2024-11-30 09:23 ص

خبير أمريكي: صفقة الأسلحة مع السعودية مجرد أخبار كاذبة

2017-06-06
كشف خبير أمريكي أن صفقة الأسلحة التي يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقدها مع السعودية هي مجرد أخبار كاذبة.
وقال الخبير الأمريكي ومسؤول برنامج الاستخبارات في معهد "بروكينغز" بروس ريدل: "تحدثت مع أشخاص في قطاع الصناعات الدفاعية وكذلك في داخل الكونغرس، وكلهم يقولون نفس الشيء: لا توجد صفقة بقيمة 110 مليارات دولار". 

وأضاف: "ما هو موجود في الحقيقة مجرد رزمة من خطابات التعبير عن الاهتمام أو عن النوايا، ولكن لا توجد عقود على الإطلاق، كثير من هذه الأوراق عبارة عن عروض يعتقد العاملون في قطاع الصناعة الدفاعية بأن المملكة العربية السعودية قد تبدي بها اهتماما في يوم من الأيام". 

وأشار "بروس ريدل" في مقال  إلى أنه حتى الآن لم يتم إشعار مجلس الشيوخ بشيء حتى يدرسه.
 
تصف وكالة التعاون حول الأمن والدفاع، الجناح المختص بمبيعات السلاح في وزارة الدفاع الأمريكية، هذه الأوراق بأنها "مبيعات متوخاة". 

وأوضح الخبير الأمريكي أنه لا يوجد ضمن الصفقات التي تم التعرف عليها حتى الآن ما هو جديد، بل كلها بدأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. 

وشكك "بروس ريدل" في قدرة السعودية على دفع ثمن صفقة بقيمة 110 مليارات دولار، وذلك نظرا لانخفاض أسعار النفط وبسبب النفقات الباهظة التي يتكبدونها في الحرب التي تدور رحاها في اليمن منذ ما يزيد عن عامين. 

وأكد أن الرئيس أوباما قد باع السعوديين أسلحة بقيمة 112 مليار دولار على مدى ثمانية أعوام، كان معظمها عبارة عن صفقة واحدة ضخمة في عام 2012 تم التفاوض عليها مع وزير الدفاع في ذلك الوقت بوب غيتس. 

وشدد مسؤول برنامج الاستخبارات في معهد "بروكينغز"، على أنه كي يتمكن أوباما من تمرير تلك الصفقة عبر الكونغرس اضطر غيتس إلى التفاوض على صفقة مع إسرائيل لتعويض الإسرائيليين وتمكينهم من الاحتفاظ بتفوق دفاعي نوعي على جيرانهم العرب. 
هذا وقد عانى السعوديون كثيرا منذ انخفاض أسعار النفط في سعيهم للوفاء بما عليهم من التزامات ودفع الأقساط المترتبة على الصفقة في مواعيدها. 

التفاوض الإسرائيلي ومحاصرة قطر

وكشف "بروس ريدل" أن صفقة ترامب ستكون حقيقية عندما يبدأ الإسرائيليون في المطالبة بحزمة خاصة بهم تمكن قوات الدفاع الإسرائيلية من الإبقاء على تفوقها النوعي في المنطقة. 

وأكد أنه ينتظر في القريب تمرير صفقة قيمتها مليار دولار، وهي عبارة عن ذخيرة تحتاجها المملكة في حرب اليمن، وذلك أن سلاح الجو الملكي السعودي بحاجة إلى المزيد من الذخيرة حتى يتمكن من الاستمرار في قصف هذا البلد الأفقر في العالم العربي. 

وبين الخبير الأمريكي إنه بما أن صفقة الأسلحة ليست في الحقيقة كما نشر وروج عنها، فالأمر ينطبق أيضا على الحملة الإسلامية الموحدة ضد الإرهاب، والتي قيل عنها الكثير، فبدلا من محاربة الإرهاب قررت دول الخليج الانقضاض على دولة منهم وفيهم.

وأعدت المملكة العربية السعودية حملة لعزل قطر، رفقة دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بإعلان قرار قطع العلاقات مع قطر، لتنضم لهم دول حليفة للسعودية مثل المالديف واليمن، وبعد ذلك مباشرة أعلنت السعودية إغلاق منافذها الحدودية مع قطر. 

وأوضح الخبير الأمريكي "روس ريدل" أن هذا الشقاق لم يكن هو الأول من نوعه، ولكنه الأخطر على الإطلاق، حيث يصر السعوديون وحلفاؤهم على معاقبة قطر على دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وعلى رعايتها لقناة الجزيرة وعلى الاحتفاظ بعلاقات مع إيران. 

واعتبر "روس ريدل" في آخر مقاله، أنه بدلا من تشكيل جبهة موحدة لاحتواء إيران، كانت نتيجة قمة الرياض مفاقمة التوترات الطائفية والسياسية في المنطقة.