2024-11-27 04:30 م

النوايا الاستعمارية تدفع الدول الإفريقية نحو التعاون

2017-09-24
تفضل دول قارة إفريقيا بناء تنميتها بعيدا عن الصين والهند، وتحاول الشراكة فيما بينها حتى تستبعد خطر استعماري جديد، أصبح يطل برأسه على القارة، إلا أن نيودلهي تحاول إثبات أنها لا تحمل أي نوايا استعمارية أو سيطرة بشكل أو بآخر على إفريقيا مثلما تفعل بكين.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز، إن خبراء من الهند وإفريقيا يعتبرون نموذج الشراكة الإنمائية غير الإلزامي أو التدخلي من الأولى يعزز الحصول على إيجابيات في القارة الغنية بالموارد، وفي المقابل، وذكرت تقارير إعلامية حديثة، أن إدارات الأعمال الصينية تعامل الأفارقة كعبيد وتستغل الموارد المحلية للقارة بما فيها الزراعة والصناعة والبحرية.
وأضافت الصحيفة: أكد الخبراء فى وقت سابق، أن الهند تعتبر إفريقيا متعاونة وشريكا على قدم المساواة، ويتضح ذلك من وثيقة ممر النمو بين آسيا وإفريقيا، التي أطلقها رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، ونظيره الياباني، شينزو آبي، الأسبوع الماضي، لكن هناك مخاوف غير ظاهرة لدى الدول الإفريقية من أن تتحول الهند مثل الصين، وتعلن عن نواياها السيئة فيما بعد.
وتابعت “فايننشال تايمز”، أن طريق الحزام الأخضر، الذي تتولى الصين إنشاءه في إفريقيا والذي يعتبر أضخم المشاريع الحالية في القارة على الإطلاق، ليس كما تروج له الصين بأنه سيوفر بديلاً للتنمية الريفية والزراعية والطاقة والتعليم وتنمية المهارات والاتصال الإقليمي، وأن الهدف من المشروع النهوض بدول القارة؛ لأن الحقيقة الفعلية منذ بداية المشروع، تؤكد أن الصين سخرت كل موارد القارة، وأصبحت المتحكم فيها بحجة المشروع المزمع إنشاؤه.
واستطردت الصحيفة: يُنظر أيضا إلى المشاريع الممولة من الصين لدفع البلدان الإفريقية على أنها فخ الديون لدول القارة، لاسيما أن الفائدة من 6-8 % على القروض المجحفة التي لا تعتبر لينة أو طويلة الأجل، موضحة أن دعم الهند لمشروعات التنمية وبناء القدرات في إفريقيا من خلال خط ائتمان، شهد إنجاز 20 مشروعا رئيسيا خلال العامين الماضيين، وينصب التركيز في إطار هذه الآلية الآن على مشاريع البنية التحتية الرئيسية وليس مجرد بناء القدرات.
وأكدت “فايننشال تايمز”: تستند الشراكة الإنمائية للهند إلى الاحتياجات التي حددتها البلدان الشريكة في إفريقيا، مثل غيرها من البلدان في آسيا وأمريكا اللاتينية، وفي مؤتمر القمة الأخير بين الهند وإفريقيا في عام 2015، أعلن “مودي” عن خط ائتماني بقيمة 10 مليارات دولار للقارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التباطؤ في الاقتصاد الصيني يسهم بشكل أكبر في استراتيجية بكين الاستغلالية وتخفيض الرواتب التي تدفع للعمال في إفريقيا، وأن 55% من الشركات الصينية لا تستطيع تلبية ساعات العمل القياسية في القارة السمراء.