2024-11-26 01:23 ص

ماذا يحدث لأسعار النفط حال اندلاع حرب شرق أوسطية في 2018؟

2017-12-30
التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط في العام المقبل من الممكن أن ترفع أسعارالنفط العالمية، وتؤثر سلبًا على معدلات التضخم.

هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة تحليلية أجرتها شركة "نومورا" المالية اليابانية بعنوان " حرب وكالة كبيرة في الشرق الأوسط".. والتي حاولت فيها استكشاف السيناريوهات التي ربما تؤثر على الأسواق في 2018، بعيدًا عن الاحتمالات التي يتم طرحها حاليًا على طاولة النقاش مثل الانتخابات الإيطالية ومخاطر إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضحت الدراسة أن الصراعات الأخيرة التي اندلعت في الشرق الأوسط "بدأت بضجة كبيرة، قبل أن تهدأ حدتها، دون أن تغرق المنطقة بأكملها، كما حدث في اليمن وقطر."

 

وأفادت الدراسة أنَّه وبرغم أن "هذا النمط هو ما سيحدث على الأرجح في 2018"، فإنَّ التوترات المتصاعدة من الممكن أن تتسبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي ورفع أسعار النفط.

 

وتشهد اليمن الآن حربًا ضارية أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 60 ألف شخص، ناهيك عن تفشي وباء الكوليرا القاتل وانتشار المجاعة. في غضون ذلك تعاني دولة قطر من وطأة الحصار الذي فرضه عليها أشقاؤها الخليجيون- السعودية والإمارات والبحرين- ومعهم مصر في يونيو الماضي بعد اتهامهم للدوحة بدعم المسلحين وتقربها المثير للجدل من إيران، المنافس الإقليمي الأول للرياض.

 

وأشارت الدراسة إلى أن تزايد حدة التوترات في الشرق الأوسط من شأنه أن يرفع أسعارالنفط العالمية، وسيكون مصحوبًا بتأثيرات شديدة على معدلات التضخم.

 

ووجدت الدراسة أنه وفي ظل سيناريو التوترات الحالي، سيترفع سعر مزيج خام "برنت" القياسي إلى 80 دولارًا للبرميل، بزيادة نسبتها 30% عن الأسعار الحالي، كما سيقفز التضخم بنسبة 0.4% نقطة مئوية و0.9% نقطة مئوية في أمريكا ومنطقة العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" على التوالي، فيما سيتجاوز معدل التضخم الرئيسي ما نسبته 1.5% في اليابان.

أما عن أكبر الفائزين من الهزة المحتملة في أسعار النفط (خارج قائمة الدول التي ستتأثر بصورة مباشرة بالتوترات الإقليمية) فستكون روسيا وكولومبيا وماليزيا والبرازيل، بينما ستمثل الصين والهند وإندونيسيا وتايلاند وجنوب إفريقيا وتركيا أكبر الخاسرين، بحسب الدراسة.

وقالت الدراسة إنَّ مخاطر التصعيد الوشيك سيكون أكبر ما يكون في منطقتين:

-اليمن التي يُظهر فيها المتمردون الحوثيون قدراتهم على إطلاق صواريخ باليستية تصل إلى عمق الرياض، وإذا ما استمرت تلك الهجمات، ربما تقرر السعودية، البلد السني، توسيع نطاق عملياتها العسكرية في اليمن، وهو ما سيزيد مخاطر الصدام المباشر مع إيران، منافستها الشيعية.

-لبنان/فلسطين.. برغم تزايد المخاطر الناجمة عن حرب الوكالة في لبنان بعد الاستقالة غير المتوقعة لرئيس وزرائها سعد الحريري، فإن فتيل تلك الأزمة قد نُزع على ما يبدو.

لكن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ربما يزيد تلك المخاطر مجددًا، لاسيما بعد أن طالب حزب الله اللبناني وحركة حماس بإشعال "انتفاضة" جديدة كردة فعل على قرار ترامب المتهور، على حد وصفهما.

وقال المسؤولون الفلسطينيون إنهم لن يقبلوا أي دور لـ واشنطن في عملية السلام من الآن فصاعدًا.

وحذر "نومورا" من أنه إذا ما تبلورت تلك المخاطر، فسينتشر العجز الائتماني وربما تتعرض عملات الدول الشرق أوسطية المنخرطة في الصراع لضغوط شديدة.
 

كانت مؤسسة "كونترول ريسكس" الاستشارية قد ذكرت في دراسة حديثة أن التنافس الشديد في الشرق الأوسط " سيذكي الصراعات في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وأيضًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين."