أما الحقيقة الثانية، فهي ضعف وعجز القيادات العربية بما فيها السلطة الفلسطينية، وتحركاتها المتأخرى التي فرضتها حالة الخوف والقلق، هي بفعل صمود الفلسطينيين واستجابتهم لتحدي الاحتلال، قيادات أثبتت الاحداث أنها مرفوضة، وغير مقبولة، والجماهير فقط هي وحدها وبنضالاتها تفرز القيادات الحقيقية، وهذا اثار الرعب لدى قوى المهانة والتنازل والداعين للتطبيع بأي ثمن.
والحقيقة الثالثة، أن الانظمة الرسمية أعجز أن تفلت من ارتباطاتها وأدوارها المشبوهة، تتخرك بقلق وارتعاش خشية انهيارها وسقوطها، أمام ردات الفعل الشعبية فالمدافعون عن الاقصى أحدثوا هزات في مواقع الحكم، وارتداداتها لن تتوقف، والحقيقة الرابعة أن ارتباطات القوى الانظماتية الرسمية، تتعامل مع اسرائيل بخجل خشية افتضاح اتفاقياتها الرسمية الخطيرة مع تل أبيب، فاتصالاتهم مع حكومة الاحتلال استجداء وتوسل.
أما الحقيقة الخامسة، فهي اختباء وكلاء ومقاولي الانظمة في الساحة الفلسطينية، الذي أطلوا على الاحداث باستحياء.
والحقيقة السادسة، هي أن الجماهير الفلسطينية سوف تطور نضالاتها، غير معتمدة على العالمين العربي والاسلامي، كما لن تسمح هذه الجماهير لأية عاصمة أو جهة رسمية باعاقة هذا التطور أو استثماره لمصالحها، بعد أن تباعدت المواقف وانتفت الثقة فيها، كذلك، فان الجماهير الفلسطينية ستقود عملية اعادة الوحدة الوطنية وتعزيزها، وادانة طرفي الانقسام في الساحة الفلسطينية، ورفض كل ما يحاك من مشاريع استسلامية لتصفية قضية الشعب العادلة.
أما الخقيقة السابعةن فهي أن الجماهير الفلسطينية المدافعة عن المسجد الاقصى فرضت على السلطة الفلسطينية اتخاذ قرارات هي غير راعبة في اتخاذها، لتبعد عنها لهيب النيران المشتعلة، وان كانت هذه الردود خالية من أي مضمون حقيقي، ولا تتسم بالحدية بل مجرد انحناء رؤوس أمام العواصف الهادرة.
انها المعادلة الجديدة الراسخة التي سطرتها الجماهير الفلسطينية ودماء الشهداء الطاهرة، معادلة لها تداعياتها ونتائجها وأبعادها الهامة المؤثرة داخل الساحة وفي الاقليم، معادلة، خطت المسارات السليمة لمواجهة الاحتلال، ووضعت المواصفات للقيادة الوطنية الممتثلة لرغبات الجماهير صاحبة القرار والحق.
معادلة تقول أن الجماهير لن تمر عليها المواقف الموسمية والتحركات الكاذبة المرتعشة والتصريحات النارية الاستعراضية.