وهناك دلائل ومؤشرات يصل بعضها الى درجة الوقائع على أن الاردن يتحول الى ميدان لهذه الحرب القذرة، تأخذ الحرب على عليها شكلان، أولهما الحصار الاقتصادي والثاني، بث الشائعات وشن حملات التشوية، للمس بالساحة الاردنية وتهديد استقرارهما، هز النظام القائم.
والحصار الاقتصادي للاردن واضح تماما، فالمعونات المقدمة من النظام الوهابي السعودي قد توقفت تماما، والهدف من وراء ذلك، هو الابقاء على الساحة الاردنية، تحت فبضة النفوذ السعودي، وميدانا لمخططات الرياض الارهابية ضد سوريا والاردن وقطع المعونات الاقتصادية، جاء ردا على الموقف الاردني المستجد من الحرب الارهابية على سوريا، فالقيادة الاردنية وحفاظا على سلامة الساحة الاردنية، بدأت تتحفظ على الموقف السعودي من سوريا، ومحاولة النظام الوهابي التحضير لشن عدوان عبر الاراضي الاردنية وبالتنسيق مع اسرائيل على العاصمة السورية دمشق، بالتعاون مع العصابات الارهابية التي ترعاها السعودية في الجنوب السوري، كذلك، الاردن رفض ارسال قوات برية للمشاركة في الحرب البربرية التي يقودها النظام الوهابي ضد الشعب اليمني.
واستنادا الى دوائر دبلوماسية مطلعة فان الامارات والسعودية بدأتا استخدام ماكناتهما الاعلامية، من مواقع اخبارية صفراء ومحطات تلفزة مأجورة ضد الاردن وسياسته، متحدثة باسم معارضة وهمية أو هشة،ـ لاحداث فوضى في الساحة الاردنية، واستغلت ابو ظبي والرياض التغييرات الاخيرة التي بدأت منذ شهور ثلاثة في السلك العسكري وصولا الى احالة ثلاثة أمراء على التقاعد، لتشيع تفسيرات كاذبة عما يجري في الاردن، تفسيرات بعيدة عن الحقيقة تماما.
وترى الدوائر الدبلوماسية أن الحرب السعودية الاماراتية على الاردن هي جزء من الحرب الارهابية التي تستهدف تدمير الساحات العربية لصالح البرامج الامريكية الصهيونية، ودعم للحراك المشبوه الذي تتصدره السعودية لتصفية القضية الفلسطينية ودعم قرارات ومواقف الرئيس الأمريكي من القدس الداعمة للاحتلال الاسرائيلي.
وتفيد هذه الدوائر أن المملكة الوهابية السعودية تزاحم الاردن في الاشراف على الاماكن المقدسة في مدينة القدس، وبالتالي، الرياض معنية بمحاصرة الاردن واضعافه، وضرب استقرار ساحته.
الشعب الاردني كما تقول الدوائر يعي كل ما يدور حوله ويتعرض له، لذلك، هو يدعم قيادته، ويدفع بها للابتعاد عن المحور السعودية، بعد أن تكشفت أهدافه الحبيثة ضد الاردن، وهناك دعوات لفتح صفحة جديدة مع سوريا، وهي دعوة شبيهة بتلك التي بدأت تعلو في الساحتين المصرية والفلسطينية.
ما تتعرض له الأردن، هو حلقة من حلقات المؤامرة على الشعب الفلسطيني، مؤامرة قذرة تقودها الرياض وأبوظبي خدمة لواشنطن وتل أبيب، فتصفية القضية الفلسطينية، تعني المس بالساحة الاردنية، وهذا يفرض على قيادتي فلسطين والأردن المزيد من التلاحم والتنسيق، وتعزيز العلاقة المميزة، لوأد مؤامرة (الأعاريب) الخارجين على ارادة الامة.