2024-11-30 08:44 ص

بيان حوارات القاهرة للاستهلاك والتخدير ويؤكد سوء النوايا

2017-11-23
القدس/المنـار/ ليس احباطا أو تيئيسا، جاء البيان الختامي لحوارات الفصائل الفلسطينية في القاهرة، ليطرح تساؤلات عديدة في مقدمتها، هل هذا البيان الذي تعرض للانتقاد على أيدي مشاركين في هذه الحوارات التي أجريت برعاية مصرية، هو لتخدير الشعب الفلسطيني، الذي انتظر طويلا لانهاء الانقسام على قاعدة استعادة الوحدة الوطنية وتعزيزها، بعيدا عن الاحقاد والمنافع الشخصية، وهل اتفق المشاركون فقط على التجاوب مع أبناء هذا الشعب الذين رفعوا سقف تمنايتهم، ليلقى اليهم هذا البيان بعبارات منمقة، و (تصفيط حكي) كما يقول المثل الفلسطيني؟!
في بيان متحاوري الفصائل بنود، هم يدركون أنها للاستهلاك ويصعب ترجمتها، فرضتها ظروف المكان، وحرص الراعي على عدم الفشل، واللجوء الى خاتمة كلامية، يبدو أنها معدة سلفا تطرح على الطاولة، قبل الاعلان  عن الفشل وبدء (حرب الردح)!! مع أن فصلا منها بدأ قبل أن يحزم المتحاورون أمتعتهم، والعودة (يجرون أذيال الخيبة) كعادتهم!! الا من فقرات تؤكد عجزهم وتهاونهم، وضعفهم أمام من يمسكون بأعناقهم ومقاليد أمورهم، فارضاء هؤلاء هو ركن من أركان عبادة الفصائل التي (أصمت آذانها) عن تحذيرات الشعب ومناشداتها و (آهاتها).
عاد المتحاورون بجداول زمنية (فضفاضة) ومجرد كلمات صيغت تحذيرا واستهلاكا خشية مثولهم أمام محكمة الشعب التي طال انتظار انعقادها!!
مقدمة البيان، جاءت وكأننا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والبنود التي حملت عناوين (ضخمة) مجرد يافطات لمطالب ودعوات لحل ملفات ثقيلة، تحتاج الى استقلالية قرار ونوايا صادقة وحرص أكيد على حقوق وثوابت ومشيرة شعب!! وكمل يقول المثل (يا أبو زيد كأنك ما غزيت).. وبالتالي، سوف تستأ،ف حرب الردح والادعاءات وصرخات الاتهامات.. كل على هواه، القيادات في واد والشعب في واد!!
وسيخرج البعض مدعيا، أن الملفات ثقيلة وبحاجة الى أزمان ومراجعة طويلة .. فلننتظر، وكأن وحدة الشعب وردم هوة الانقسام وتفعيل المؤسسات الفلسطينية الهرمة، بحاجة الى حوارات عاصفة، ورعاة يسهرون الليل والنهار، ولديهم من الحرص على الشعب أكثر وأكبر من حرص القيادات المتحاورة.
تعيش المنطقة مخاضا مرعبا.. والتهديدات التي تستهدف الساحة الفلسطينية بكل مكوناتها وفصائلها، تزداد حدة وشراسة كل يوم وفي كل ساعة، والتحركات المريبة اقليميا ودوليا تندفع عواصف هوجاء وأمواج هادرة لتصفية القضية الفلسطينية، و (العربان) يقتربون من إشهار (الزنا المحرم)، وباتت أيديهم تمسك بمفاتيح أبواب التطبيع، والساحة الفلسطينية بجناحيها تغرق في معاناة قاتلة، دون حلول جذرية، أو صدق في الطرح والتفسير، ساحة تنعدم فيها صراحة القيادات ووضوحها.. وغالبيتها تتمرغ على أحضان الغرباء المشبوهين في الساحتين الاقليمية والدولية.
ليقرأ أبناء شعبنا بتمعن النص الختامي، عندها وبالتأكيد سيضعون عنوانا مناسبا.. (تيتي مثل ما رحت جيتي).. والقادم أعظم وأكثر رعبا.. والقيادات (مجبولة بالرعونة والكذب)!!
كان الأجدر بالمتحاورين .. التحلي بالجدية والحرص والاسراع في حل كل الملفات العالقة، دون تأجيل أو ابطاء، بعيدا عن المراوغة و (الدجل)... لقطع الطريق على ما يحاك ضد قضية شعب مستمر في نضالاته منذ أكثر من مائة عام!!
والتساؤل الذي يطرح نفسه بقوة، وبحجم الساحة كلها: ألم يحن الوقت لأن يعقد الشعب محكمته؟! حماية لمسيرته وحقوقه!!