2024-11-27 03:32 م

محاولة إغتيال "أبو نعيم" .. دلالات خطيرة أشعلت الأضواء الحمراء.. فما هي الردود؟

2017-10-27
القدس/المنـار/ أيا كانت الجهة التي تقف وراء حادث الاغتيال الفاشل والجبان الذي تعرض له اللواء توفيق أبو نعيم مدير الامن الداخلي في قطاع غزة، فهي في الخندق المعادي لشعبنا الفلسطيني وقضيته ووحدته الوطنية، جهة تخدم المصالح الاسرائيلية وبرامج الاحتلال الاسرائيلي ومخططاته.
توفيق أبو نعيم أمضى في سجون الاحتلال 22 عاما، وحكم عليه بالسجن المؤبد وأطلق سراحه في صفقة "وفاء الأحرار"، وهو من رفاق يحيى السنوار وروحي مشتهى، ومن قادة حماس والجناح العسكري فيها، تسلم مسؤولية الحفاظ على الامن الداخلي في غزة، واتخذ خطوات عديدة في هذا الميدان، خاصة على الحدود مع مصر، واقام عليها نقاطا أمنية كثيرة، منعا للتسلل حيث هناك مجموعات ارهابية متواجدة في سيناء، وفي اطار تحسين العلاقات مع مصر.
محاولة الاغتيال الفاشلة.. لها معنى كبير في هذا التوقيت.. وتحمل دلالات بالغة الأهمية، وهي أيضا رسالة لأطراف وجهات عدة، وتفرض في ذات الوقت المزيد من الاجراءات والحذر ودراسة أهدافها بعمق.
وتفجير سيارة اللواء توفيق أبو نعيم في مخيم النصيرات بعد خروجه من صلاة الجمعة، جاءت في الدرجة الأولى، ردا على جدية الرجل في حماية الحدود المصرية مع قطاع غزة من رجس التطرف الارهاب، وترجمة أمينة لما اتفق عليه بين حماس والقاهرة على طريق تعزيز العلاقات بينهما، والتتنسيق في مواجهة الارهاب وارتداداته وهي مصلحة للجانبين، فالارهاب أيضا يستهدف استقرار ساحة القطاع كما يستهدف مصر، ويهدف الى تحويل غزة الى قاعدة للعصابات الارهابية المدعومة من قوى عديدة، بينها اسرائيل وقطر، ومنطلق لتصعيد العمليات الارهابية ضد الجيش المصري، بمعنى أن يتحول القطاع الى قاعدة خلفية لضخ السلاح والمرتزقة للارهابيين في سيناء.
وثانيا، هذه العملية الارهابية الفاشلة التي استهدفت اللواء توفيق أبو نعيم تستهدف تعطيل المصالحة، واشغال الجانبين حماس والسلطة في ارتدادات هذه المحاولة الارهابية الفاشلة، والتوقف عن استكمال الخطوات والحوارات لتعزيز الوحدة الوطنية، فالعصابات الارهابية ورعاتها لا يخدمها الاستقرار في الساحات لذلك، هي تعمد لاشعال الفوضى، وضرب هذا الاستقرار.
حتى وان كانت هناك مجموعة أو شلة من حركة حماس متضررة من خطوات المصالحة، ولا تريد للانقسام أن يطوى ملفه، فهي تخدم مصالح اسرائيل وعصابات الارهاب، تريد أن تبقي على الانقسام والصراع مع فتح وتأزم العلاقات مع مصر، خدمة للمحور المعادي للشعب المصري الذي يرعى المجموعات الارهابية في سيناء.
وكما قلنا بداية، محاولة الاغتيال الفاشلة تخدم اسرائيل، أيا كانت الجهة المنفذة، وهذا يشير الى أن هناك خططا لاشعال الفوضى في القطاع، وزيادة حدة المعاناة بين مواطنيه الذين رحبوا بشدة وحرارة باتفاق المصالحة.
وليس مستبعدا، أن المجموعات الارهابية في سيناء، وتنفيذا لتعليمات رعاتها، هي التي تقف وراء هذا العمل الارهابي الجبان، وهذا يعني أن في قطاع غزة خلايا سرية تعمل في خدمة هذه المجموعات وبالتالي لن يكون هذا العمل الجبان الأخير، مما يفرض حذرا شديدا وكبيرا لاجهاض مخططات بدأت على ما يبدو تنفيذها بأوامر من رعاة الارهاب.
ان التحول في الخطاب السياسي والموقف المعلن لحركة حماس بقيادتها الجديدة لم يرق لرعاة الارهاب، فهو تحول ينهي الانقسام، على عكس رغبة هؤلاء الممولين لهذه العمليات الاجرامية، وفي مقدمتهم جماعة الاخوان وتركيا وقطر والعبث الاماراتي الذي تصاعد في الاونة الاخيرة.
ان الرد على هذا العمل الاجرامي الذي استهدف مدير الامن الداخلي في غزة، يجب أن يواجه بردود حازمة وحاسمة، في مقدمتها الاستمرار قدما في خطوات المصالحة، وارساء قواعدها، وعدم العودة الى الانقسام، وأما الرد الثاني فيتمثل في شن حرب لا هوادة فيها على المجموعات المرتدة من المتطرفين والافاكين وشذاذ الافاق التي يتحرك عناصرها بجرية في قطاع غزة، وقيادة حماس تعرف هيكلية وتحركات هذه المجموعات جيدا، وبالتالي، ليس في صالح حماس وشعبنا الابطاء في اقتلاعها من جذورها، والرد الثالث هو المزيد من التنسيق مع مصر، وتسليم القاهرة أسماء الارهابيين المنضمين للمجموعات الارهابية في سيناء، وكذلك، مراقبة الاتفاق وحماية الحدود منعا لتسلل المرتزقة وضخ السلاح باتجاه سيناء، فالارهاب بات أيضا يهدد حماس ومواطني القطاع والحركة تتحمل مسؤولية أي تردي للاوضاع الامنية في غزة، وفي هذا السياق لا بد من تنسيق على أعلى المستويات وبكل الاوجه بين حماس وفتح وكافة الفصائل لملاحقة واجتثاث الارهابيين من القطاع، قبل أن يستفحل خطرهم ويتعمق فكرهم التكفيري مما يهدد القطاع وساحته وحماس نفسها.
ان محاولة اغتيال توفيق أبو نعيم في هذا الوقت، أمر بالغ الخطورة اشعل الأضواء الحمراء، فهل تعلن حماس ومعها باقي الفصائل الحرب على المجموعات التكفيرية وتسرع في انجاز المصالحة كاملة، وتعزيز العلاقات مع مصر؟!