بعد تحديه للعالم وإعلانه القدس عاصمة لدولة الاحتلال، واعتزامه نقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة بدلا من تل أبيب، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتدارك ردود أفعال الدول الغاضبة من قراره، والتي وصلت بعضها إلى الدعوة لعزل ترامب، وتراوحت تلك التعاملات ما بين التهديدات والضمانات ومحاولات التهدئة من أجل امتصاص الغضب العالمي.
جهود السلام
وتعهدت الإدارة بأن تلك الخطوة لن تؤثر على الجهود الأمريكية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، والتي اعتبرها البعض أنها انتهت مع القرار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت: "العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأخري لديها قمم ومنخفضات. بعض الأيام أفضل من الأخرى، نتطلع لاستمرار تلك المحادثات نحن على ثقة من ذلك.
وأوضح بعض مساعدي ترامب الذين حذوا معه في هذا الشأن أن قراره جاء اعترافا بما هو موجود على أرض الواقع، ويوجد العديد من المؤسسات الإسرائيلية المهمة بالقدس والتي تشمل مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والكنيسيت كما أن الزيارات المهمة تتم بها.
محاولات للتهدئة
وكان وزير الخارجية الأمريكي أعلن في بداية الشهر الجاري أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس لا يعني البت بوضعها النهائي، مشيرا إلى أن "الوضع النهائي للقدس سيترك للتفاوض بين الطرفين".
كما طالبت أمريكا إسرائيل بتهدئة رد فعلها حيال اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة لإسرائيل؛ نظرا للمخاوف الأمريكية من ردات فعل عنيفة، والنظر في التهديدات المُحتملة التي تتعرض لها المنشآت الأمريكية أو من يحملون الجنسية الأمريكية.
إحياء السلام
وتعول إدارة ترامب على مصر بشكل خاص باعتبارها أول دولة عربية ابرمت معاهدة للسلام بين العرب والإسرائيليين بالشرق الأوسط، ولكن مصر كانت من أشد الدول المعارضة للقرار ودعت للتصويت ضد القرار بالأمم المتحدة كما صوتت ضده بالجلسة الطارئة للجمعية للأمم المتحدة والتي عقدت الخميس الماضي.
كما تسعى لدفع الأردن للدعوة للتعامل مع القرار بدبلوماسية، خصوصا أن الأردن تعتبر حجر الأساس في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
تهديدات بقطع المساعدات
وهدد ترامب الأسبوع الماضي بقطع المساعدات عن الدول التي ستصوت ضد قراراه بالاعتراف بالقدس، في خطوة اعتبرها البعض أنها ستزيد من عزلة أمريكا وستفسح المجال لآخرين لفرض سيطرتهم في الشرق الأوسط.
ومن الجدير بالذكر أن ردود الأفعال الغاضبة على قرار ترامب جاءت أقل من المتوقع فلم يقال سفراء أمريكيون ولم تلحظ أي اضرب بالسيارات وكذلك لم يتم تنفيذ أية أعمال إجرامية ضد السياح الأمريكيين.