وخلال هذه الفترة الطويلة، لم تتوقف القيادة الفلسطينية عن محاولاتها رأب الصدع، ودعوتها حركة حماس العودة الى الطريق السوي، والتخلي عما ارتكبته من أخطاء ما ترتب على الانقلاب الذي قامت به، وظلت تماطل وتراوغ وتدعي، الى أن استفاقت على هول ما لحق بها، ووجدت نفسها في مأزق شديد الخطورة يهدد ما اعتقدت وتوهمت انها مكاسب حققتها من وراء الانقلاب المشؤوم، الذي هدد وحدة الشعب والوطن، واتضح سلامة موقف القيادة الفلسطينية وحرصها على قضية شعبها.
الفترة القريبة القادمة ستكشف جدية حماس في التعاطي مع ملف المصالحة، صحيح أنها أمتثلت وحلت اللجنة الادارية، لكن، هناك خطوات كثيرة، تتطلب صدق نوايا وجدية من الحركة، لمواصلة السير نحو اغلاق هذا الملف، كذلك، نعلم جيدا أن هناك اطرافا في الاقليم تضغط على حماس لافشال الجهود المصرية لانجاز المصالحة، وهناك دول تسللت الى قطاع غزة، وهي الاخرى تعبث وتسعى لحمل الحركة على النكوص والتراجع، لذلك، الأيام والأسابيع القادمة ستوضح الكثير وتضع النقاط على الحروف.
القيادة الفلسطينية من جانبها، قدمت الكثير لانهاء الانقسام ، وهي ليست سببا في وقوعه، وهي حريصة على انقاذ قطاع غزة من الويلات التي تسبب بها انقلاب حماس وتداعيات الانقسام.
أما مصر راعية جهود تحقيق المصالحة، الراعي الأمين الحريص على وحدة الشعب الفلسطيني والسند التاريخي الداعم لقضية هذا الشعب، فهي لن تألو جهدا لانهاء الانقسام، ومن الشجاعة لتكشف حقيقة ما يجري ويدور، لذلك، تراقب وتتابع بدقة وجدية سير الخطوات المتخذة، وما ستشهده القاهرة في الايام القادمة من حوارات بين طرفي الانقسام وصولا الى اغلاق هذا الملف المؤلم بمصالحة حقيقية راسخة.