قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن ما يحصل في المنطقة هو في الأساس مشروع أميركي سعودي، وقد فشل في العراق ولبنان وهو على طريق الحسم في سوريا.
السيد نصر الله وخلال كلمة له في ذكرى أسبوع عدد من القادة الشهداء، رأى أن مشكلة واشنطن مع إيران ليست في البرنامج النووي بل "في إجهاض المشروع الأميركي السعودي".
وأضاف نصر الله أن القرار الأميركي لمعاقبة حزب الله هو "أكبر من لبنان، بعدما فشلوا بكل ما كانوا يستطيعون فعله أمنيا وإعلامياً وها هم يريدون معاقبة من يقف في وجه مشروعهم".
ويدعم حزب الله المسعى الرسمي اللبناني لـ "عزل الوضع الداخلي عن تأثيرات قانون العقوبات بحق الحزب"، وفق نصر الله الذي أردف أن القانون "لن يغيّر في موقف حزب الله في مواجهة الهيمنة الأميركية في المنطقة".
وأكد نصر الله أنّ ما يزعج الأميركيين في الرئيس اللبناني ميشال عون هو أنه "رجل مستقل وليس تابعاً للسفارة الأميركية في عوكر، وهو يشكل ضمانة وطنية حقيقية والكلام الأميركي في حقه لن يقدم أو يؤخر شيئاً"، مضيفاً "اليد التي ستمتد على لبنان ستقطع فنحن نريد الأمن والسلم وإجراء الانتخابات في موعدها واستكمال الحوار".
نصر الله: كلام السبهان اعتراف بحزب الله كقوة إقليمية
الأمين العام لحزب الله قال إن الأمن والسلام الإقليمي يتحققان بأن تجلس السعودية جانباً وتكفّ عن دعم الجماعات الوهابية، مضيفاً أن الرياض وإلى جانبها إسرائيل هما من يحولان دون إرساء السلام الإقليمي في المنطقة، وأنّ السعودية هي من تمنع الأمن والسلام في كل من اليمن والبحرين والعراق وصولا إلى باكستان.
وأكد نصر الله أنّ "حزب الله هو من جملة العوامل الأساسية لتحقيق الأمن والسلام الحقيقي الإقليمي لشعوب ودول وحكومات المنطقة، بينما تهدده إسرائيل وأميركا والسعودية".
جاء ذلك في سياق تعليق نصر الله على كلام ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج حول حزب الله، الذي قال في تغريدة له اليوم الأحد على موقع تويتر إن "العقوبات الأمريكية ضد الحزب المليشياوي الإرهابي في لبنان جيدة، ولكن الحل بتحالف دولي صارم لمواجهته ومن يعمل معه لتحقيق الأمن والسلام الإقليمي".
وكان لافتاً تأييد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش لهذا الموقف بإبدائه الإعجاب بتغريدة السبهان.
ورأى نصر الله كلام السبهان "كلاماً إيجابياً" ففيه "اعتراف ضمني بحزب الله كقوة الإقليمية ولا يمكن مواجهته إلا بتحالف دولي صارم"، واعتراف بأنّ العقوبات الأميركية على الحزب ليست حلاً، وأنه لا يمكن الرهان عليها.
وشدد على أن "حزب الله أكبر من يواجهه السبهان وسادته بتحالف محلي في لبنان ولذلك هو يدعو لتحالف دولي.. وأن السعودية وحكّامها لا يستطيعون فعل شيء.. هم يستطيعون مهاجمته إعلاميا فقط".
مضيفاً أنه "في هذا الزمن لدينا دم وسيف في معركة نؤمن بها، ومحورنا اليوم في أقوى حال نسبة إلى أي زمن مضى".
معركتنا مع داعش وجودية والأميركيون يحاولون عرقلتها
كما تطرق الأمين العام لحزب الله إلى المعركة مع تنظيم داعش مشدداً أن "المعركة التي استشهد فيها الأخوة كان ولا يزال لا بد منها، لحين إزالة داعش من الوجود"، مضيفاً أن إذا بقي التنظيم حيث هو فهذا يعني أنه سيهاجم من جديد لأن هذا هو مشروعه فقط.
وقال نصر الله إن لا حل مع داعش إلا باستئصاله، لا سيما أن مساحته الجغرافية أصبحت ضيقة جداً ولا يجوز تركه لأنه "وجود سرطاني ويخطط للعودة إلى لبنان"، ولذلك "يجب حسم المعركة وجودياً مع داعش في الوقت الذي يعمل فيه الأميركيون على إعاقة ذلك وإطالة عمر التنظيم".
ولداعش وظيفة استنزاف الجميع وتخريب لبنان وسوريا والعراق وتدمير الجيوش والشعوب، حسب وصف نصر الله الذي لفت إلى أن سلاح الجو الأميركي "يمنع في بعض المناطق الجيش السوري وحلفاءه من التقدم في مناطق سيطرة التنظيم".