اعترف الرئيس الفرنسي بجرائم ارتكبها الاستعمار الأوروبي في أفريقيا، داعياً الأفارقة إلى إرساء “علاقة جديدة” مع الأوروبيين.
جاء ذلك، في خطاب ألقاه بجامعة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، المحطة الأولى في جولته الأفريقية، وفقاً لما نقلت وكالة فرانس برس، وقناة فرانس 24، حيث قال إن “جرائم الاستعمار الأوروبي في أفريقيا لا جدال فيها”. كما تناول قضايا راهنة تعرفها القارة السمراء كالمتاجرة بالمهاجرين في ليبيا والتنمية الاقتصادية في أفريقيا.
وأضاف ماكرون الذي يستهل من واغادوغو، المحطة الأولى من جولته الأفريقية “كانت هناك أخطاء وجرائم وأشياء كبيرة وتواريخ سعيدة” لكن “جرائم الاستعمار الأوروبي لا جدال فيها”، مشيرا إلى أن ذلك يشكل “ماضيا يجب أن يمضي”.
وقال ماكرون “ما علينا إرساؤه معا ليس مجرد حوار فرنسي أفريقي بل مشروعا بين قارتينا، علاقة جديدة يتم التفكير فيها على مستوى جيد” بين أفريقيا وأوروبا. وتابع “إن أفريقيا ليست (قارة) ضائعة ولا ناجية، إنها قارة مركزية تلتقي فيها كافة التحديات المعاصرة”.
وجدد تأكيد رغبته في إقامة قوة دول الساحل الخمس للتصدي للمجموعات الإسلامية المتطرفة. وقال “حان الوقت لسد الطريق أمام التطرف الديني” داعيا خصوصا “قطر وتركيا وإيران إلى الانخراط بحزم في هذه المعركة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أشهر من كلمته لقناة جزائرية خلال زيارته الجزائر أواخر تموز/يوليو، والتي قال فيها “إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات”.
وكان ماكرون (39 عاما) في تلك الفترة مرشحا للرئاسة الفرنسية أمام زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وسبق وأثار ماكرون الجدل حين اعترف بالتعذيب الممارس في الجزائر من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي، حيث قال في تشرين الثاني/أكتوبر 2016 في تصريح لمجلة “لوبوان” الفرنسية: ” نعم في الجزائر حصل تعذيب، لكن قامت أيضا دولة وطبقات متوسطة، هذه حقيقة الاستعمار. هناك عناصر حضارة وعناصر وحشية”.
ضرب شبكات التهريب في ليبيا!
في سياق آخر، أعلن الرئيس الفرنسي أنه”سيقترح مبادرة أوروبية أفريقية من أجل “ضرب المنظمات الإجرامية وشبكات التهريب” التي تستغل المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء والذين بيع عدد منهم “عبيدا”. كما أعلن عن “دعم كبير لإجلاء الأشخاص المعرضين للخطر” في ليبيا، ووصف بيع المهاجرين بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.
وتأتي تصريحات ماكرون بعد أيام من اعتباره أن بيع مهاجرين أفارقة في ليبيا “جريمة ضد الإنسانية”. وأيضا دعوة فرنسا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة القضية.
وبعد أن تعرض لانتقادات شديدة إثر تصريحات اعتبر فيها أنه من المستحيل تنمية أفريقيا لأن “كل امرأة أفريقية تضع من 7 إلى 8 أطفال”، راجع ماكرون هذه التصريحات موضحا أنه يتعين أن تكون للمرأة الأفريقية “حرية عدم تزويجها في سن 13 و14 عاما” وحرية اختيار عدد أطفالها.
وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستكون “شريكا مفضلا لأفريقيا” في مكافحة الاحترار المناخي مشيرا إلى ضرورة جعل “الطاقة أكثر توزيعا لكن أيضا أكثر نظافة”. واعدا بـ “مضاعفة” الشراكات بين الجامعات والمدارس الأفريقية وبمنح المزيد من بطاقات الإقامة طويلة الأمد للأفارقة الذين يحصلون على شهادات جامعية من فرنسا.