2024-11-27 10:29 م

لماذا تشعر الأردن بالأمان بشأن المساعدات الأميركية رغم تهديدات ترامب؟

2017-12-23
قالت دول عربية حليفة للولايات المتحدة إنها لم يكن لديها خيار سوى تحدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لكنها لا تعتقد أنه سينفذ تهديده بقطع المساعدات.

وصوتت 128 دولة، بينها كل الدول العربية، في الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الخميس لصالح قرار يحث الولايات المتحدة على سحب قرارها الذي أعلنته في وقت سابق من الشهر الحالي.

وهدد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي تصوت لصالح القرار الذي صاغته مصر وساندته كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عدا واشنطن.

وكرر ترامب تهديده في تغريدة على تويتر الجمعة وقال "بعد صرف سبعة تريليونات الـدولار بغباء على الشرق الأوسط.. حان الوقت للبدء في بناء بلدنا!"

وفي مصر والأردن، وهما من بين أبرز متلقي المساعدات الأميركية لكنهما أيضاً من أبرز المشاركين في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لم تؤخذ تهديدات ترامب على محمل الجد بما يكفي للتراجع عن المعارضة القوية للخطوة الأميركية.

وقال وزير طلب عدم ذكر اسمه "الأميركيون يعرفون أكثر من أي أحد أن استقرار الأردن حيوي للمصالح الأميركية في المنطقة".

ومن أجل تعاونه في الدفاع ومجالات أخرى يتلقى الأردن نحو 1.2 مليار الـدولار سنوياً من واشنطن.

وأضاف الوزير "لا نتوقع أن تمس الإدارة الأميركية المساعدات لكن إن فعلت فلن يؤدي ذلك إلا إلى زيادة مشكلات الأردن الاقتصادية".

تصرفات ترامب غير المتوقعة

قال رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصـري إن دور الأردن كحليف في منطقة ملتهبة، حيث أدت الاضطرابات إلى تدبير وشن هجمات على الأراضي الأميركية، سيحافظ على الأرجح على المساعدات.

وأوضح قائلاً "ترامب لا يساعدنا لوجه الله ونحن نؤدي أموراً إقليمية لدعم الاستقرار والتي لم نتراجع عنها".

لكن وفي مؤشر على القلق بشأن عدم توقع تصرفات ترامب، عبر بعض المسؤولين الأردنيين عن مخاوفهم في أحاديث خاصة.

وقال المصـري إن قرار الأمم المتحدة كان سيحصل على المزيد من الأصوات المؤيدة لولا تهديد ترامب.

وأوضح قائلاً إنه بالنسبة للدول العربية والإسلامية، أي شيء أقل من الرفض الكامل لقرار ترامب بشأن القدس سيكون مستحيلاً.

وانتقدت الدول من أنحاء العالم الإجراء ووصفته بأنه يضر بفرص إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، كما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي دور أميركي جديد في عملية السلام.

وكان وضع القدس قضية محورية مثيرة للصراع في جولات مفاوضات فاشلة سابقة لما تحويه من مواقع مقدسة إسلامية ويهودية ومسيحية.

وتتولى المملكة الأردنية رعاية المواقع المقدسة في القدس مما يزيد من حساسية أي تغييرات بشأن وضع المدينة.

شعور بالأمان

وتصدرت مصر الجهود إقليمية لرفض قرار ترامب باعتبار أن له "أثراً سلبياً" على الأمن في المنطقة. وكانت القاهرة وسيطاً أساسياً في اتفاقات السلام السابقة.

ولم يتسن الوصول إلى وزارة الخارجية أو الرئاسة في مصر للتعليق بعد عدة محاولات للاتصال عقب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال إتش.إيه هيلر الخبير بالشؤون المصرية لدى المجلس الأطلسي إن مصر تشعر باطمئنان على الأرجح بشأن المساعدات العسكرية الأميركية التي تحصل عليها والبالغة 1.3 مليار الـدولار برغم تهديدات ترامب.

وأضاف "لا أعتقد أن مصر ستشعر بالقلق.. بالتأكيد لن تكون الدائرة المقربة من ترامب راضية، لكنني أشك في أن يصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك".

ومصر شريك عسكري مهم للولايات المتحدة وتقاتل متشددين إسلاميين في شمال سيناء.

وتقف الدول العربية على قلب رجل واحد في رفض قرار ترامب بخصوص القدس. وأكد حلفاء رئيسيون مثل المملكة العربية السعوديــة والعراق موقفهما في التصويت بالجمعية العامة.

ووصفت وزارة الخارجية العراقية نتيجة التصويت بأنها "انتصار للشرعية الدولية".

وقال الوفد السعودي إن التصويت بخصوص القضية الفلسطينية يعكس أولويات السياسة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز.

غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كان التصويت بالأمم المتحدة ولهجة الخطاب القوية وحدهما سيجبران واشنطن على التراجع عن موقفها.

وأغدقت إسرائيل المديح على ترامب. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار الرئيس الأميركي الذي ألغى سياسة أميركية قائمة منذ عشرات السنين باعتباره "حدثاً تاريخياً".

وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية وغير القابلة للتقسيم وتريد أن تنتقل إليها جميع السفارات. ويريد الفلسطينيون الشطر الشرقي من القدس عاصمة لدولتهم المستقلة. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لم تحظ قط باعتراف .

المصدر : هافينغتون بوست