يقوم حزب الله بالرد على عدوان إسرائيلي اذا قامت إسرائيل بشن حرب ضد محور المقاومة.
أما في سوريا فإن الحرب تتجه نحو النهاية والجيش السوري يسيطر على 80% من الأراضي السورية وقد انهى ضرب تنظيم داعش. وسوريا هي ضمن محور المقاومة كما أن العراق هو ضمن محور المقاومة وقد حقق الجيش العراقي والحشد الشعبي انتصاراً كاملاً على تنظيم داعش وعلى مؤامرة فصل كردستان من دور اقليم ضمن العراق الاتحادي إلى دولة مستقلة عن العراق عبر استفتاء اجراه مسعود البرزاني وسقط على اثره وسقط كامل إقليم كردستان واصيبت كردستان بالانهيار الشامل. 
كما أن إيران زادت من قوتها عن طريق تطوير الصواريخ البالستية إضافة إلى شراء منظومة الدفاع أس 400 من روسيا إضافة إلى قوة جيشها المؤلف من مليوني جندي ومزود بأهم الأسلحة من صنع إيراني مع الترسانة الصاروخية البعيدة المدى التي تملكها ايران والجيش العراقي وهذه الصواريخ قادرة على إصابة كافة اهداف المنطقة من الخليج إلى أفغانستان إلى البحر الأحمر ومصر وليبيا وقسم من افريقيا، كما انها بطبيعة الحال قادرة على الوصول إلى فلسطين المحتلة وضرب أهداف إسرائيلية بصواريخ تحمل رؤوساً مدمرة.

مقابل هذا المحور نشأ محور مصر - السعودية - الامارات وهذا المحور تحميه اميركا وتدعمه فيما المحور الأول بزعامة إيران تدعمه روسيا، كما تدعم محور السعودية - مصر إسرائيل من تحت الطاولة وذلك برعاية واشنطن.

 مخطط الملك عبدالله وتقارير المخابرات الأردنية


في هذا الوقت عملت المخابرات الأردنية القوية على جمع المعلومات من واشنطن ومن مصر والسعودية ودول عربية ورفعت هذه التقارير إلى الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وشككت هذه التقارير بنوايا أميركا تجاه الأردن كذلك نوايا السعودية تجاه الأردن خاصة وان السعودية خسرت حربها في اليمن وهي مستنزفة وبحاجة إلى 10 آلاف جندي أردني للقتال في اليمن لكن ملك الأردن رفض إرسال جيش إلى اليمن للقتال ضد شعب اليمن الى جانب الجيش السعودي وهذا ما اظهر استياء من السعودية تجاه الأردن وتقول تقارير مخابراتية اردنية أن مصر مستاءة جداً لأن الأردن يعتبر حزب الاخوان المسلمين حزباً مسموحاً له العمل في الأردن والاشتراك في الحياة السياسية والحزبية وغيرها فيما مصر تعتبر حزب الاخوان المسلمين حزباً إرهابياً قام الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي بانقلاب ضد نظام الاخوان المسلمين حيث كان الرئيس محمد مرسي زعيم تنظيم الاخوان المسلمين هو رئيس الجمهورية، ثم قام الرئيس المصري السيسي باعتقال الرئيس محمد مرسي وقيادات الاخوان المسلمين وسجن الآلاف منهم واعتبار حزب الاخوان في مصر حزباً إرهابياً. ولذلك فإن مصر على خلاف مع الأردن بشأن السماح والعمل بحرية لحزب الاخوان المسلمين على الأراضي الأردنية.
كما تضيف تقارير المخابرات الأردنية المرفوعة إلى الملك عبدالله الثاني بأن ولي العهد السعودي يعتبر في قلب السياسة الأميركية الإسرائيلية وانه مستعد للتضحية بنظام الملك الأردني عبدالله الثاني من اجل استمرار تحالفه مع الولايات المتحدة وإسرائيل كي تقوم واشنطن وإسرائيل بحماية السعودية من ايران ذات القوة العسكرية الكبرى في حين أن جيش السعودية فشل فشلاً ذريعاً في حرب اليمن أمام تنظيم شعبوي هو الحوثيون ولم يستطع السيطرة على الوضع بل أصيب بخسائر كبيرة.

 هل يتجه الأردن نحو روسيا وايران وتركيا


في ظل هذا الوضع الخطير الذي يلف النظام الملكي الأردني قرر ملك الأردن الانفتاح على ايران والبدء بعلاقات جدية معها ولذلك فهو سيرسل خلال أيام رئيس مجلس النواب الأردني إلى طهران عاصمة إيران للتباحث في كيفية علاقات ثقة وقوة بين ايران والأردن وهذا التقارب الأردني الإيراني سيثير غضب السعودية إلى اقصى حد ودول الخليج، لكن ملك الأردن يعمل مصلحة نظامه ودولته ولا يسأل عن ردة الفعل السعودية.
أما بالنسبة لروسيا فسيقيم الملك الأردني علاقة مباشرة مع الرئيس الروسي بوتين لتعزيز العلاقة بين الأردن وروسيا وإمكانية تزويد روسيا الأردن بأسلحة متطورة خاصة منظومة الدفاع اس 400 ولكن على أساس ديون واقساط على مدى 20 سنة سواء من طائرات سوخوي المقاتلة ام من خلال دبابات تي 90 أم من حيث ناقلات الجند المدرعة ام من ناحية صواريخ أرض ارض. وروسيا مستعدة بترحيب بانفتاح الأردن عليها وعندها تعمل روسيا على حماية النظام الأردني من أي مؤامرة أميركية اسرائيلية سعودية عليها. 
كذلك فإن الشارع الأردني إذا قام المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير إثر اجتماعه في 14 كانون الثاني واعلانه الغاء اتفاق أوسلو مع إسرائيل فإن هذا الامر سيفجر الفلسطينيين في الضفة الغربية وكذلك الفلسطينيين في الأردن، كما أن الأحزاب الأردنية الإسلامية لن تبقى جامدة بل قد تتحرك المقاومة الفلسطينية عبر نهر الأردن للقتال ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس.
كذلك من حيث العراق فإن العراق هو في صميم محور المقاومة والحشد الشعبي قد يتوجه إلى سوريا وربما الأردن للقتال ضد إسرائيل، إضافة إلى 13 منظمة فلسطينية اجتمعت مؤخراً واعلنت وحدة غزة والضفة الغربية واحياء منظمة التحرير الفلسطينية واتخاذ القرار التاريخي في 14 كانون الثاني ولا احد يضمن أن تقوم المقاومة الفلسطينية بعمليات ضد الضفة الغربية عبر نهر الأردن لأن الشارع الأردني سيغلي غليانا كبيرا وان هنالك الكثير من الفلسطينيين من الشعب الأردني.
(الديـــار اللبنانيــة)