القدس/المنـار/ لم تحسن القيادة الفلسطينية، تقدير الاتجاه الذي تسير فيه حفاظا على استقلالية القرار، ومنعا من احتواء الورقة الفلسطينية واستخدامها في صراعات الانظمة المشتتة توجها ومسارا، عدم التقدير هذا رافقه خطأ في ادارة العلاقات وبنائها وتعزيزها مع الاطراف المؤثرة في الاقليم فخسرت القيادة هذه الورقة عندما ألقت بها في حضن دولة ارهابية تشارك في مؤامرة تدمير الساحات العربية.
الان، في ظل الازمة الخليجية، والصراع المحتدم بين دول ثلاث ترعى الارهاب، هي السعودية والامارات ومشيخة قطر، وحصار الاخيرة، باتت الورقة الفلسطينية خارج دائرة التأثير، احتواء وفي مهب الريح.
الساحة الفلسطينية، تتعرض لتخريب خليجي، الخيوط ممتدة عبثا وتدميرا وتهيئة أجواء لخدمة المخطط الصهيوني الامريكي، حوصرت قطر، والجانب الاقوى زاد من بحثه في الساحة الفلسطينية، عبث عنوانه ممارسة الضغوط لاستقبال الحل الامريكي الاسرائيلي، ولأن الجانب الفلسطيني لم يحسن بناء التحالفات والعلاقات وخسر مصر لصالح المشيخة القطرية، باتت الان الورقة الفلسطينية تحت رحمة أبو ظبي والرياض، ولأسباب عديدة قد لا تنجح القاهرة في درء الاخطار الزاحفة على الساحة الفلسطينية.
الضغوط تنصب خليجيا وامريكيا واسرائيليا لاستئناف المفاوضات غير المشروطة والرية الامريكية للحل هو المسار الاقتصادي، ورعاة الارهاب في الخليج ذاهبون الى تحالف وتطبيع شامل مع اسرائيل، وقضية فلسطين هي الجسر والمدخل، والقيادة الفلسطينية مستهدفة، قطاع غزة، ذاهب الى المجهول بعد أن عملت قطر فعلتها، احتضنت السلطة وحماس وفرقت بينهما وعمقت الانقسام لصالح حل تقف من خلفه اسرائيل وأمريكا، ثم خرجت الدوحة من المشهد، لتدخل الياض وابو ظبي، وهما عاصمتان تنفذان مؤامرة خسيسة، ضد الامة العربية، وترعى العصابات الارهابية في العديد من الساحات، أمام القيادة الفلسطينية قريبا خياران، اما قبول الحل التصفوي، واما الرحيل والبديل جاهز، والمقاولون والوكلاء يزدادون في الساحة الفلسطينية، واذا رفضت القيادة الحل التصفوي المرسوم الذي تبشر به واشنطن، فهي ستحاصر وتسقط، وضمن الترتيبات الجديدة في المنطقة، اسقاط المشهد السياسي الفلسطيني بهذا الشكل او ذاك، وان كان هناك غزل كاذب ورضى مخادع من جانب واشنطن، فاللعبة أبطالها آل سعود وآل نهيان.
المشهد السياسي الفلسطيني في دائرة الاستهداف، وصراع الخلايجة، غطاء لتصفية القضية الفلسطينية، والخطوات في هذا الاتجاه قد بدأت، والمشاهد سنراها تباعا، وأمام القيادة الفلسطينية مخرج واحد، وهو مصارحة الشعب والاستناد اليه، والاحتماء به، فالعاصفة قادمة وقوية.