2024-11-29 02:33 م

«حماس» تتقرّب إلى دمشق... من طهران

2017-10-25
انتقلت «حماس» من مرحلة «جسّ النبض» في شأن إعادة العلاقة مع سوريا إلى مرحلة أكثر عملية، مستفيدة من تحسين تواصلها مع طهران، في وقت تنفي فيه، هي والدوحة، حدوث تردٍّ في العلاقة، فيما بادر القطريون إلى الاستفادة من المستجد السياسي الأخير المتمثل في المصالحة
استغل نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، صالح العاروري، وجوده في إيران، على رأس وفد زائر، لتأكيد الخيارات الجديدة ـــ القديمة للحركة لجهة إعادة العلاقات مع طهران إلى ما كانت عليه، وإعادة التواصل مع دمشق أيضاً.

ففي حوار مع صحيفة «همشهري» الإيرانية، أكد أنه حدث في «المرحلة الماضية اختلاف وجهات النظر حول قضايا في المنطقة بيننا وبين طهران»، في إشارة إلى الخلافات التي بدأت بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. لكن في المرحلة الحالية، ومع مجيء مكتب سياسي جديد، يتولى حزب الله مهمة إعادة العلاقات بين «حماس» والدولة السورية.
العاروري، أعلن، في المقابلة نفسها، أن الحركة خرجت من «دمشق حينما أصبحت هناك حرب طاحنة، وكنا غير قادرين على ممارسة دورنا لمصلحة القضية الفلسطينية»، مضيفاً: «صارت الأجواء مغلقة في سوريا والحركة مستحيلة والوضع الأمني صعباً... شعرنا بأن وجودنا في ظل هذا الصراع قد يدفعنا الى أن نكون جزءاً منه». وتابع: «ليس لدينا القدرة ولا يطلب أحد منا، وإذا طلب فهو غير منصف: أن نترك مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ونتدخل في صراعات المنطقة»، مؤكداً أن «كل جهة فلسطينية انخرطت في صراعات المنطقة فقدت تأثيرها في الساحة الفلسطينية».
وأوضح نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» الوجهة الجديدة للحركة بالقول إن «الخلافات بين الدول نتركها لهم ليحلّوها بأنفسهم، ونحن لا نبني علاقتنا بناءً على رغبات الآخرين». لكن العاروري تمنى لسوريا أن «تكون سنداً كبيراً لفلسطين كما كانت عبر التاريخ»، شارحاً أنها «خرجت من معادلة التأثير في المنطقة ولسنا سعداء بذلك».
وتأتي هذه التصريحات في سياق إعادة وصل ما انقطع بين دمشق و«حماس»، وبعد الحديث عن افتتاح مكتب للحركة في سوريا، على أن يكون مستوى التمثيل فيه منخفضاً، ثم يصار إلى رفعه تدريجاً، وخاصة أن الشارع السوري «غير متحمس لعودة الحركة إلى الشام»، وفق مسؤولين سوريين.
وتعليقاً على السياسة الجديدة، قال العاروري لـ«همشهري» إن «حماس حركة شورية تجرى فيها انتخابات... ووجود اتجاهات جديدة في الحركة أمر طبيعي»، مضيفاً: «القيادة القديمة موجودة في داخل الصف ولم تغادر الحركة، وهي مؤيدة لسياساتنا الجديدة». كما شدد على أن «إيران تتبنى كل الذي يدعم شعبنا وقضيتنا، من السلاح وصولاً إلى المواقف السياسية».
في شأن ثانٍ، وبعد أيام على نفي مكتب رئيس «حماس» في غزة، يحيى السنوار، التصريحات التي نسبت إليه بشأن الدوحة وتردي علاقة الحركة بها وموقفها من المصالحة، ردّ السفير القطري في غزة محمد العمادي، في مؤتمر صحافي، أمس، بالقول إن بلاده تدعم المصالحة، مضيفاً أن «وجود حكومة الوفاق تحت راية السلطة (في غزة) سيسهل حل مشكلات القطاع، وإن طلبت السلطة مساعدة قطر، فنحن جاهزون».
العمادي، الذي دفعت بلاده لتمويل جزئي لرواتب موظفي حكومة «حماس» السابقة لمرتين على الأقل في السنوات الماضية، قال إنه يجب على «حكومة الوفاق أن تعمل على حل مشكلات الموظفين في غزة... الدوحة ستقف إلى جانب الحكومة الفلسطينية لتمكينها من أداء مهماتها».
لكن السفير القطري شدد على أن ذلك يجب أن يكون باعتماد «الوفاق على نفسها في أداء مهماتها كلياً وليس بالاعتماد على طرف آخر»، في إشارة إلى مطالبة السلطة «حماس» بالتواصل مع الدوحة لتوفير أموال للمصالحة. وأكد بالقول: «لن ندعم موظفي غزة، ويجب ألا تعتمد الحكومة على طرف آخر في صرف رواتب شهر أو شهرين».
وتابع العمادي: «قطر تقف مع المصالحة ولا يهمها إعلامياً أنها تمّت في القاهرة... بالعكس، المصريون إخواننا ونحن معهم ومع كل العرب»، نافياً في الوقت نفسه وجود خلاف بينهم وبين «حماس» بسبب تقارب الأخيرة مع مصر.
كذلك، أعلن السفير القطري أن «الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس طلب تأمين بناء عدد من المقار الحكومية في غزة (مقران للحكومة والرئاسة) ووافقنا على ذلك فوراً». على صعيد آخر، عبّر عباس عن رفضه لوجود «ميليشيات في غزة»، مؤكداً حرصه على «ضرورة وجود سلطة واحدة وقانون واحد داخل القطاع». وقال في تصريحات صحافية أمس، «نريد من المصالحة الوحدة، وأن لا يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية... ونريد أن تُقدم أي مساعدات من أي جهة في العالم عبر السلطة الفلسطينية».
إلى ذلك، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن «الهدف من المصالحة الفلسطينية هو تهيئة المناخ، ومنع أن يتحول الموقف في غزة إلى موقف قابل للاشتعال». وأضاف السيسي في مقابلة تلفزيونية أمس، «نحن حريصون على أن لا تزداد حالة التطرف في القطاع للجيل الثاني والثالث، ونبذل جهداً كبيراً جداً في هذا الإطار». وعن معبر رفح، قال: «المعبر تحكمه اتفاقات دولية للسيطرة عليه، وعودة السلطة يمكن أن يكون لها إسهام كبير في عودة الحركة إلى هذا المنفذ».