2024-11-27 03:45 م

ما لا تعرفه عن كراهية إسرائيل للمسيحية!

2017-12-16
يعرف المسيحيون في الأراضي الفلسطينية جيدًا ما يكنه اليهود المتطرفون لديانتهم ومقدساتهم وقادتهم الدينيين، لقد اعتادوا على حوادث حرق الكنائس، وعلى قراءة الشعارات المعادية التي تطالب بذبحهم، وتنعتهم بألفاظ سيئة، وكذلك البصق على الرهبان في شوارع القدس، فيما يبدو الأكثر خبثًا هو العمل على نهب ممتلكات الأوقاف المسيحية في مدينة القدس على وجه التحديد، تلك المدنية التي أُعلنت عاصمة لإسرائيل إرضاءً للإنجيليين الأمريكيين، يحدث ذلك مع استمرار خروج فتاوى الحاخامات التي تجيز ذبح المسيحيين وحرقهم؛ لأن يسوع «أفسد إسرائيل وهدمها» حسب الديانة اليهودية. الإنجيلية واليهود المتطرفون «حب غير متبادل»  في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يظهر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مباشرة أمام جموع من المسؤولين والإعلاميين، كل شيء رتب بعناية، شجرة عيد الميلاد بجواره، وأخريات قد زينت بها جميع أنحاء البيت الأبيض، جلس في هذه الأجواء ليقول إن «الوقت قد حان أن نعلن رسميًّا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».  تحمل هذه الأجواء الشكلية رسالة قوية إلى الناخبين الإنجيليين المسيحيين وقادتهم، كما تقول كاتبة عمود في جريدة «هآرتس» الإسرائيلية، أليسون كابلان سومر، مفاد هذه الرسالة أن: «هذا هو انتصارهم وترامب هو رجلهم»، وتؤكد الكاتبة أن ترامب بذلك أظهر أنه وراء الأجندة الإنجيلية، ليس فقط في قضايا أمريكية محلية؛ بل إنه أيضًا رجل القضايا السياسة الخارجية القريبة من قلبهم.  دعموه أعلى من أي مرشح سابق للرئاسة الأمريكية- هو السبب في إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد استمر «ترامب» في تأكيد أنه يفعل الكثير من أجل «الله» أو من أجل رضا « الإنجيلية الصهيونية»، فقال في خطاب له في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «نحن لا نعبد الحكومة؛ بل نعبد الله»، هذه الإنجيلية التي تلعب مدينة القدس دورًا محوريًّا في معتقداتها اللاهوتية، وهي معتقدات تعرف بــ«آخر الزمان»؛ ولذلك يسافر الإنجيليون الذين يصفون أنفسهم بـ«أحباء إسرائيل» أو «المسيحيين الصهاينة»، باستمرار إلى إسرائيل ويتطوعون في المستوطنات، ويعملزن فقط مقابل الحصول على الطعام والإقامة.  وشهد العقد الأخير تقاربًا ملحوظًا بين القيادة الإنجيلية والقادة الإسرائيليين بعيدًا عن الأعين، هذا التقارب أو التحالف كما يسميه الإسرائيليون أحدث تأثيرًا للمنظمات المسيحية في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، فالموارد المالية الهائلة لها دورها في العمليات الدبلوماسية المصيرية، التي كان آخرها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.  وعلى الرغم من دور الجماعات المسيحية الإنجيلية الأمريكية الداعم لإسرائيل، إلا أن معظم المرجعيات الدينية اليهودية ترفض أي علاقة معهم؛ بل تطالب –من أمثال الحاخام شلومو أفنير- بعدم السماح للإنجيليين بـ«تدنيس المستوطنات»، وقاطع بعض النخب الزيارات التي تنظم لهم إليها؛ بل ذهب رئيس منظمة (لهافا) المتطرفة «بنتسي غوبشتين»، إلى القول إن إقامة دولة إسرائيل هو «أكبر صفعة رنانة تلقتها الكنيسة على وجهها على الإطلاق بعد سنوات من محاولات فاشلة لإبادة اليهود» حسب وصفه.  تدمير وتخريب الكنائس.. نهج المستوطنين والجيش الإسرائيلي  واحدة من أكبر الاعتداءات الإسرائيلية التي نالت من الكنائس في فلسطين، هو ما تعرضت له كنيسة الطابغة (كنيسة السمك والخبز) الواقعة على الضفاف الشمالية لبحيرة طبريا في عام 2015، لقد أضرمت النيران في أبوابها فجرًا محدثة أضرارًا جسيمة في الكنيسة الأثرية، حرقت قاعة الصلاة، وكتب الإنجيل، وألحقت أضرارًا بالصلبان المرفوعة في فناء الكنيسة، حدث ذلك بغية «تغيير نظام الحكم وتقريب الخلاص، عن طريق جملة من الوسائل، بينهم المس بالمواقع المسيحية في أنحاء البلاد»، كما قال المتطرف اليهودي «يانون رؤوفيني» مرتكب حادثة حرق الكنيسة الأساسي.  تخص العديد من اعتداءات اليهود المتطرفين الأماكن والشخصيات المسيحية في مدينة القدس المحتلة، ويتم حرق الكنائس فيها، حدث ذلك في كنيسة «جبل صهيون» بعدما كُتبت شعارات معادية للنبي عيسى -عليه السلام- على جدران الكنيسة، وكذلك الاعتداء على كنيسة «رقاد العذراء البندكتانية الألمانية» في يناير (كانون الثاني) 2016، إذ خطت على أبواب الكنيسة وجدرانها عبارات من قبيل «الموت للمسيحيين أعداء إسرائيل»، و«ليُمحى اسم وذكرى يسوع»، و«انتقام شعب إسرائيل قادم»، ورافق أعمال التدنيس رسم «نجمة داود»، فيما استيقظ أهالي حارة النصارى وحي الأرمن في البلدة القديمة وقتها على صوت رقصات متطرفين يهود في الحي، أما في الاعتداء الواقع على ذات الكنيسة في عام 2013، فكتبت عبارات مغايرة على جدران المقبرة التابعة للكنيسة، ومنها: «المسيحيون عبيد»، و«المسيحيون قردة».