2024-11-25 03:14 م

كيف يمكن للابتكار الصيني أن يحفز النمو الاقتصادي في إفريقيا؟

2017-09-05
يمكن أن تتعلم إفريقيا من التوسع الاقتصادي المستمر للصين، والاستفادة من احتياطياتها الغنية من رأس المال البشري، من خلال استثمار الحكومات والمنظمات غير الربحية والقطاع الخاص؛ لتحقيق النمو الذاتي المستدام.
قال موقع ساوز شاينا مورننيج بوست: كان النجاح الاقتصادي للصين موضع حسد العالم في العقود الأخيرة، وقد نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 9,71% في الفترة ما بين عامي 1989 و2017، وقد تطورت قصة الصين جنبًا إلى جنب مع ثلاثة عوامل رئيسية، هي: التحرير المطرد، والاستثمار الكبير في البنية التحتية، وازدياد التكنولوجيا المبتكرة.
وتابع الموقع أن إفريقيا قارة تضم 54 بلدًا مفصولة بآلاف الأميال من التضاريس، وذات تاريخ سياسي معقد، وفي أي مكان يتراوح بين 000 1 و000 3 لغة، كما أن لديها تحديات اجتماعية واقتصادية هامة، مثل الحصول على التعليم والبنية التحتية والفقر.
ومع ذلك هناك الكثير من القواسم المشتركة بين إفريقيا والصين، أهمها السعي لتحقيق التصنيع والنمو الاقتصادي، كما يعيش أكثر من ثلث سكان الأرض إما في إفريقيا أو الصين، وعلى النقيض من الصين يوجد في إفريقيا عدد كبير من السكان الشباب، وهي الأسرع نموًّا في العالم، وهذا يوفر للقارة أغنى مصدر لرأس المال البشري في العالم، ولكن لا بد من رعايته.
وتظهر قصة الصين مدى أهمية تعزيز رأس المال البشري، وفي المؤتمر الوطني للعلوم والتكنولوجيا عام 2016، قال رئيس المؤتمر شي جين بينج إن الصين يجب أن تضع نفسها باعتبارها واحدة من أكثر البلدان ابتكارًا بحلول عام 2020 والدولة المبدعة بحلول عام 2030، مضيفًا أن القدرة العلمية والتكولوجية العظيمة أمر لا بد منه للصين لتكون قوية، ولتحسن حياة الناس.
ولأن الوضع في إفريقيا مشابه للصين في عدة جوانب، يجب أن يكون التركيز في كلا الاتجاهين على دفع المشاريع من القاعدة الشعبية، كما أن الحماس الحكومي أمر أساسي، ويجب أن يكون هناك تفاهم سريع في أوساط صناع السياسات في إفريقيا، يتمثل في دعم الابتكار؛ لأنه أمر بالغ الأهمية، ولذلك يجب أن يكون الاستثمار في النظم الإيكولوجية والبنية الأساسية للابتكار في إفريقيا أولوية رئيسية.
وأضاف الموقع: وفقًا لدراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية، فإن الإنفاق في مرحلة لاحقة من البحث والتطوير في الصين تجاوز بالفعل الإنفاق في الولايات المتحدة، وهذا أمر بالغ الأهمية إذا ما أريد للابتكارات تحقيق النجاح التجاري.
وقد استفادت الصين من الدعم المالى للدولة والاستثمار فى القطاعين العام والخاص في الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة والمبتكرين، مما شهد ازدهارًا لقطاع التكنولوجيا فى الصين.
ويمكن استنساخ براعة الصين في مجال التكنولوجيا والابتكار في إفريقيا، إذا التزمت البلدان الإفريقية بالاستثمار بكثافة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم وتوفير منصات للمبتكرين لتحقيق النجاح، غير أن هذا الاستثمار لا يمكن أن يأتي من الحكومة وحدها، بل يجب على القطاع الخاص والمنظمات غير الهادفة في الدول الإفريقية أن تدفع للربح في هذا النوع من الابتكار الشعبي الذي ساعد الصين على النجاح.
وأبرزت الأبحاث الاخيرة  لمؤسسة الابتكار الإفريقية أن هناك ما يقرب من 200 مركز للابتكار و3500 مشروع جديد يتعلق بالتكنولوجيا و1مليار دولار من رأس المال الاستثماري لحركة إفريقية لرواد الأعمال الناشئة، المنظمات غير الهادفة للربح في إفريقيا مثل مؤسسة الابتكار الإفريقية تسعى إلى دعم المبتكرين في جميع أنحاء القارة، وتبحث جائزة المنظمة في مجال الابتكار في إفريقيا عن المبتكرين ورواد الأعمال الذين يقدمون حلولاً ذاتية الاستدامة تجاريًّا للتحديات الخاصة بإفريقيا، وبفضل الدعم المتواصل من الحكومات الوطنية والقطاع الخاص وغير هادفة للربح، فإن سكان القارة الهائلين والشباب بشكل لا يصدق لديهم فرصة حقيقية لجعل إفريقيا الصين المقبلة.