2024-11-27 06:55 م

تحقيق المصالحة .. المدخل لعقد مؤتمر للسلام في شرم الشيخ

2017-10-16
القدس/المنـار/ اتفاق المصالحة الذي ابرم بين حركتي حماس وفتح في القاهرة بجهود ورعاية مصرية، فتح الباب واسعا أمام عقد مؤتمر دولي للسلام، وايجاد تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وترى دوائر سياسية أن انجاز المصالحة كان مطلبا لقوى التأثير ومنها أمريكا للانتقال الى مرحلة تمرير الحلول لملفات المنطقة ومنها الملف الفلسطيني في اطار الترتيبات التي تنتظر التسويق مستقبلا في هذه المنطقة، ترتيبات أعدتها واشنطن لتمريرها بدعم عربي من جانب الأنظمة المرتبطة بالولايات المتحدة.
وتقول هذه الدوائر أن انعقاد حوارات المصالحة الأخيرة في القاهرة، اعد لها منذ فترة طويلة، وبعد مشاورات واتصالات واسعة، بين أمريكا وعواصم عربية، ومن ثم وجهت تهديدات بأشكال مختلفة الى طرفي الصراع في الساحة الفلسطينية للتلاقي وانهاء الانقسام ليصار الى تمرير الحل المعد أيضا بانتظار التسويق في الساحة الفلسطينية وبأدوات عربية، بمعنى أن على كل طرف اذا أراد أن يكون في المعادلة الجديدة، عليه أن "يمشي" والا "سيمشي"، أي يغادر المشهد السياسي، وبوسائل مختلفة، وأيضا جاهزة.
وتضيف الدوائر أن مؤتمرا للسلام سيعقد حتى بداية العام القادم في شرم الشيخ، من بين الدول التي ستشارك فيه مصر والسعودية وأمريكا واسرائيل والاردن والسلطة الفلسطينية والامارات وبما دول التأثير في الساحة الدولية.
ما يجري اليوم هو التأسيس لمصالحة ثابتة، يشرف عليها ويتابع فصولها اللاعب المصري، المدعوم في تحركه من أمريكا ودول عربية، بمعنى أن يذهب الفلسطينيون الى المؤتمر الدولي المرتقب بشكل موحد، يأخذ على عاتقه تحمل مسؤولية تمرير الحل، الذي ستكون معالمه وبنوده واضحة، عشية عقد المؤتمر الدولي، الذي ينتظر انجاز المصالحة التي بدأت خطواتها منذ أقدمت حركة حماس على حل اللجنة الادارية، لصالح تسلم حكومة الوفاق مسؤولية ادارة قطاع غزة.
وانجاز المصالحة، يفتح الباب أمام حماس لتأخذ مكانها في المعادلة المستندة الى العمل السياسي، وتفادي الاقتلاع، حتى لو تطلب ذلك عملا عسكريا، بمشاركة أكثر من جهة، وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة الفلسطينية، التي تتعرض منذ سنوات لسهام الاقصاء عن المشهد السياسي، الطرفان أدركا خطورة الأمر وما يجري التخطيط له، لذلك وافقا على التلاقي على المائدة المصرية، فالقاهرة أيضا معنية بهذا التلاقي، حفظا لأمنها القومي، ولأنها الأكثر ارتباطا بالقضية الفلسطينية تاريخيا وعلى مر العصور، كان لها سبق الانخراط في هذه المهمة، فهي اللاعب الأساس وبمطلق الحرية، وتصر على تحقيق النجاح، وهذا ما رأيناه في حوارات القاهرة الأخيرة التي أسفرت عن توقيع اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه حركة فتح، وحركة حماس بقيادتها الجديدة التي أدركت العواقب والخطورة، فأحنت رأسها حتى تمر العواصف الهوجاء، وبعدها لكل حادث حديث؟!
أما عربيا، وهنا نقصد المملكة الوهابية السعودية، وحليفاتها، فهي تنتظر بفارغ الصبر ايجاد تسوية، لتهرول باتجاه أبواب التطبيع مع اسرائيل، واشهار تحالفها مع تل أبيب.