والأخطر أن طرفا مهما في الساحة الفلسطينية لا يعارض، بل يدعم تولي الدحلان منصبا وأن يضطلع بدور في المشهد السياسي القادم، الذي هو قيد الرسم والصياغة. هذا الطرف هو حركة حماس، بالاضافة الى هناك مجموعة ليست صغيرة داخل حركة فتح على استعداد لتقبل عودة القيادي الذي أقصي من حركة فتح.
ان من بين الاوراق الرابحة في جيب دحلان هي موقف المؤسسة الأمنية في اسرائيل، وبشكل خاص وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، وكذلك الدعم المصري غير المحدود لعودة محتملة للدحلان، يضاف الى ذلك وبكل تأكيد الخزائن المالية المفتوحة في بلد اللجوء دولة الامارات، وهناك العلاقة الطيبة مع يحيى السنوار الذي يبحث عن انجازات في غزة، ولم يجد أفضل من "العصا السحرية" ذات الالوان الاماراتية التي يحملها الدحلان.
في الايام الاخيرة، راح الدحلان يطلق "تصريحات حمائمية" فيما يتعلق بالصراع مع اسرائيل.
أبو مازن ليس شريكا لم تسعى اليه ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فهذه الادارة على عكس ما يشاع تملك رؤية لحل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين تقوم على رؤية نتنياهو المعروفة بـ "السلام الاقتصادي" وتغييب عباس والقيادة التي ترى فيها "منتهية الصلاحية".
ان التغييرات التي بدأت في الساحة السياسية الفلسطينية سوف تستمر وتتصاعد، خاصة وأننا تجاوزنا مرحلة "النار الهادئة"، واسرائيل ستقدم كل المساعدة الممكنة لاستبدال القيادة الفلسطينية الحالية وليس فقط اسرائيل، بل أيضا الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة التي تبحث عن هدوء وعدم فوضى، ساعية الى منع أي فراغ سياسي في الساحة الفلسطينية في مرحلة ما بعد عباس، وهذا يعني ان هناك جهودا مكثفة نحو استبدال المشهد السياسي الفلسطيني الحالي.
الفريق الأمني الاسرائيلي الذي يتابع الوضع السياسي الفلسطيني، انتقل من مرحلة المراقبة الى مرحلة وضع السيناريوهات المحتملة والبحث في كيفية اتخاذ اسرائيل وقيامها بأدوار في رسم المشهد السياسي الفلسطيني القادم.
يبقى القول هنا، أن هناك قادة دول يشكلون الطرف المركزي في التحركات والجهود التي تستهدف اسقاط المشهد السياسي الفلسطيني واقصاء الرئيس محمود عباس.