وقالت المصادر أن نجاح مسعى الرئيس الفرنسي في تعزيز دبلوماسية فرنسا في مناطق الصراع، وبشكل خاص في الشرق الاوسط لا يمكن أن يحقق نجاحا دون تنسيق مع الادارة الأمريكية الجديدة التي ترسم وتقرر تحركاتها على أساس مبدأ الربح والخسارة، وتعيش حالة استدارة نحو الداخل الأمريكي، غير أن هذا لا يعني قدرة الدبلوماسية الفرنسية على التصرف بحرية، و (استباحة) بعض المناطق والساحات ذات النفوذ الامريكي أو تهديد مصالح حلفاء واشنطن، وهذا يعني أن باريس بحاجة الى موافقة واشنطن فبل الخوض في أزمات الشرق الاوسط.
وتضيف المصادر الدبلوماسية أن هناك في اسرائيل من يتفهم رغبة الرئيس الفرنسي الشاب ايمانويل ماكرون في انتزاع دور للدبلوماسية الفرنسية على المستوى الدولي، وهذا الامر يمكن رؤيته بوضوح منذ وصول ماكرون الى قصر الاليزيه، وزياراته للعديد من الدول في افريقيا والشرق الاوسط، واعلانه لمواقف لم يأت على ذكرها أي من ساكني قصر الاليزيه السابقين، لكن، هذه الرغبة لا تعني البحث عن تصادم مع ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ولا تعكس أية فجوة في العلاقة بين باريس وتل أبيب، فاللقاء الأخير الذي جمع ماكرون ونتنياهو في باريس هو اللقاء الثالث منذ وصول ماكرون الى قصر الاليزيه.
وبعيدا عن الموقف الفرنسي من اعلان ترامب، فان المواقف التي يبديها الرئيس الفرنسي اتجاه اسرائيل، كما ترى المصادر، فيها الكثير من الدعم والتعاون، وأن الاختلاف بين ماكرون ونتنياهو بشأن اعلان ترامب الاخير حول القدس، لا يعكس أي خلاف أو توتر في العلاقات بين باريس وتل أبيب.