“استخدمْ شوكتك جيداً ! إمسك بسكينك جيداً! “هذه الأوامر لا يمكن سماعها حول مائدة الطعام في نيو دلهي الكثير من الهنود يأكلون باليد منذ ولادتهم، ومع ذلك، من الخطأ ربط هذه العادة بغياب أداب اللياقة.

يمثل الإبهام النار، والسبابة الهواء، والإصبع الوسطى الأثير، والبنصر الأرض، والخنصر الماء.

ترتبط اليدان ووضعهما بممارسة المودرا mudras  وهي تعني وضعاً رمزياً لليد، ففي التقاليد الهندية القديمة وفي الديانات مثل البوذية، تحمل المودرا دلالة روحية. فهي توجد في تماثيل بوذا، ويتم تطبيقها في بعض الأحيان في بعض الممارسات بما في ذلك التأمل واليوغا.

وهي توجد أيضا في أشكال الرقصات الكلاسيكية، مثل بهاراتناتيام  Bharatnatyam، وأوديسيOdissi وكاتاكKathak.

ووفقا لعلم الأيورفيدا الهندي القديم فإن الأيادي هي “عضو” العمل، وهي بحكم هذه الوظيفة ذات قيمة عالية في حد ذاتها.

والحال أنه من التقاليد السائدة الاعتقاد بأنه قبل دخولها الجسم ليتم هضمها، تساعد الأصابع في تحويل الطعام وإعداد الجسم والعقل لهذه العملية، فعندما يقبض الإبهام على الطعام فإن هذا يحفز الـ أجنى، أو النار، المتواجد في بعض الأجهزة بما في ذلك المعدة.

ووفقا لمقال نشر في مجلة Ayurhealth، فإن هذه الكيفية في تناول الغذاء تساعد “ليس فقط في تحسين الهضم، ولكن أيضا في جعل الشخص أكثر وعيا وإحساسا بطعم وملمس ورائحة الطعام، وهذا يضاف إلى تمتع الشخص بوجبته”.

ويوضح المقال المذكور أن “تناول الطعام بالأصابع يدل الجسم على حرارة ما يأكله الشخص ويستبعد إمكانية الحرق، ويقلل أيضاً من خطر القرحة”.

وعلاوة على ذلك، من المستحسن أن يأكل الشخص وهو “جالس على الأرض بدلا من الطاولة” لأن “الثني المتكرر للعمود الفقري يحسن الدورة الدموية والهضم. “

من ينشأ في بيوت هندية يستطيع أن يرى الأم والجدة تقيسان كمية “الماسالا” التي تضاف إلى الغذاء بأيديهن وأصابعهن. مقبض اليد هو في الواقع وحدة قياس مفضلة لتقدير الكمية المناسبة للجسم.

في المقال المذكور يوضح معدّوه أن “الأصابع الخمس تمثل أيضاً الطعم الحلو، والحامض والمر، والمالح والحار، ولذلك ينصحنا هؤلاء الباحثون بأن نجرّب حتى لو كنا مبتدئين بأصابعنا”.