2024-11-27 05:34 م

حماة الاقصى دفعوا نتنياهو للبحث عن سلالم للنزول

2017-07-24
القدس/المنـار/ اعتقدت اسرائيل لسنوات طويلة أن لها السيادة على القدس والمقدسات، وتصرفت على هذا الاساس على امتداد الساحة الدولية، وراحت تعمم هذا "الوهم" وتبيعه حتى في الاقليم، متجاوزة كل القوانين الدولية والحقائق التي استمرت في تجاهلها، وقدم لها العجز العربي والعلاقات التي نسجتها دول عربية الحوافز والتشجيع للمضي في مخططاتها وبرامجها تهويدا وتغيير معالم.
وذهبت تل أبيب أبعد من ذلك، عندما أغلقت أبواب الحرم القدسي الشريف في وجه الشعب الفلسطيني، وأبناء القدس، عبر اجراءات يتسميات مختلفة، وبذرائع من التضليل والعنجهية والصلف، وصعد رئيس حكومة الاحتلال الى أعالي الشجرة، وراح ينظر باستخفاف الى العالمين العربي والاسلامي، مصرحا بأعلى صوته ومن فوق منابر عدة، بأن الاقصى تحت السيادة الاسرائيلية، وهو الذي يحدد كيفية دخول الفلسطينيين والمصلين الى الحرم القدسي الشريف، بيده التوقيت، ومسار التوجيه.
هذه العنجهية قوبلت بردود خجولة باردة من قيادات العالم العربي، وأنظمة دول اسلامية، ردود اقتصرت على الاستغاثة بطواغيت الشر في واشنطن وغيرها، وتوسلا بكل مهانة لدى القيادة الاسرائيلية، وكأن هذه القيادات تؤيد اللامنطق الاسرائيلي والانتهاكات الخطيرة للاحتلال، وأقصى أمانيها أن تبحث تل ابيب عن مخرج منعا للاحراج، أي استبدال البوابات الالكترونية بأدوات أخرى!!
فجاء الرد الفلسطيني المواجه حاسما وحازما قولا وفعلا، بأن السيادة على القدس والمقدسات فلسطينية، وخرجت جماهير المدينة لتحمي هذا الجزء من العقيدة الاسلامية، وتبعتها جماهير فلسطين في كل محافظات الوطن، صوت واحد وقرار واحد، السيادة الفلسطينية والدفاع عن المقدسات بكل الوسائل والأساليب.
الرد الفلسطيني، أسقط كل تحركات الذل والاتصالات المخزية، وما يصاغ في الخفاء من تفاهمات وبدائل عرجاء، تبقي على سيطرة احتلالية بهذا الشكل أو ذاك على المقدسات والقدس، ووجه هذا الرد الحاكم الثابت للقيادات العربية ومؤسساتها ومنتدياتها ومجالسها وبيوتها في القاهرة أو في جدة، تحذيرا واضحا من الالتفاف على أبناء فلسطين وأبناء القدس، أو مسا بالسيادة الفلسطينية على المقدسات الاسلامية في المدينة المقدسة.
وهذا الرد أيضا نزل كالصاعقة على اسرائيل وقياداتها وكل أحزابها السياسية، وراح نتنياهو يبحث عن سلالم للنزول عن الشجرة التي صعد اليها، فأمريكا التي بعث رئيسها بمبعوث له الى المنطقة، والقيادات العربية التي أقامت التحالفات مع تل أبيب، وقفت ذليلة عاجزة أمام الحقيقة الساطعة التي تؤكد السيادة الفلسطينية على القدس والمقدسات، بعيدا عن المساومة والمزايدة، وصيغ التفاهمات الخبيثة، والتصريحات والمواقف الكاذبة، وادعاءات الحرص الزائف.
والقوى التي تآمرت وعملت سنوات طويلة، خاصة في الاعوام الاخيرة على شطب الرقم الفلسطيني من المعادلة، وجدت نفسها أمام الرقم الأصعب الذي يترسخ يوما بعد يوم، ان الموقف الفلسطيني من الانتهاكات الاسرائيلية، هو الذي سيحدد معالم كل المراحل القادمة، بعد أن أغلق كل أبواب التسلل الى الساحة الفلسطينية، مدخلا لحلول عرجاء تصفوية للقضية الفلسطينية، فلا "صفقة قرن" ولا مفاوضات عبثية، ولا حلول مذلة، ولا سيادة على القدس الا السيادة الفلسطينية، ولن يسمح الفلسطينيون أن يكونوا جسرا لعشاق التطبيع والمتربعين على مواقع الحكم قمعا وتحالفا مع الاحتلال.
للقدس والمقدسات رب يحميها، وسواعد قوية بايمانها وصمودها وقدرتها على الاستجابة لكل التحديات.. مستعدة دوما لمواجهة مخططات الاحتلال حتى كنسه من الأرض الفلسطينية.