أجرى موقع "بوابة أخبار اليوم" المصري حوارا مع محمد سلماوي، عضو اللجنة العليا لدعم المرشحة المصرية بصفته شاهدا على انتخابات اليونسكو منذ ثمانية سنوات، وطرحنا عليه عدة أسئلة لتوضيح الصورة للقارئ حول انتخابات اليونسكو.
وإلى نص الحوار:
بما أنك عاصرت انتخابات اليونسكو منذ ثمانية سنوات والانتخابات التي جرت هذه المرة فهل هناك اختلاف؟
لا يوجد أي خلاف، ففي المرتين قررت إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة وبعض الدول التي تنصاع ورائهما ألا يتولى عربي مركز مدير عام اليونسكو، لأن مشكلة إسرائيل مع اليونسكو هي القدس وعملية التهويد التي تجرى في الأراضي المحتلة، في حين أن الحفاظ على التراث والطابع التراثي لكل الآثار، هذه هي المهمة الرئيسية لليونسكو، ولا يوجد تراث حضاري في العالم يتعرض لعملية محو منهج مثلما يحدث في القدس. ومنظمة مثل اليونسكو جاء في كثير من قراراتها معادية لإسرائيل.
فماذا لو جاء مدير عربي لليونسكو فكيف سيكون الوضع؟
لذلك هددت الولايات المتحدة بالانسحاب القرار واحد منذ ثمانية سنوات واليوم ولكن الأسلوب اختلف 180 درجة، منذ ثمانية سنوات كان أسلوب المواجهة واضح ومكشوف حيث نشر برنارد هنري ليفي وغيرة مقالات في الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام ولكن هذه المرة كانت ضغوط وجهود اللوبي اليهودي تتم في الخفاء ووراء الكواليس.
وتابع: لقد خرج علينا المندوب الدائم لإسرائيل في اليونسكو في بداية أيام التصويت، ليقول أن الخطر الأكبر علي اليونسكو الآن هو قطر ومصر، وهذا هو أكبر دليل أن هناك عمل خفي، ثم تراجع، الأمر الذي يضع منبر اليونسكو الذي كان يجسد أمال وأحلام العالم الثالث أنتهي و علي الدول كلها أن تعيد حساباتها.
كيف يمكن تفسير أن بعض الدول الأفريقية لم تعطي أصواتها لمرشحة أفريقيا. هل لأنها دول فرنكوفونية؟
لا علاقة بالفرنكوفونية هناك قرار أفريقي تم اتخاذه في مؤتمر القمة الذي ضم كل رؤساء الدول الأفريقية لدعم المرشحة الأفريقية الوحيدة. فالسفير الأفريقي الذي صوت لمرشح أخر قد خالف قرارات دولته.
كيف رأيت أجواء الانتخابات بعد خروج الولايات المتحدة من المنظمة؟
خبر انسحاب الولايات المتحدة كان له وقع كبير، وهنا أريد أن ألفت النظر للأمر من ناحيتين، أولا مضمون الخبر الذي لا يؤكد أنهم انسحبوا ولكنهم عازمون على الانسحاب نهاية العام، وهذا للتأثير على الانتخابات وبعد ذلك يمكن القول إن عدول الولايات المتحدة عن قرارها جاء بفضل مساعي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو.
وأوضح أذكر في عام 1984 انسحبت الولايات المتحدة وبعد ذلك أعلنت عن انسحابها، أما هذه المرة فأرى في الأمر مراوغة، بهدف التأثير على الانتخابات، فقد خرج البيان قبل الدورة الرابعة التي يتم فيها اختيار من سيدخل الجولة الخامسة والأخيرة، دعين أتساءل لماذا شاركت الولايات المتحدة في الانتخابات، وعندما نقرأ بيان الانسحاب، نرى فيه أن سبب الانسحاب هو، حسب تعبيرهم، أن المنظمة منحازة ضد أسرائي، إذن فقرار الانسحاب جاء بسبب من هم ضد إسرائيل بغرض دعم المرشحة الفرنسية، وهذا يعني أنهم عملوا من أجل المرشحة الفرنسية التي تساندها الدوائر اليهودية. ولذلك أقول إن الولايات المتحدة لم تخرج من المنظمة.
كيف تأتي مرشحتهم ثم يخرجوا من المنظمة بعد شهرين؟
موضوع خروج أمريكا، هو مناورة للضغط على الانتخابات التي جرت، وما يؤكد ذلك هو بيان بوكوفا الذي صدر بعد إعلان الولايات المتحدة تؤكد فيه أن خروج الولايات المتحدة خسارة كبيرة للمنظمة حتى تزيد من قوة الضغط علي الانتخابات خاصة أنها تعلم أن خروج الولايات المتحدة لن يؤثر علي المنظمة، وهنا أستطيع القول إنها عملية بلطجة فكيف يسمح لدولة لا تدفع نصيبها في المنظمة أن تدخل المجلس التنفيذي ويكون لها حق التصويت.
لهذه الأمور تشير إلى أن اليونسكو مقبل علي مرحلة جديدة وصعبة لان هذه المنظمة هي صوت العالم الثالث، ولكن في ظل مرشحة فرضتها إسرائيل وساندها اللوبي اليهودي إمكانية أن تظل اليونسكو صوت العالم الثالث هذا لم يحدث في المرحلة المقبلة.