قال الكاتب القطري المعروف جابر الحرمي، إن السعودية تعيش الآن ما وصفه بـ”مرحلة النزيف الحاد لحلفائها” مرجعا السبب إلى سياسات النظام الخارجية وارتهانه لأجندات دول أخرى.. حسب وصفه.
وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر” دون “الحرمي” وفقا لما رصدته (وطن) ما نصه: “#السعودية تعيش مرحلة النزيف الحاد للأسف الشديد لحلفائها بفعل سياساتها الخارجية وارتهانها لأجندات دول أخرى، ستكتشف يوما ما أنها خدعت بها وتتآمر عليها وتعمل على ضربها .. وعندها قد تكون خسرت الكثير”
وأشار متابعون لـ”الحرمي” في تعليقات على تغريدته، إلى أن الدول المقصودة في التغريدة تأتي في مقدمتها الإمارات التي أسند “ابن سلمان” ظهره إليها، وسيكتشف قريبا أن الإمارات كانت تسعى لحصر المملكة في زاوية وحيدة فقيرة ومكروهة من العالم.
حذر مركز أبحاث إسرائيلي مرموق من التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على السياسات الداخلية والخارجية التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، محذرا من أنه قد يلقى نفس المصير الذي انتهى إليه شاه إيران.
وقال “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية”، التابع لجامعة “بار إيلان”، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، إن إجراءات “ابن سلمان” الداخلية الدراماتيكية الهادفة إلى تعزيز قدرته على الإمساك بدفة الأمور “قد أضعفت المؤسسة الأمنية السعودية”، منوها إلى أن أكثر هذه الخطوات إسهاما في إضعاف منظومة الأمن في المملكة تتمثل في إقدامه على “التخلص من منظومة التوازنات والكوابح، سواء تلك التي اعتمدت على حضور الأمراء المنافسين أو تلك التي تعتمد على الانتماءات القبلية”.
وحسب الورقة التي أعدها المستشرق البرفسور هيليل فريش، فإنه عندما يتزامن إضعاف المؤسسة الأمنية مع تفجر معارضة في طول المملكة وعرضها يعني أن “ابن سلمان” قد يلقى مصير شاه إيران، الذي على الرغم من أنه نجح في تحويل إيران في حينه إلى قوة إقليمية يحسب لها حساب، إلا أنه سقط ضحية تعاظم المعارضة الداخلية ضده”، على حد تعبير الباحث الإسرائيلي.
ونوه “فريش” إلى أن ما يضاعف خطورة السياسات والإجراءات التي يقدم عليها بن سلمان تكمن في حقيقة أنها تأتي في ظل تعاظم الخطر الخارجي، الذي تمثله إيران.
وأضاف أن “نظام التوازنات الداخلي الذي حفظ استقرار السعودية استند إلى أدوار يقوم بها مئات وحتى الآلاف من الأمراء ويراعي الخلفيات القبلية”، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية السعودية أديرت تاريخياً وفق معادلة “الصراع التنافسي”، إذ أن مؤسسة الجيش تتبع فريقا من العائلة المالكة، في حين يتبع الحرس الوطني فريقا آخر، في الوقت الذي لعبت المؤسسة الدينية دورا في المجال الأمني بشكل غير مباشر من خلال أنشطة هيئة الأمر بالمعروف.
ولفت “فريش” الأنظار إلى أن دفع “ابن سلمان” نحو “مركزية” المؤسسة الأمنية وتوحيدها ينطوي على مخاطر كبيرة، لأنه يزيد من مخاطر إضعافها بسبب تغير الولاءات الشخصية والقبلية.