2024-11-23 11:32 م

مائة عام على إعلان (وعد) بلفور.. قراءة جديدة مختلفة

2017-08-16
د. فارس حلمي
أعربت عدة جهات فلسطينية وعربية مشكورة عن نواياها للقيام بحملات سياسية دولية، بمناسبة مرور مائة عام على صدور إعلان بلفور، منددة به، ومطالبة بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني.  ويبدو لي أن الترجمة العربية المتداولة للنص غير دقيقة، من وجهة نظري على أقل تقدير.  وقد لا تكون تلك الترجمة المتداولة ناجمة عن جهل المترجم بأي من اللغتين العربية والانجليزية، بل قد تكون متعمدة، ولغاية تقديم فهم سياسي مغرض وخاطئ للقارئ العربي.  وهذا جزء من الحرب الاعلامية والنفسية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني بصفة خاصة والشعوب العربية بصفة عامة.   ولهذا لا بد من إعادة قراءة الاعلان وفهم الغاية من غموض بعض أجزائه.  وأسجل فيما يلي بعض الملاحظات: –
1 – كلمة   declaration  لا يمكن ترجمتها بأي حال من الأحوال على أنها وعد. فمعناها في أي قاموس من الإنجليزية إلى العربية هو إعلان أو بيان أو تصريح فقط.  أما معنى كلمة وعد بالإنجليزية وفي أي قاموس فهو promise. وتشير كلمة وعد إلى أن من يعد، سيفعل شيئا لتنفيذ ما يعد به. والأمر محتلف بالنسبة لكلمة بيان. فهي محايدة ولا تلزم قائلها بشيء.
2 – مصطلح  national home  لا يمكن ترجمته على أنه دولة يهودية أو دولة للشعب اليهودي، أو وطن قومي لليهود.  وكان قادة الحركة الصهيونية يطمعون في الحصول على مصطلح  national home land  ولكنهم لم يحصلوا على ما أرادوا. بل حصلوا فقط على national home.
3 –  كما أنه لا يمكن ترجمة هذا المصطلح  national home for the Jewish people على أنه دولة يهودية أو وطن قومي لليهود.  ونجد شرحا لمعني هذه المسألة الخلافية في الكتاب الأبيض الخاص بفلسطين والصادر عن الحكومة البريطانية عام 1922.  ففي الفقرات الخامسة والسادسة والسابعة من نص الكتاب المذكور, ما يؤكد على أن هذا المصطلح لا يمكن أن يعني دولة يهودية أو وطن قومي لليهود.  كما تم تضمين هذا النص في الفقرة الخاصة بالدستور من الكتاب الأبيض الخاص بفلسطين والصادر أيضا عن الحكومة البريطانية عام 1939.  وتتضمن هذه الفقرة صياغة أكثر وضوحا، حيث ورد في الفقرة الثالثة من الفقرة الخاصة بالدستور ما يلي:  “وعليه، تعلن حكومة صاحب الجلالة بوضوح لا يقبل التأويل بأي طريقة، على أنه ليس من سياستها أن تصبح فلسطين دولة يهودية، فهذا يتعارض مع التزامها نحو العرب كما ورد في صك الانتداب أيضا”.
4 – وقد يرى بعض دارسي العلوم السياسية ومنظريها في بعض الجامعات, أن  National Home أصبح في أثناء العقود الأخيرة من القرن العشرين يعني أو مرادفا، لكلمة دولة.   لكن دراستنا التاريخية الموضوعية لإعلان بلفور، تفرض علينا أن نأخذ بالمعنى الذي كان شائعا في أثناء فترة صدوره وهي الربع الأول من القرن العشرين.
5 – ملاحظتين عامتين على صياغة الإعلان :
     أولا- تتميز صياغة الجزء الأول بالغموض والعمومية والابهام.  فهي تعني لكل قارئ شيئا مختلفا.  وكأن من صاغ الإعلان كان حريصا على اعتماد صياغات فضفاضة ومبهمة لتبعد عنه شبهة المشاركة في ارتكاب أكبر جريمة في التاريخ البشري كما يصفها واحد من أهم المؤرخين في العصور الحديثة وهو أرنولد توينبي في مناظرة تلفزيونية مع سفير الغاصبين (إسرائيل) في كندا عام 1956.  أما كلمة مشاعر العطف sympathy فهي غير واضحة المعالم ولا تعني أن بريطانيا ستفعل شيئا محددا لتحقيق أو تنفيذ الطموحات aspirations اليهودية الصهيونية.  وهذه الطموحات بدورها غير واضحة وغير محددة.
