2024-11-27 11:39 م

حوار بيني وبين مرافق خالد مشعل المحاصر في مخيم اليرموك

2017-08-27
كمال خلف
لا اعرف عن “محمد زغموت” “أبو أحمد المشير” مرافق “خالد مشعل”  رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس ، سوى كونه الرجل الذي يقف خلف زعيم حركة حماس في كل المؤتمرات الصحفية والمهرجانات التي كنت احضرها مع تصادف وجودي في العاصمة السورية دمشق.
المشير الآن يقود كتيبة أكناف بيت المقدس المحاصرة  في مخيم اليرموك ، وتضم الكتيبة حوالي 150 مقاتلا ينتمون لحركة حماس، وساهموا مع كتائب عسكرية اسلامية متشددة في سقوط مخيم اليرموك يوم 17 –12-2012، هذا التاريخ كان عصيبا على 200 فلسطيني والاف السوريين الذين يقطنون في المخيم ، هاجروا جماعات من بيوتهم للمرة الثانية بعد نكبة 48. تملك الاكناف حوالي 70 عنصرا آخرين في منطقة القنيطرة هربوا من معارك مخيم خان الشيح و 200 عنصر غادروا إلى ادلب ويقال انهم ذابوا في التشكيلات العسكرية هناك.
اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني ليس مخيما بالمعنى الذي يشبه مخيمات الشتات في لبنان أو الأردن ، هو مدينة حضارية بأسواق ومحلات وبنايات ومنشآت وشوارع واسعة ومقاهي ومطاعم فاخرة، إذ لا يخفى على أحد أن الفلسطيني في سوريا يعامل من قبل السلطات والشعب السوري على حد سواء  تماما كالمواطن السوري في الحقوق والواجبات عدا حق الترشح والانتخاب.
في مكالمة هاتفية جرت ليلا  بيني وبين”ابو احمد المشير” وأتحفظ على ظروف اجرائها  لاعتبارات كثيرة واحتراما لرغبة الأطراف المشاركة فيها . جاء صوت المشير بلهجة فلسطينية محببة الي قلبي، قال المشير انه يعرفني من خلال بعض الحوارات التي أجريها على شاشة” قناة الميادين”  التي اعمل بها .هو ليس عدوانيا أو متطرفا في نقاشه أو رأيه، اختلافنا خلال النقاش كان في أمور ثانوية وليست أساسية.
أكد لي المشير خلال الحوار انه ما زال حتى الآن عضوا في حركة حماس، انه يتابع ما يجري على مستوى تغيير القيادة في غزة وقطر، يتحدث عن بداية حمل السلاح في المخيم ويقول انه أضطر لحمله دفاعا عن أسرته ، وأهله وجيرانه ، يتلقى المشير حتى الآن راتبه من الحركة ويصور ما جرى في البداية أنه حالة من الفوضى.
قلت له هل تعرف كيف يعامل الفلسطيني في سوريا مقارنة بكل الدول العربية التي يتواجد بها؟؟ انهم يفضلوننا عن أنفسهم، أجاب صحيح سوريا حفظت كرامة الفلسطيني وكنا نعيش بشكل جيد، ولكن الشعب السوري أيضا وليس فقط القيادة من احتضننا.
لا يوجه المشير اليوم بندقيته إلى الجيش السوري أو الفصائل الفلسطينية المرابطة  في الثلث الذي تمكنت من تحريره في مخيم اليرموك، النزاع العسكري الآن محصور بقتال عناصر “داعش” المرابطين في الجزء الجنوبي امتدادا إلى الحجر الأسود خارج المخيم جنوب العاصمة، تلك ربما جرت في إطار تفاهمات غير معلنة ابرمتها أطراف عديدة فلسطينية وسورية من وجهاء وفصائل.
حدثني أحد قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق عن هجوم تعرضت له  الاكناف من داعش عام 2015 . يقول” دخلت عناصر داعش فجأة من الحجر الأسود وفتحت لها جبهة النصرة الطريق باتجاه مناطق الاكناف، لتصبح الاكناف محاصرة في جيب صغير بين الفصائل الفلسطينية والجيش السوري من جهة وداعش من الجهة الاخرى . يقول المصدر القيادي أن السيد “خالد مشعل” اتصل شخصيا بأحد قادة الفصائل وطلب أن يتم إخراج المحاصرين ، وبالفعل تم إخراج عدد منهم، بعضهم انضم الى القوات الرديفة للجيش السوري وقاتل في الشمال، وفي ريف اللاذقية جنبا إلى جنب مع الجيش السوري، وعدد منهم تسلل من داخل الأراضي السورية إلى تركيا.
يقول المشير في مكالمتنا الهاتفية ، انه يتجنب إطلاق الرصاص على جنود  الجيش السوري، لأنه جيش وطني له تاريخ في قتال إسرائيل. ويضيف” إلا أن هناك مليشيات طائفية تقاتلنا بشعارات طائفية، كيف لا ندافع عن انفسنا”.
ربما كلام المشير هنا جاء منسجما تماما مع خطاب حلفائه في الألوية والكتائب والجماعات الأخرى في مناطق بعيدة عن مخيم اليرموك، إذ أن الثابت أن المعارك في مخيم اليرموك تشارك فيها أطراف فلسطينية بالإضافة إلى الجيش السوري ولا وجود لأي قوة أخرى.
سألته هل سمعت خطاب الرئيس السوري بشار الأسد ؟ قال سمعت عنه. قلت هل بقي رئيس عربي يقول أن فلسطين قضينا المركزية غير الرئيس الأسد، قال صحيح ليس لي أي اعتراض على السياسية الخارجية السورية، وما قدمته سوريا لنا كحركة لم تقدمه أي دولة عربية أخرى، ولكن الشعب السوري يريد الكرامة أيضا.
قلت هل تعرف إعداد السوريين الذين توافدوا على معرض دمشق الدولي اليوم، هل تعرف كيف تعيش الآن العاصمة دمشق بأمان، قال أتمنى أن تكون بأمان دائما.
يراقب المشير باهتمام التقارب بين حركة حماس والجمهورية الإسلامية الايرانية ، يأمل أن تسفر توجهات الحركة الجديدة في حل ملف الاكناف في مخيم اليرموك. ويعتبر تحركات الحركة بهذا الاتجاه إيجابية.
يبدو قائد الاكناف راغبا في الخروج والعيش حياة طبيعية مع أسرته، ربما هذا يحتاج إلى وقت، فالحرب في سوريا تضع اوزارها والمشهد الميداني المعقد يتفكك رويدا رويدا.
تقديرات حركة حماس في سوريا وفي غير سوريا كانت خاطئة ، وكنا نقول هذا منذ زمن، ولكن البعض من قادتهم اعتبروا النصيحة هجوما عليهم، البعض اعترف بالأخطاء لكن بالغرف المغلقة فقط.
بمقابل موقف الاكناف وحركة حماس يقاتل جيش التحرير الفلسطيني والجبهة الشعبية القيادة العامة وفتح الانتفاضة وجبهة النضال و لواء القدس مع الجيش السوري في كافة المناطق السورية، ويعتبرون انهم يدافعون عن سوريا في وجه قوى خارجية تستهدف الدور السوري الداعم لقضيتهم.
سيعود المخيم إلى أهله العائدين يوما إلى وطنهم.
كاتب واعلامي فلسطيني