2024-11-26 12:51 ص

هل تكون الصين كلمة السر في أحداث زيمبابوي؟

2017-11-18
كتب - عبدالعظيم قنديل:  تحت عنوان "صلات الصين بالانقلاب في زيمبابوي"، نشرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية تحليلاً توقعت فيه أن يكون تحرك الجيش الزيمبابوي جاء بعد زيارة قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونجا إلى بكين، يوم الجمعة الماضي.  ورجحت الشبكة الأمريكية أن يكون هدف زيارة الجنرال الزيمبابوي لبكين هو اطلاع الجانب الصيني على مخططات الجيش تجاه الرئيس روبرت موجابي، فضلاً عن الحصول على الضوء الأخضر للتحرك ضد الرئيس الزيمبابوي.  وتسببت إقالة نائب الرئيس الذي يدعمه بعض جنرالات الجيش لخلافة موجابي في ارتفاع الأصوات المطالبة بإنهاء حقبة "موجابي"، وقالوا علناً إنهم لن يسمحوا لشخص لم يقاتل في حرب الاستقلال في السبعينيات بأن يحكم البلاد.  ووُضع موجابي (93 عاما)، رهن الإقامة الجبرية بعد تولي الجيش لمقاليد السلطة في البلاد الأربعاء الماضي، وسط صراع على السلطة عمن سيخلف موجابي في حكم البلاد؟.  ووفقًا للتقرير، تورطت الصين في "حرب التحرير" بزيمبابوي عام 1970، حيث قدمت بكين دعم مالي ولوجيستي قوي للقوات الموالية للزعيم الزيمبابوي روبرت موجابي، كما واصلت السياسة الصينية توفير دعم سياسي ونقدي لـ"هراري"، علاوة على مساهمتها في تطوير البنية التحتية الزيمبابوية بعد تولي روبرت موجابي قيادة البلاد بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1979.  كما نقل التقرير عن وانج شين سونج، الأستاذ المساعد في كلية بكين للتطوير الاجتماعى والسياسة العامة بجامعة بكين، قوله إن الصين شاركت باستمرار في دعم موجابي، حتى احتلت الصين المركز الثاني في قائمة المستثمرين بزيمبابوي، متوقعاً أن تكون موافقة القيادة الصينية للإطاحة بموجابي جاءت على مضضّ.  ومن المعروف أن روبرت موجابي ظل يتولى رئاسة زيمبابوي منذ حصول البلاد على الاستقلال عن بريطانيا في 1980.  وبحسب التقرير، توقع كوبوس فان ستادن، الباحث في الشئون الخارجية بمعهد جنوب إفريقيا، أن تكون مشاركة الصين في "انقلاب زيمبابوي" هو الجانب الأكثر جدلاً، مشيراً إلى أن زيارة القائد العسكري الزيمبابوي تحمل دلالات كثيرة.  وخلال زيارة قائد الجيش الزيمبابوي، صرح لى تشو تشنج رئيس الأركان المشتركة لجيش التحرير الشعبي الصيني بأن "الصين وزيمبابوى حليفان فى كل الأحوال". وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع الصينية حينها.  وقال تشوينجا لمضيفه: "إنه مستعد لتعميق التبادلات والتعاون فى كافة المجالات مع الصين من أجل تعزيز التطور السريع للعلاقات الثنائية والعلاقات العسكرية بين البلدين".  "الصين لا تتخلى عن أصدقائها"  وقالت الشبكة الأمريكية إن العلاقات بين بكين وهراري تمتدت منذ حرب العصابات التي سبقت الاستقلال، مؤكدة أن أغلبية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الزيمبابوي هي "صينية الصنع"، لاسيما بعد صعود موجابي إلى سُدة الحكم في البلاد.  وألمح التقرير إلى توجه موجابي لتوثيق علاقته ببكين بعد أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا حزمة من العقوبات على زيمبابوي في أعقاب إعادة انتخاب موجابي عام 2002.  وشهدت السنوات الأخيرة ظهور الشركات الصينية كأبرز المستثمرين داخل الاقتصاد الزيمبابوي، كما وافقت الصين، في العام الماضي، على المساعدة فى تمويل مبنى برلماني جديد يضم 650 مقعداً في شمال العاصمة هراري.  وأشارت الشبكة الأمريكية إلى ما كتبه وانج هونج يى، وهو باحث مشارك فى معهد الدراسات الغربية الأسيوية والإفريقية، في صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، الأربعاء الماضي.  وقال وانج إن "الاستثمارات الصينية فى زيمبابوى وقعت ضحية لسياسات موجابى، ولذا اضطرت بعض الشركات إلى الانتقال إلى دول أخرى في السنوات الأخيرة مما أدى إلى خسائر فادحة".