وكل ما يقوله الإعلان، أن تلك الطموحات، غير المعروفه وغير المحددة، قد تم عرضها على مجلس الوزراء وأنه وافق approved عليها.  وكما أن تلك الطموحات،غير محددة وغير واضحة، فإن موافقة مجلس الوزراء غير واضحة وغير محددة أيضا، ودور بريطانيا في تنفيذها غير واضح وغير محدد كذلك.  وموافقة بريطانيا عليها لا تعني أنها ستفعل شيئا محددا نحوها،  وهو لا يقول متى تم عرضها على مجلس الوزراء، ولا يوجد محضر يسجل المناقشات التي دارت بين الوزراء، ولا نعرف من وافق ولا من اعترض، ولا يوجد ختم على الورقة.  ولم يوافق عليها مجلس العموم أو مجلس اللوردات أو جلالة الملك.  والرسالة التي أرسلها بلفور هي رسالة من صديق إلى صديقه روثتشايلد, ولا قيمة قانونية لها على ما يرى المرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل وقانونيون آخرين.
وكل ما نعرفه من مصادر أخرى هو أن اللورد مونتاجيو وهو عضو في مجلس الوزراء احتج على الاعلان وأنه من بين من لم يوافقوا عليه مثل اللورد كيتشنر.  ويقول الإعلان في الفقرة الثانية، أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بإيجابية أو تفضيل view with favour الى إنشاء national home in Palestine ناشونال هوم في فلسطين.  هنا أيضا نجد أن هذه الجملة غامضة وفضفاضة وغير محددة، كما أن معنى national home in Palestine غير محدد وفضفاض وغامض. هذا ويحمل حرف (في)  in))  فلسطين دلالة مهمة جدا.  فقد يكون هذا الناشونال هوم ليس سوى غرفة أو عمارة أو نادي في فلسطين.  وقد يكون منطقة صغيرة من فلسطين وقد يكون قرية صغيرة أو مدينة في فلسطين.
ولو أن بلفور- وهو دارس علوم الأخلاق في كلية ترينيتي في جامعة كامبريدج – كان يريد أو يهدف أو يعني إنشاء دولة لليهود في فلسطين، لكان بمقدوره استخدام كلمة دولة   state وهي متاحة في اللغة الانجليزية، كما كان قادرا وبسهولة على استخدام مصطلح   . commonwealth
ويزداد الغموض وعدم التحديد عندما نصل إلى ما يمكن أن نسميه دور بريطانيا في تحقيق الطموحات أو
التطلعات اليهودية فهو يقول :-
        and will use their best endeavours to facilitate the achievement of this object
.., ويعني هذا أن بريطانيا سوف تستخدم أفضل مساعيها لتسهيل تحقيق ذلك الشئ.  مرة أخرى سيكون دور بريطانيا مقتصرا على تسهيل إنشاء ذلك الشيء فقط.  لكن ما معنى التسهيل؟ وماذا يعنى مصطلح  ذلك الشيء object ؟  كل هذا قابل للتفسير والتأويل باكثر من طريقة. أي أن من صاغ هذا الاعلان كان قاصدا أن يكون غامضا ومبهما وغير محدد ويقبل التفسير بأكثر من طريقة. أي أنه حمال أوجه كثيرة.  وهذا يذكرنا بصياغة قرار 242 الذي ينص على الانسحاب من أراضي محتله، وليس الأراضي المحتلة.  أل التعريف هنا تؤثر كثيرا على الفهم والتفسير.  فكل يفهمه حسب مصلحته أولا في اللحظة والوقت الذي تحدث فيه عملية التفسير.   والعامل الثاني الذي يقرر أي التفاسير أصح، هو عامل القوة أو ميزان القوى بين القوى المتصارعة،  ولا شيئ غير عامل القوة.  وكذلك فإن الفهم الصحيح لتفسير إعلان بلفور في وقت محدد تقرره المصالح السياسية للإمبراطورية، وموازين القوى العسكرية الفعلية على الأرض، أي الاعتبارات الاستراتيجية فقط.  ولا شيء غير ذلك.
سادسا – هنا ينتهي الغموض ويبدأ الوضوح الذي لا يقبل التأويل أو الاجتهاد أو التفسير.  وكأن الجاني كان حريصا على أن يبعد عن نفسه شبهة اشتراكه في التخطيط لارتكاب جريمة بحجم الجريمة التاريخية الكبرى التي حدثت فعلا، وهي الجريمة الكبرى التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وما زال يئن من هولها ووحشيتها. أي أن المخطط للجريمة يريد من وراء هذا الوضوح الشديد أن يقول للضحية وللجاني معا لقد حذرتكما من مغبة مخالفة معايير العدالة والانصاف الانسانية، والقانون الدولي.  فأنا لا أوافق على أن يلحق أذى أو ضرر بأي فلسطيني في فلسطين. وأنا كذلك لا أوافق أن يلحق أذى أو ضرر بأي شخص يهودي في أي مكان من هذا العالم.  وكان هذا التحذير واضحا وجليا في السطرين التاليين كما يلي: كان واضحا ومفهوما أنه من غير المسموح به، أن يقع ما قد يلحق ضررا بالحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهوديه في فلسطين, أو الحقوق أو المكانة السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر.
