2024-11-30 08:40 ص

إسرائيل.. صديق دول إفريقيا الجديد؟

2017-12-15
كانت جولة تاريخية بالنسبة إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو الذي زار إفريقيا في 2016 كأول رئيس حكومة إسرائيلي منذ عقود. فبعد زيارته إلى كينيا وأوغندا وإثيوبيا ورواندا كان بمقدوره العودة إلى بلاده مسروراً. ورئيس الدولة الكيني اوهورو كينياتا خلص إلى القول: "نعتقد أنه يجب علينا من جديد التعاون بصفة أقوى على قاعدة إيجابية مع إسرائيل". وحتى في البلدان الأخرى تم استقبال نتانياهو بحفاوة.

ومنذ تلك الجولة في شرق إفريقيا تمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية من زيارة إفريقيا مرتين، وفي يونيو/ حزيران الماضي تحدث في قمة مجموعة دول إفريقيا الغربية.

في هذا السياق يقول ستيفن كروزد من معهد إفريقيا الجنوبية للعلاقات الخارجية في حوار مع DW: "إفريقيا وإسرائيل كانت لهما في علاقاتهما مراحل عالية وأخرى متدنية. وحالياً يبدو أن الاتجاه يزداد زخماً". وبعد إقامة إسرائيل في 1948 انطلقت المسيرة في العقود التالية لتربط إسرائيل علاقات دبلوماسية مع دول إفريقيا الفتية، وأرسلت موظفين يعملون في التنمية ومستشارين عسكريين. وساد بين الجانبين "ميول مضاد للاستعمار"، كما قال الخبير كروزد الذي أوضح أن "الإسرائيليين تخلصوا من الاستعمار البريطاني، وفي إفريقيا حصل شيء مشابه، وبالتالي فإن التواصل كان وثيقاً".

أصوات أقل مناهضة لإسرائيل في إفريقيا؟

وهذا تغير بسبب النزاع بين إسرائيل والدول المجاورة لها، فبعد هجوم دول عربية دخلت قوات إسرائيلية في 1973 إلى أراض مصرية. ومصر اتهمت إسرائيل باحتلال أرض إفريقية. والدول العربية حاولت مجتمعة إقناع إفريقيا بقطع العلاقات مع إسرائيل. وتم ذلك بنجاح، لأن من بين أكثر من 30 دولة حافظت فقط أربع دول على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وهذا كان له تأثير لاحق: فداخل الاتحاد الإفريقي يملك الفلسطينيون حق طرف مراقب، وهو ما لا تتمتع به إسرائيل هناك.

هل يأتي الآن التحول؟ إذ يبدو أن التحفظات تجاه إسرائيل بدأت تتراجع، فمنذ انهيار نظام معمر القذافي في ليبيا ينقص صوت قوي معاد لإسرائيل داخل الاتحاد الإفريقي. وعندما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس كعاصمة لدولة إسرائيل لم يصدر من إفريقيا أي احتجاج قوي.

ويعتقد الخبير كروزد أن "غالبية السياسيين الأفارقة عمليون ولا يتبعون كثيراً الإيديولوجيات كما كان في الماضي. والدعم لصالح الفلسطينيين لم يعد قوياً مثل ما كان عليه في السابق".

كما أن إسرائيل تعرض بعض الأمور: مثلاً كالتعاون في محاربة الإرهاب. ففي بلدان مثل كينيا التي تعاني من اعتداءات مجموعات متطرفة، فإن لمثل هذه الخطوة الكثير من الأصداء الجيدة. وتفيد تقارير إعلامية أن وحدات مكافحة الإرهاب إسرائيلية قدمت المشورة لوحدات كينية في إطار الاعتداء على مركز للتسوق في 2013. وخلال زيارته إلى إفريقيا في 2016 عرض نتانياهو مساعدة إضافية، وقال حينها "نحن أيضاً نعيش اعتداءات إرهابية، وإذا تعاونا، فإنه بمقدورنا الانتصار بشكل سريع على هذا الوباء".

تعاون عسكري ومساعدة تنمية

ويقول الخبير السياسي الكيني مارتن أولو :"إسرائيل كانت دوماً مستعدة لتقديم الدعم العسكري والتدريب، والكثير من وحدات النخبة الإفريقية تم تدريبها من قبل إسرائيل". بالإضافة إلى ذلك فإن إسرائيل تراهن على مساعدة التنمية.

ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول تشارك إسرائيل في برنامج التنمية الأمريكي "Power Africa" ، الهدف منه هو تزويد نحو 60 مليون إفريقي بالكهرباء حتى 2030. كما أن التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة تجتذب اهتمام إفريقيا مثلاً في مجال الزراعة.

لكن وراء الالتزام الإسرائيلي في إفريقيا توجد مصالح قوية. فغالباً ما اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال أسفاره بسرور أن إسرائيل ترغب في الحصول على وضع دولة مراقبة داخل الاتحاد الإفريقي. وقبل الانطلاق إلى جولة في إفريقيا في يونيو/ حزيران الماضي قال نتانياهو لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الهدف الإضافي هو حل الكتلة الكبيرة المكونة من 54 بلد إفريقي التي تضمن في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى غالبية تلقائية ضد إسرائيل.

إلا أن الالتزام الإسرائيلي في إفريقيا لا يتم بانسياب. ففي الدول ذات الغالبية المسلمة مثل المغرب والسنغال وموريتانيا أو السودان تنظر بعين منتقدة لإسرائيل. فالسودان يمنع المواطنين الإسرائيليين من دخول أراضيه. وموريتانيا قطعت علاقاتها مع إسرائيل في 2010 كرد على هجوم جوي على قطاع غزة. وحتى جنوب إفريقيا تنظر بانتقاد إلى إسرائيل التي كانت شريكاً وثيقاً لنظام الفصل العنصري الذي حكم البلاد حتى 1994. وقمة إسرائيلية إفريقية في توغو لم تُنظم إلى حد الآن.