2024-11-27 04:42 ص

كمين اماراتي للرئيس الفلسطيني في الرياض.. المطالب والردود

2017-11-09
القدس/المنـار/ الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى السعودية جاءت في توقيت اثارت تساؤلات عديدة، فهي مفاجئة، ولم تكن مقررة من قبل، وتلقاها الرئيس، وهو في شرم الشيخ وحلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في الساحة الفلسطينية أجواء تنفيذ مراحل المصالحة وانهاء الانقسام وفي المملكة الوهابية السعودية، أجواء "مذبحة الأمراء ورجال الاعمال" على يد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي في الرياض، وارتدادات التطورات الداخلية في السعودية على أكثر من ساحة ولبنان بشكل خاص.
في ظل هذه الأجواء جاءت زيارة الرئيس محمود عباس الى الرياض، من هنا، طرجت تساؤلات عديدة، يمكن جمعها تحت سؤال واحد، وهو ما هي مواضيع البحث بين الرئيس عباس والملك المريض سلمان بن عبدالعزيز، والأهم ماذا جرى بين الرئيس الفلسطيني وولي العهد السعودي في اللقاء الليلي، فهو الممسك بالمملكة في ضوء فقدان الملك المريض لتركيزه تدريجيا، وهذا ما يفسر "السباق مع الزمن" الذي يخوضه نجله لينصب نفسه ملكا، فأقدم على اعتقال امراء ومسؤولين تحت يافطة مكافحة الفساد، ليكسب شعبية ومالا وهو الذي فقد الكثير من خزائن أموال النفط ودفع بها الى الرئيس الامريكي الذي منحه بالمقابل كل الدعم والتأييد في كل ما يتخذه من قرارات وخطوات، وفي نفس الوقت قام "بتعميده" وكيلا اساسيا لخوض معارك واشنطن، لذلك هذا الامير المتهور الذي وضع نفسه تحت قدم ترامب يسعى لأن يكون زعيما للأمة العربية وليس مجرد ملك للمملكة الوهابية التي تقود مخطط تخريب وتدمير الساحات العربية ويرعى العمليات الارهابية.
والاخطر في الادوار والمهام التي يضطلع بها ولي العهد المهووس، وأوكلت اليه، تتمثل في شن حروب ارهابية على ساحات جديدة وفي مقدمتها الساحة اللبنانية والساحة الفلسطينية، دون أن ينسى مستقبلا التفرغ للعبث في الساحة المصري، حيث الدور الريادي والتأثير القوي في الاقليم، مع أن النظام السعودي التضليلي لم يحقق نجاحات تذكر في ساحات سوريا والعراق واليمن، لكنه، واصل "النهوض" بالعلاقات مع اسرائيل، وصلت الى درجة التحالف في خندق واحد ضد قضايا الأمة.
في لبنان مطلوب من محمد بن سلمان تدمير ساحته، واغراقها بالفتن الدموية، وشن حرب على حزب الله، بالتنسيق مع امريكا واسرائيل، فكانت استقالة سعد الحريري من الرياض مرغما وتحت الضغط والترهيب، والتهديد بخسارة المال والروح، خطوة من خطوات التمهيد للحرب على لبنان والمقاومة.
والدور الآخر لهذا الصبي، هو تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تسوية مؤقتة، تكون الغطاء لتطبيع العلاقات العلني بين الرياض ودول خليجية وبين اسرائيل، أي اشهار الزواج السري العرفي بين تل أبيب والرياض، وتحريك آليات هذه التسوية بالمال، أي تسوية اقتصادية، تحقق لاسرائيل برامجها.
في ظل هذه الاجواء والتطورات جاءت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الرياض، وهي زيارة متفق بشأنها بين صاحبي الادوار القذرة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وبالتالي، هناك كمين اماراتي يستهف الرئيس الفلسطيني، الزيارة تجيء ايضا في ظل التحرك السعودي لتشكيل حلف تتزعمه الرياض للعبث في لبنان، والاعتاء على حزب الله واستدراج ايران الى حرب تشارك فيها اسرائيل، لذلك هي بحاجة الى اعضاء ومشاركين في هذا الحلف، والنظام السعودي يرى أهمية كبيرة لضم السلطة الى هذا الحلف، والتمهيد لذلك بوقف تنفيذ مراحل المصالحة، والمناداة بسحب سلاح حركة حماس، دفع فلسطينيي المخيمات في لبنان للانضمام الى ميليشيا جعجع والحريري في محاربة حزب الله، وبطبيعة الحال وضع الرئيس الفلسطيني الملك المريض ونجله في صورة التطورات في الساحة الفلسطينية، وبشكل خاص المصالحة، وهي مسألة لا تعني النظام الوهابي بشيء، فهو لا يريد مصالحة في الساحة الفلسطينية، وليس على استعداد لسماح تطورات ايجابية بشأنها.
وبكل تأكيد طرحت أمام الرئيس عباس اغراءات وتهديدات غير مباشرة، فالحديث متفق عليه بين ابن زايد وابن سلمان، وكلنا يعلم أن الامارات، لم تتوقف عن السعي لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني الذي يترأسه محمود عباس، الذي لا شك وعد ببحث ما طرحه بن سلمان ثم غادر الرياض الى الكويت، ليعود الى رام الله مثقلا بالهموم. وبالتأكيد سيفكر ألف مرة قبل الرد، هذا اذا رغب بذلك، فهو ولأسباب عديدة، لن يدخل هذا الحلف المشؤوم حفاظا على قضية شعبه التي لم تعد من أولويات اهتمام العواصم العربية، وحفاظا أيضا على تاريخه.