2024-11-27 09:45 م

وثيقة سرية تكشف مسعى الرياض للتطبيع مع اسرائيل

2017-11-14
  ما خفي أحياناً كشفته وثيقة سرية حصلت عليها صحيفة ا"لأخبار" اللبنانية صادرةٌ عن وزارة الخارجية السعودية. الوثيقة عبارة عن رسالة موجهة من وزير الخارجية عادل الجبير إلى ولي العهد محمد بن سلمان وفيها خلاصة مباحثات وتوصيات حول مشروع إقامة علاقات بين السعودية والكيان الصهيوني استناداً إلى ما سمّاه اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.  الوثيقة التي يُكشف النقاب عنها للمرة الأولى تثبت كل ما سرّب ويجري التداول فيه منذ زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية في أيار الماضي حول انطلاق مساعٍ أميركية لتوقيع معاهدة صلح بين الرياض وتل أبيب، وما تلى ذلك أيضاً من معلومات عن تبادل زيارات بين الطرفين وأهمها زيارة ولي العهد السعودي إلى الكيان الصهيوني.  وتكشف الوثيقة حجم التنازلات التي تنوي الرياض تقديمها في سياق تصفية القضية الفلسطينية وهاجسها الحصول في المقابل على عناصر قوة ضد إيران والمقاومة وعلى رأسها حزب الله.  الجبير وفي رسالته إلى ابن سلمان التي استهلها بعبارة "عاجل جداً .. وسري للغاية" يقول: إن السعودية لن تقدم على التقارب مع إسرائيل إلا إذا شعرت بتوجه الولايات المتحدة الصادق ضد إيران التي تقوم على حد زعمه بزعزعة استقرار المنطقة من خلال رعايتها الإرهاب وسياساتها الطائفية وتدخلها في شؤون الغير.  وبناء على ذلك يقوم ما تعتبره السعودية مشروع سلام على أمور عدة وفقاً للجبير من بينها تسخير الرياض قدراتها الدبلوماسية وعلاقاتها السياسية مع السلطة الفلسطينية ومع الدول العربية والاسلامية لتسهيل إيجاد ما وصفتها بالحلول المعقولة والمقبولة والمبتكرة بشأن القضايا المختلف عليها في البنود المتضمنة في المبادرة العربية للسلام التي تقدمت بها السعودية، وهذه الحلول تكمن بحسب الوزير السعودي في إخضاع مدينة القدس للسيادة الدولية.  أما عن قضية اللاجئين الفلسطينيين فتؤكد السعودية سعيها بحسب الوثيقة إلى توطينهم حيث هم من خلال العمل لإلغاء توصية جامعة الدول العربية الداعية إلى عدم تجنيس الفلسطينيين بجنسية أي بلد عربي وأيضاً من خلال بذل الجهود لتوزيع اللاجئين الفلسطينيين على البلدان العربية وإعطائهم جنسياتها وتوطينهم فيها.  طمس القضية الفلسطينية سيفتح المجال بحسب الجبير أمام التعاون الأمني والتجاري والاستثماري وتعاونٍ أكثر فاعلية في التصدّي لإيران، وعليه فالطرفان السعودي والإسرائيلي متفقان على أمور علّ أهمها المساهمةُ في التصدّي لأي نشاطات تخدم ما سمتها الوثيقة سياساتٍ عدوانيةً لإيران في الشرق الأوسط.