2024-11-26 10:12 م

بنود (صفقة القرن) التي أسقطها الرفض الفلسطيني لقرار الاعتراف الأمريكي

2017-12-25
القدس/المنـار/ الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل، وشطب حق العودة، رأت فيهما واشنطن المدخل لتمرير صفقة القرن، وعنوانها تصفية القضية الفلسطينية، واعتقدت أن المملكة الوهابية السعودية بحكمها (السلماني) قادرة على فرض الحل الامريكي على الشعب الفلسطيني، هكذا أبلغ ولي العهد الوهابي محمد بن سلمان مستشار دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير، الذي التقاه على ثلاث ليال في الرياض برفقة مبعوث ترامب للمفاوضات ونائب مستشار الامن القومي.
هذه الصفقة تحولت الى صفعة على وجه (الراعي الامريكي) الفاقد كل مواصفات الرعاية، واضطر ابن سلمان الى التراجع، عندما عقدت الجمعية العامة للامم المتحدة اجتماعا لها لبحث القرار الامريكي، وأكدت فيه بطلان هذا القرار، هذه الهزيمة التي ألحقها المجتمع الدولي بواشنطن، دفعت أدواتها وفي مقدمتها الرياض الى ممارسة ضغوط على القيادة الفلسطينية، بالابتعاد عن مواجهة واشنطن، والتريث انتظارا لطرح صفقة القرن، وامتدح ولي العهد السعودي الصفقة وراح يروج لها، فما هي بنود هذه الصفقة التي أسقطتها القيادة الفلسطينية، عندما رفضت بقوة قرار الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل.
واستنادا الى مصادر واسعة الاطلاع، فان صفقة القرن تتضمن البنود التالية:
أولا: اقامة كيان فلسطيني تشمل حدوده قطاع غزة والمناطق أ و ب وأجزاء من المناطق المسماة ج في الضفة الغربية.
ثانيا: أن توفر الدول المانحة عشرات مليارات الدولارات لاقامة هذا الكيان وبنيته التحتية بما في ذلك المطار والميناء البحري في غزة، والمناطق الاسكانية والصناعية والمدن الجديدة.
ثالثا: تأجيل البت في موضوع القدس واللاجئين حتى مفاوضات لاحقة واقامة مفاوضات نهائية تشمل محادثات السلام الاقليمية بين اسرائيل والدول العربية بقيادة المملكة الوهابية السعودية.
رابعا: وتنطلق ــ حسب المبادرة الامريكية ــ المفاوضات في مرحلتها الأولى برعاية أمريكية مع التزام كامل بمبدأ حل الدولتين والاقرار لاسرائيل بحدود (جدارها) كخطوة أولى، وأن تعاد قراءة الحدود ومشروع تبادل الاراضي وفق خريطة (باراك 1.9%) أو (أولمرت6.5%)، أو خريطة جديدة قد تصل الى 12%، ويقابل ذلك التزام اسرائيلي بوقف الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية، وأن تستمر السلطة الفلسطينية في منع ما يسمى بـ (العنف والتحريض)، كما يستمر التنسيق الأمني باشراف طرف ثالث (امريكا) والسماح للجيش الاسرائيلي بالعمل في الضفة الغربية.
وتضيف المصادر أنه في المرحلة الثانية من (صفقة القرن) هناك اتجاه نحو مشروع (جيورا ايلند) الذي يقوم على تنازل الفلسطينيين عن مساحة متفق عليها من الضفة (الكتل الاستيطانية) وجزء من غور الاردن، كما تتنازل مصر عن جزء من أراضي سيناء بموازاة حدود غزة وسيناء، وستحصل من اسرائيل في المقابل على مساحة مساوية من (وادي فيران) جنوب صحراء النقب.
وكشفت المصادر أن الرئيس الأمريكي يسعى الى تسويق هذه الصفقة بالتعاون مع السعودية، لذلك، طلب من النظام الوهابي السعودي اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقبول الصفقة التي ستقدم بداية العام الجديد 2018، غير أن الرئيس عباس رفض الصفقة، وواجه بشدة قرار الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل، هذا الرفض الفلسطيني، أسقط صفقة القرن، التي تتحمس لها السعودية بعد فشل خططها وسياساتها في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق واليمن.