2024-11-29 12:26 ص

الفلسطينيون أغضبوا ترامب كثيرا فهدد بقطع المساعدات عنهم..

2018-01-03
دونالد ترامب يصعّد وبصورة دراماتيكية صراعه مع القيادة الفلسطينية، مهددًا بقطع التمويل الذي تمنحه بلاده للسلطة الفلسطينية ما لم تستأنف الأخيرة مباحثات السلام.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة “جارديان” البريطانية بعنوان “ترامب يهدد بقطع المساعدات عن الفلسطينيين” والذي سلطت فيه الضوء على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفلسطينيين في أعقاب تصريحات سفيرة بلاده في الأمم المتحدة نيكي هالي، خلال مؤتمر صحفي بأن واشنطن ستقطع مساعداتها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة ما لم تعد السلطة الفلسطينيةمجددًا إلى طاولة المفاوضات.
ومضى ترامب يفتح النار على السلطة الفلسطينية في اعتراف ضمني على ما يبدو بأنّ مساعيه الرامية إلى التوصل لـ “اتفاق نهائي” بخصوص السلام في الشرق الأوسط قد تعثرت في أعقاب اعترافه المثير للجدل بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني في ديسمبر الماضي.
وكتب ترامب اثنتين من التغريدات على حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغرة “تويتر”: “الولايات المتحدة دفعت للفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويًا ولم تحصل مقابل ذلك على التقدير أو الاحترام. إنهم (الفلسطينيون) لا يريدون التفاوض على اتفاقية السلام التي طال انتظارها مع إسرائيل.”
وغرد قائلًا: “لقد أخرجنا القدس، الجزء الأصعب من المفاوضات، من المباحثات، ومقابل ذلك كان يتعين على إسرائيل أن تدفع المزيد. لكن ومع عدم استعداد الفلسطينيين للدخول في مفاوضات السلام، لماذا ينبغي علينا أن نمنحهم تلك الأموال الضخمة في المستقبل؟”

وتعتبر قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والتي تتعاون مع نظيرتها الإسرائيلية واحدة من الجهات الرئيسية التي تحصل على المساعدات الأمريكية المخصصة للأراضي الفلسطينية المحتلة. وتبلغ قيمة المساعدات الأمريكية للفلسطينيين 260 مليون دولار، بجانب مبلغ إضافي بقيمة 50 مليون دولار يُوَجّه لدعم الخدمات الأمنية الفلسطينية.
وتجيء تصريحات ترامب ونيكي هالي قبل الزيارة التي ينوي نائب الرئيس الأمريكية مايك بينس القيام بها إلى القدس المحتلة الأسبوع المقبل، بعد تأجيلها في ديسمبر المنصرم.
كما تجيء تهديدات ترامب للفلسطينيين وسط أدلة على تحركات متزايدة داخل المجتمع الفلسطيني بعدم قطع قنوات الاتصال الدبلوماسي مع إدارة ترامب فحسب، ولكن قطع العلاقات مع المنظمات الأهلية التي تحصل على التمويلات الأمريكية أيضًا.
واتهمت حنان عشراوي، القيادية البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية ترامب بـ “تدمير عملية السلام،” قائلة إنَّه “لم ينتهك القانون الدولي فحسب، ولكنه أيضًا نسف نفس الأسس التي قامت عليها عملية السلام.”
على صعيد متصل أكدت “جارديان” أنّ تغريدات ترامب الأخيرة بشأن قطع المساعدات الفلسطينية هي إقرار ضمني منه على أن قراره الخاص بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة قد خلق أزمة في خطط إدارته الساعية إلى استئناف عملية السلام المتعثرة في الأصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن الشهر الماضي أن السلطة الفلسطينية لن تقبل أي خطة سلام أمريكية مقترحة. ووصف واشنطن بأنها لم تعد وسيطًا أمينًا في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
والولايات المتحدة هي أكبر متبرع لـ “الأونروا”، وتقول المنظمة إن واشنطن تعهدت بحوالي 370 مليون دولار بداية من عام 2016.
وكانت الولايات المتحدة قد أجهضت باستخدام حق النقض “الفيتو” مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بإلغاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

غير أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدت بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم يدعو واشنطن للتراجع عن موقفها.