2024-11-27 09:32 م

"حماس" من الأخطاء القاتلة الى "غفوة" ما قبل الصحوة!!

2017-08-06
القدس/المنـار/ ارتكبت حركة حماس في الاعوام العشرة الاخيرة أخطاء قاتلة لم يكن لها ما يبررها ، الا انتهاج سياسة الانتظار والانحراف عن المسار الذي اختطته في بداياتها، امتثالا لبرامج الجماعة الأم التي سقطت على ارض دمشق والقاهرة، أي انها اعتمدت "خط الرجم في الغيب".. والتمسك بالوهم، والحسابات الخاطئة المبنية على تهيؤ نجاحات مستقبلية قد تحصدها اذا ما التزمت حرفيا بما يصدر اليها من تعليمات قيادات الجماعة الأم.
هذه التقديرات دفعت بها الى عمق ما سمي بـ "الربيع العربي" وهي مؤامرة أمريكية صهيونية، وجدت في جماعة الاخوان اداة التنفيذ وتدمير الساحات العربية، فتخلت الحركة عن داعميها وأصدقائها وحلفائها، بل حملت السلاح في وجوههم، هكذا فعلت وتمادت في الساحتين المصرية والسورية، وألقت بعيدا بنداءات المصالحة وانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، وما تزال، مع "الحنين" غير المتوفق لتدخلات مشينة هنا وهناك ارضاء للجماعة والانظمة التي استقرت في أحضانها.
كالنظام العثماني والقطري دون أن تقطع الامل في اسناد أمريكي ترجوه وتتوسل اليه.
حركة حماس في هذه المرحلة، تعيش غفوة ما قبل الصحوة، وهذا ما يفسر عدم حسمها للمواقف اتجاه بعض الملفات التي أدينت فيها، وهي مترددة في أن تعترف بأخطائها، التي وصلت حد الخطايا، تحاول العبور "تائبة" الى هذه الساحة وتلك باستحياء وخجل، هكذا الحال في توجهها الجديد نحو مصر، ومحاولتها اعادة الجسور مع ايران وسوريا، وتصر على اغفال ملف المصالحة في الساحة التي يجب أن تحصر فيها اهتماماتها والكف عن الانشغال في ساحات كشفت تحركاتها وأهدافها ووضعت يدها على ملفات وأعمال وتدخلات تدينها.
نحو مصر أمسكت بـ "خشبة" ينخرها السوس لتكون مفتاح تحسين العلاقات مع القاهرة، وكان بامكانها أن تتسلح بشجاعة الاعتراف بالذنب مباشرة واتخاذ مواقف حقيقية ثابتة، بالتوقف عن التدخل في الشأن الداخلي المصري لصالح أنظمة وجماعة مرتدة، لا تضمر الا الشرك لشعوب الامة، فقدت بطريقة تقربها هذه الكثيرين من أنصارها وهيبتها، وتحولت بذلك الى مجرد أداة، يستغلها وكلاء الانظمة، معمقة الانقسام، ووضعت نفسها ثانية في دائرة التيه، أسيرة انتظار المعونة والحلاص، وتخفيف الاعباء، وبالتالي، لن تحصل على مرادها ومبتغاها، متعلقة بالهوامش التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، فهي كمن هرب من "الدلف الى المزراب" بفعل سوء التقديرات والحسابات.
حركة حماس تسعى منذ فترة لاعادة علاقاتها مع الدولة السورية، بعد سنوات من وقوفها الى جانب العصابات الارهابية، وفتحها لمراكز التدريب على حفر الانفاق لمقاتلة الجيش السوري، لكن، بوابة دمشق مغلقة في وجهها، الا بعد أن تقدم اعتذارا علنيا على ما اقترفته ضد شعب سوريا وجيشها واسنادها للارهابيين الذين اقتحموا المخيمات الفلسطينية، ترجمة لتعليمات جماعة الاخوان بعد سنوات من الدعم السوري لها، واحتضانها لقياداتها، الذين يبحثون الان عن "ملاذات" لم تتوفر لهم بعد!!
وكان توجه وفد من الحركة الى طهران بججة المشاركة في احتفال تنصيب الرئيس الايراني حسن روحاني، لكن، ما لم تدركه حماس أن عودة علاقاتها مع طهران، تمر عبر العاصمة السورية، مهما بلغت حدة المآزق والشكاوى والمعاناة التي تحيط بقيادات الحركة وما تسببت به أيضا من ويلات لمواطني قطاع غزة.
حركة حماس بحاجة الى صحوة حقيقية، وليس "غفوة" مليئة بالاحلام، وبحاجة أيضا الى أن تتوقف عن سياسة الانتظار والتخلي عن برامج الجماعة التي لا تخدم الا أعداء الامة، وحتى تثبت ارتدائها ثوبا جديدا، وايمانها بقناعات جديدة، امامها فرصة التوجه بنوايا سليمة الى حيث تحقيق المصالحة، ووقف تداعيات الانقسام المقيت، بعيدا عن التمسك بذرائع لم تعد تقنع أحدا.