وقد تمت إضافة هذه الفقرة الأخيره بعد أن قرأت الآنسة جيرترود بل الصيغة الأولى للإعلان وسألت عن مصير شعب فلسطين أو من يسكنون فلسطين ويبلغ عددهم في أثناء عام 1916 أكثر من 570000 خمسمائة وسبعون ألف مواطن.  وكانت الانسة جيرتروود بل مقيمة في مدينة عكا في تلك الفترة .
هذه الصيغة الواضحة لهذا الجزء من البيان لا قيمة لها في ميزان المصالح الامبراطورية البريطانية والأميركية. ولا قيمة لها في ميزان القوى العسكرية الفعلية على الأرض.  فهذا المشروع النابليوني الذي طرحه بونابرت في أوائل القرن التاسع عشر بعد عودته إلى فرنسا، كان يتضمن بوضوح، ودون خجل، اغتصاب سيناء، وتهجير يهود أوروبا إليها وإنشاء دولة لليهود عليها. وغاية نابليون ان تبقى تلك الدولة في عداء أبدي مع العرب في مصر أو فلسطين كي يبقى أمنها ووجودها معتمدا على أوروبا الاستعمارية، وكي تسهل عودة الاستعمار متى يريد إلى هذه المنطقة.
وفي هذا السياق أصدر بلفور ذاته صاحب الإعلان تعليمات بعدم قبول هجرة يهود أوروبا الشرقية إلى بريطانيا في بداية القرن العشرين عندما كان رئيسا للوزراء عام 1907.  كان بلفور وزملاؤه يخططون لهذه الجريمة، ويعلمون أو يتوقعون ما سيحدث للشعب الفلسطيني في أثناء تنفيذهم لجريمتهم. كانوا يخططون لإنشاء دولة لليهود.  وهذا ما صرح به ونستون تشرتشل ولويد جورج وبلفور عندما اجتمعوا مع قادة الحركة الصهيونية ناحوم جولدمان وحاييم وايزمان وروثتشايلد. في هذا الاجتماع سنة 1921 حيث أصر قادة الحركة الصهيونية على معرفة معنى ناشونال هوم مباشرة من كبار قادة الدولة أو الامبراطورية البريطانية وجميعهم كانوا رؤساء وزارات.  قال القادة الثلاثة أنهم يقصدون من هذا المصطلح معنى دولة.
إذن، أصرت بريطانيا على أن تكون الصياغة غامضة ومبهمة وغير محددة كي لا تلتزم بشيئ محدد يدينها، ولكي تبعد عن نفسها أي مسؤولية في أي ظرف مستقبلي، وهذا ماكانت بريطانيا تفعله في أثناء نشاطها الاستعماري في أي مكان.  إذن، يمكننا القول أن المصالح الامبراطورية البريطانية هي المعيار والميزان الباقي والدائم لفهم أي نص في أي وقت وأي مكان.
والآن، نحن أبناء فلسطين، نعلم علم اليقين شيئا واحدا وهو أن وطننا فلسطين تم اغتصابه بالقوة الغاشمة وبالغش والخداع والتزييف والمكر والدهاء، والتخويف والتهديد وارتكاب المجازر (أكثر من سبعون مجزرة) وتخيير المواطنين الفلسطينيين العزل والبسطاء والفقراء، بين خيار الموت أو خيار الهجرة بعيدا عن فلسطين.   بعبارة اخرى ، نحن نعلم علم اليقين، أن وطننا فلسطين تم اغتصابه بالقوة، وتم تشريد شعبنا بعيدا عن وطنه بالقوة، وعليه لن نستعيد وطننا السليب بغير القوة.
نص الاعلان باللغة الانجليزية كاملا  كما ورد في رسالة بلفور:
   November 2nd, 1917
 Dear Lord Rothschild
I have much pleasure in conveying to you, on behalf of His Majesty’s Government, the following declaration of sympathy with Jewish Zionist aspirations which has been submitted to, and approved by, the Cabinet.
“His Majesty’s Government view with favour the establishment in Palestine of a  national home for the Jewish people, and will use their best endeavours to facilitate the achievement of this object,
It being clearly understood that nothing shall be done which may prejudice the civil and religious rights of existing non-Jewish communities in Palestine, or the rights and political status enjoyed by Jews  in  any  other  country.”
I should be grateful  if you would bring this declaration to the knowledge of the Zionist Federation.
