2024-11-30 02:41 م

إستقالة الحريري ومجزرة الأمراء .. جنون الملك المنتظر والدور الوهابي القذر

2017-11-06
القدس/المنـار/ الأمير محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للمملكة الوهابية السعودية، وهو يواصل استعداداته باجراءات وخطوات وقرارات انتظارا ليوم تنصيبه ملكا خلفا لوالده الذي يفقد التركيز تدريجيا.
والامير ولي العهد أقام شبكة من الحلفاء في الساحتين الاقليمية والدولية لدعم خطواته واسناد حكمه غير أنه بالتنازلات والتعهدات التي قدمها وما يزال لهؤلاء الحلفاء، ومن بينهم اسرائيل والولايات المتحدة، دون إغفال الدور الاماراتي والدور المصري في تمتين هذه الشبكة وتقوية خيوطها، ولعل الخطر الأكبر على طموحات ولي العهد، الذي أطاح بالأمير محمد بن نايف، يتمثل في الموقف الغاضب لغالبية أفراد العائلة المالكة الرافضين لصعوده وسياساته التي يقف خلفها كالحرب البربرية على الشعب اليمني.
محمد بن سلمان فتح خزائن أموال نفط المملكة للولايات المتحدة، وينفق على الحرب الخاسرة في اليمن ويقوم بتمويل العصابات الارهابية في سوريان ولا يستطيع الفكاك من تعهداته لواشنطن وتل أبيب، خاصة فيما يتعلق بتصعيد العداء ضد ايران وحزب الله.
نجل الملك المريض، بحاجة الى الاموال وبحاجة الى الحماية.. وبحاجة أيضا لادوات تساعده في تنفيذ تعهداته التي قطعها لاسرائيل وفي مقدمتها مشاركة تل أبيب في عدوان يستهدف حزب الله، يتطلب اشعال الفتن في الساحة اللبنانية، فأقدم على ارتكاب "مجزرة" بحق الامراء من عائلته، وأعوانهم في الحكم لتطويعهم واخافتهم، فرض الاقامة الجبرية على محمد بن نايف، وجلب عددا من الامراء والوزراء الى "محكمة الفساد" شكلها حديثا تخويفا وابتزازا ماليا، يخفف من حدة احتياجه للمال وهو الذي يغرق في مستنقعات العدوان والحروب، وحتى يستكمل الأدوار الخيانية التي قبل الاضطلاع بها، وخاصة ذلك الدور الذي رسمته له اسرائيل ضد حزب الله وأيضا تسويق خططها لتصفية القضية الفلسطينية، وحديثه وأعوانه عن الفساد لا يعني أنه يعني القضاء على هذه الظاهرة، فهو ووالده واشقاؤه فاسدون، لكنه، من خلال هذا الشعار الذي رفعه "مكافحة الفساد" يريد "نقشيط" فاسدين آخرين وترهيبهم ضمانا لحكمه الذي سيتوج بتنصيبه ملكا على السعودية خلفا لوالده المريض فقام باعتقال الامراء الذين يتربعون على مليارات الدولارات لتغذية جنونه وهوسه، وبطبيعة الحال هذه الخطوة ستلقى التأييد في الشارع السعودي، وهذا ايضا من بين أهدافه، لكن، الايام أو الاسابيع القادمة ستكشف طبيعة ارتدادات ما يقوم به محمد بن سلمان ضد الأمراء.

استقالة سعد الحريري

أما بالنسبة لـ "سعد الحريري" فهو في الدرجة الاولى سعودي الجنسية، ويخضع لسياسات النظام القائم، وما جناه والده من أموال سببها استثمارته في السعودية وهي أساس استثمارات أبنائه خارج المملكة، لذلك النظام تبنى الحريري الأب والابن، واغدق عليهما أموال تسهيل الأعمال، اغتيل الاب وتولى الابن سعد الحريري تيار المستقبل الذي يردد مواقف المملكة الوهابية ضد المقاومة.
الحريري الابن تم استدعاؤه قبل أيام الى الرياض كرئيس لوزراء لبنان فوصل المملكة ليجد نفسه بين الامراء معتقلا كمواطن سعودي فاسد يجب أن يدفع الجزية مالا ودورا سياسيا يخدم تعهدات محمد بن سلمان ووالده لاسرائيل.
وحسب القانون، لا يجوز محاكمة الحريري وهو يحمل لقب رئيس الوزراء في دولة أخرى، فكان عليه أن ينسحب من هذا الموقع، ويعلن استقالته، وبكل خزي من عاصمة غير عاصمته، يتولى فيها رئاسة الوزراء، فاجبر على تقديم الاستقالة وقراءة النص المكتوب له، وفيه من الشطط الكثير، كتهديد لايران وحزب الله، فهي فرصة محمد بن سلمان المالية والسياسية، ومحاولة لاحداث فراغ سياسي في لبنان واشعال للفتنة الدموية في ساحة هذا البلد، ليخدم بذلك الموقف السعودي الداعم لأي عدوان اسرائيلي مرتقب على حزب الله. وولي العهد السعودي باستدعائه الحريري ضرب عصفورين بحجر، العصفور السياسي والعصفور المالي، وايضا معاقبة الحريري على استقبال مستشار زعيم الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتوقيعه مرسوم تعيين سفير لبنان في دمشق.
وبقي الحريري في الرياض ولا ندري اذا كان سيعود الى بيروت أم يبقى محجوزا هناك مع "الأمراء" الذين اعتقلوا بتهمة الفساد، وان عاد فان ثمن العودة وتفادي الاعتقال قد دفعه عندما قدم استقالته بالشكل الذي يخدم الرياض.
أما بشأن علاقة استقالة الحريري بامكانية فتح أبواب العدوان الاسرائيلي على لبنان، فقد يكون لهذه الخطوة اسنادا لاسرائيل لكنها ليست السبب الوحيد، فاسرائيل لها حساباتها لشن الحرب أو الانتطار، فهي ان ارادت شن العدوان، يمكن أن تقوم به سواء استقال الحريري أم بقي في دفة الحكم، وبالتالي، مسألة العدوان تحدد توقيتها تل أبيب وفق حساباتها، لكنها لا شك استفادت من خطوة الاستقالةن من حيث احداث البلبلة في الساحة اللبنانية واشعال الفوضى والفتن، اشغالا لحزب الله، غير أن رد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، جاء ليؤكد حكمة الرجل وصبره وعدم اندفاعه، وهو الذي يدرك التوجهات الاسرائيليةحربا أو انتظارا، وهو يدرك تماما ان اسرائيل عندما تريد شن حرب لا تنتظر استقالة الحريري أو غيره، ويدرك أيضا أن المملكة الوهابية، هي اضعف من أن تشارك في حرب ضد الحزب وهي غارقة في العديد من المستنقعات، لذلك، قال في خطابه، ننتظر لنرى، وقبل ذلك طمأن اللبنانيين، وركز على السلم الأهلي لقطع الطريق على الهدف السعودي الخبيث باشعال الفتنة في الساحة اللبنانية.