خليل موسى موسى - دمشق
على امتداد المسافة الواصلة من مركز المدينة الى مطار دمشق الدولي، تشع اضواء لم يعتقد كثيرون انها ستنير طريق عودة التعافي بعد سبع سنوات من المحاولات لإخماد حضارة دولة برعت بمقاومتها.
هناك الى الشرق من العاصمة على بعد قرابة 25 كم عادت اعلام الدول لترفرف في سماء معرض دمشق الدولي في مساحات واسعة استضافت من كل الجنسيات ضيوفا باركوا للشام بما تأكدوا من أنه بداية انتصارها .
إلى مدينة المعارض وليلة الافتتاح…
ها هي دمشق مع غوطتها الشرقية توزع الرسائل بين الداخل والخارج، أما الساعي، فما هو إلا مهرجان كبير يعلن افتتاح الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي، بعد انقطاع بدأ منذ حطت الحرب رحالها في البلاد.
ألحان النصر تصدح من قرب المناطق التي كانت يوماً ما محطة اساسية لأعتى المعارك، معاركٌ تكللت بانتصارات الجيش والمقاومة على الإرهاب. وأتاحت للمواطنين العبور آمينين في طريق مرت عليه فترات من الانقطاع وأخرى من الخطر.
شكل الطريق إلى مدينة المعارض اختلف كلياً، فقد تم إصلاح ما كان مخرباً بفعل الاشتباكات والمخربين، ثم أُنير الاوتوستراد بطريقة جميلة وانيقة، أما الأمان فقد أصبح تحصيل حاصل في هذه الرحلة بفضل القوى الأمنية.
ومدينة المعارض لم تتضرر إلا بانقطاع جمهورها عنها، فبدت خلال هذه الليلة بأبهى حالاتها، مكللة بمواطنيها، ومزينة بزوارها .أما ضيوف المعرض حضروا من كافة البلدان والجنسيات، وكأن دمشق في هذه الليلة عولمت غوطتها الشرقية، وجمعت العالم في مدينة صغيرة أُعدت خصيصاً لعرض النوايا الحسنة قبل السلع والمنتجات.
أعلام ترفرف، فوق منصة الاحتفال، قبالة الحشد الكبير، حشد احتاج لأكثر من ألفِ مقعد كي يتسع، ولكن محبي دمشق ممن حضروا أكبر عددا من هذا بكثير.
في السياق افتتح المعرض رئيس حكومة البلاد، وحضر وزراء، واحتفل فنانون وإعلاميون، وكثير من أبناء الشعب، ضيوف وتجار ورجال وسيدات أعمال، مستثمرين وباحثين عن الفرص، وأصحاب فعاليات على تنوع مجالات الاقتصاد والصناعة والزراعة، والجنسيات لم ينقصها إلا كل من لم يتمكن الحضور أو عكف عن المجيئ بعد إدراكه الهزيمة التي ألحقتها دمشق به.
الرسائل ومضامينها..
رسائل الخارج وفيرة والداخل أكثر دفئاً، أما رئيس الحكومة السورية فقد صرح لموقع المنار بأن ما تقوم به الدولة السورية هو استثمار لانتصاراتها وانتصارات حلفائها ضد الإرهاب، في سبيل بناء كيان اقتصادي قوي ومقاوم يضمن لكل شعوب المنطقة تأمين متطلباتهم نموّا وازدهار بكل عوامل التنمية، رئيس الحكومة السورية، المهندس عماد خميس أكد أن سورية تعمل مع كل الاشقاء الأصدقاء في كل دول العالم ممن رؤيتهم تتكامل وتتوافق مع كل عوامل التنمية للشعوب، وليس الإرهاب والقتل كما أراده البعض. واعتبر أن هذه الأعلام التي ترفرف في سماء المعرض إنما تمثل الشعوب وليس بالضرورة حكومات.
ويتابع المهندس خميس بكل ثقة بدء حكومته بعملية الإعمار والتنمية وبكل فروعها ومنها الاقتصادي.
الرسالة الخارجية أتت على لسان نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد، محدّثا موقعنا، وملخصاً نص الرسالة بأن مجمل التراكمات التي حصلت من بدء مواجهة هذا العدوان الإرهابي الكوني على سورية، سارت سورية بعدها باتجاه انجاز النصر الكبير على الإرهاب، وصمدت البلاد جيشا وقائدا وشعباً، وأكد أن بلده حقق الإنجاز تلو الآخر كل يوم ولا بد أن يكون ما يحققونه شاملاً.
والمقداد يعلن أنهم اليوم يعيدون إحياء معرض دمشق الدولي الذي كان ظاهرة دولية في إطار النهضة التي شهدتها سورية طيلة السنوات الماضية، وأفادنا بأن سورية قبل العدوان كانت تشهد نسبة تنمية تزيد عن 8 بالمئة كل عام وكان ذلك أكثر من أي نهضة حققته أي دولة في العالم. ففي عام 2000 كانت سورية ضمن قائمة الدول العشرة الرائدة في مجال التنمية الاجتماعية في العالم، وعندما تعود سورية إلى المشهد الدولي من خلال هذه الظاهرة الاقتصادية، فهذا يعني انها منتصرة، وأنها عائدة للنهضة الشاملة للشعب السوري.
أما رسالة الداخل فهي تعكس صداها إلى الخارج أيضا، حيث أكد اللواء محمد الشعار وزير الداخلية السوري لموقعنا أن سوريا ماضية باتجاه الاستقرار، مشيراً إلى مشهد المهرجان الافتتاحي للمعرض على انه احد مظاهر الاستقرار الحقيقية في البلاد، واكد الشعار انهم ماضون في مكافحة الإرهاب وبالتالي سيتحقق هذا الاستقرار في كل الأراضي السوري بأقرب وقت إنشاء الله.
أصداء حفل الافتتاح الذي أعلن فتح الأبواب الاقتصادية أمام نهضة قريبة للاقتصاد في سورية، بعد سنوات الحرب، وبعد كل ما خسرته سورية، ما تزال تصدح في الأفق البعيد قبل القريب، أي في بلاد صناع الحرب، ليخبرهم بفشل مشروعهم في المنطقة، وانطلاق مشاريع إعمارية تخص شعوب المنطقة وأصدقائهم فقط لا غير.
المصدر: موقع المنار