Yours sincerely,
Arthur  James  Balfour
تعليق الدكتور جوناثان شنير أستاذ التاريخ في جامعة جورجيا تيك في الولايات المتحدة على إعلان بلفور.
يرى الدكتور شنير أن بريطانيا العظمى كانت في أثناء الحرب العالمية الأولى تعاني من صعوبات شتى. وكانت تسعى للحصول على أي مساعدة من أي طرف يمكن أن يقدم شيئا مفيدا لها لغاية انتصارها في الحرب.  ولهذه الغاية كانت توافق على طموحات الدول والجماعات التي كان من الممكن أن تساعدها بطريقة ما في مسعاها للفوز في الحرب ضد المانيا.  فكانت بريطانيا تعد الشيئ الواحد لأكثر من جهة أو دولة.   وهكذا كانت بريطانيا تستخدم مع الجميع عبارات غامضة مبهمة متماثلة ولا تعني شيئا محددا.  وكأن بريطانيا كانت تبارك للجميع طموحاتهم.  أما هي فقد كانت في حقيقة الأمر مشغولة بتحقيق طموحاتها هي فقط،  وهو النصر في الحرب. ولا شيء غير ذلك.
وما فعلته بريطانيا فعلا لأي طرف هو ما كانت تفرضه المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والعسكرية للإمبراطورية البريطانيه.
نستنتج من التفسيرات والصياغات البريطانية، الواردة في الكتاب الأبيض لعام  1922، والكتاب الأبيض لعام 1939، أن مستوى المقاومة الفلسطينية فرض نفسه على بريطانيا في تلك المرحلة.  وظهر هذا التحول في السياسة البريطانية من خلال نفي فكرة الدولة اليهودية والتخلي عنها كتابة وفي وثيقة بريطانية رسمية.  والعكس صحيح.  فإن تدهور مستوى وفعالية الكفاح الفلسطيني بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ودخول أميركا إلى مسرح الصراع في الشرق الأوسط إلى جانب المشروع الصهيوني جعل بريطانيا تتراجع عن تفسيراتها المكتوبة، وتعطي العصابات الصهييونية جميع البنى التحتية للدولة الفلسطينية من موانئ ومطارات ومعسكرات وبنوك وعتاد عسكري ومباني ودبابات ومدافع وسيارات. وكانت الحركة الصهيونية جاهزة.  فقد أشرف على تنظيم وتدريب جيشها الضابط البريطاني الخبير في حروب العصابات ونجيت.  فأنشأ لهم كتائب صهيونية رسمية محترفة ومدربة جيدا وساهمت في حراسة خط أنابيب البترول من كركوك إلى حيفا في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى من 1936 – 1939 ، كما شاركت تلك الكتائب المدربة والمسلحة في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الجيش البريطاني في شمال أفريقيا.  فالمصالح والقوة استطاعا فرض التفسير الاستعماري. وهكذا حدثت نكبة ومأساة فلسطين عام 1948.
ورغم ذلك، لننظر إلى ما حصل عليه الصهاينه من الامبراطورية، رغم كفاءتهم ونفوذهم السياسي والمالي الطاغي في العالم.  كان زعماء الصهاينة يحلمون بفلسطين كاملة دولة لهم.  وخارطة فلسطين عندهم كانت هي جميع  تلك الأراضي الممتدة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط، أي من غزة وعسقلان ويافا وحيفا وعكا، والممتدة شرقا إلى خط سكة الحديد الحجازية، الممتدة من درعا إلى معان وخليج العقبة.  ذلك كان حلمهم وتفسيرهم لإعلان بلفور.  لكن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اعترفت لهم بما هو بين خط الهدنة لعام 1948 وشاطئ البحر.  وهذه المساحة بالتاكيد أقل بكثير من نصف مساحة فلسطين حسب خارطتهم وأحلامهم.  وهذه المساحة الصغيرة التي تسمى إسرائيل ظلما وبهتانا،  تتضمن مشكلات بنيوية واستراتيجية، مائية وجغرافية وبشرية، ولا يمكن التغلب عليها. أي أن هذه المشكلات والصعوبات البنيوية، تجعل من إسرائيل دولة هشة، وضعيفة، وأوهى من بيت العنكبوت، وبلا أمل وبلا مستقبل. والمسالة تعتمد فقط على شيء بسيط من الحكمة والجرأة لدى أبناء فلسطين.  وهذه قضية أخرى، وموضوع حديث آخر.  خلاصة القول:  الصهاينة أيضا خضعوا لمصالح وقوة الامبراطورية الأميركية والبريطانية.  وفلسطين التي كانوا يحلمون بها غير فلسطين التي يغتصبون ويعيثون فيها فسادا وإجراما.        انتهي :
أكاديمي عربي
المصدر: الرأي اليوم