2024-11-27 11:30 م

هل تحقق مشاركة نتنياهو في قمة “الإكواس” أهدافه في أفريقيا؟

2017-06-04
تل أبيب/ توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برفقة نائبته وزيرة الخارجية تسيبي حوتوفيلي، إلى ليبيريا على رأس وفد إسرائيلي رفيع المستوى، للمشاركة في القمة الـ 51 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “الإكواس”، وسط تقارير تتحدث عن اتفاقيات اقتصادية عديدة من المتوقع أن يوقعها الوفد الإسرائيلي مع دول أفريقية، ولا سيما في مجالات الزراعة والمياه.
وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على تلك الزيارة، والتي تأتي بعد أقل من عام على زيارة نتنياهو الأفريقية، التي كان قد أجراها على رأس وفد رفيع المستوى في تموز/ يوليو من العام الماضي، ضم 150 شخصية، إلى أربع دول أفريقية هي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا.

وتتحدث تقارير عن لقاءات مرتقبة سوف يعقدها نتنياهو والوفد المرافق له مع عدد من رؤساء الدول ووزراء الحكومات الأفريقية، من بينهم رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، وزعماء توغو وساحل العاج.

اتفاقيات بالجملة

ومن المتوقع أن يلقي نتنياهو خطابا أمام القمة الـ 51 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، فيما صرحت حوتوفيلي أن إسرائيل “تعود لأفريقيا.. إننا نعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول المنظمة، ولإسرائيل الكثير من الملفات التي يمكن أن تقترحها في مجالات الزراعة والمياه”. وبذلك فقد اقتبست القول نفسه، الذي كان نتنياهو قد ردده إبان جولته الأفريقية الشهيرة منتصف العام الماضي، حين أشار إلى أن “إسرائيل عادت إلى أفريقيا وعادت أفريقيا لإسرائيل”.

وبحسب تقرير القناة الإسرائيلية الثانية، سيوقع نتنياهو على مذكرات تفاهم عديدة لتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول المنظمة في عدد من المجالات، من بينها الزراعة ومكافحة التصحر والمياه والتجارة والتعليم والصحة والأمن، فضلا عن اتفاقيات في مجال التغير المناخي والأمن السيبراني والاتصالات والطاقة والثقافة والعلوم.

وطبقا للتقرير، سوف يعلن نتنياهو وعدد من الدول الأفريقية عن التعاون في مجال الحرب على “الإرهاب”، كما سيوقع معها على مذكرات تفاهم اقتصادية وإتفاقيات في عدد من المشاريع المشتركة في المجالات المشار إليها.

وأشار مكتب نتنياهو إلى أن تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، سيشهد زيارة أخرى يقوم بها نتنياهو إلى توغو، حيث ستعقد هناك قمة أفريقية – إسرائيلية.

ويشارك في الوفد الإسرائيلي كل من وزير الطاقة والمياه والبنى التحتية يوفال شتاينتس، ووزير الزراعة أوري أريئيل، وعضو الكنيست الأثيوبي الأصل أفراهام نيغوساز.

وأفادت تقارير، أن جميع أعضاء الوفد الإسرائيلي تلقوا مصلا طبيا قبيل السفر، تحسبا للأمراض المنتشرة في ليبيريا.

إسرائيل عادت لأفريقيا

وزار نتنياهو أربع دول أفريقية في تموز/ يوليو العام الماضي، ضمن وفد ضم 150 شخصية، من بينهم رجال أعمال ودبلوماسيون وممثلو الجيش، وتم تخصيص أربع  طائرات لنقلهم.

ووصف نتنياهو زيارته تلك بأنها “أعادت إسرائيل إلى أفريقيا وأعادت أفريقيا إلى إسرائيل”، كما وصف الإعلام الإسرائيلي الزيارة بـ”التاريخية”، وعول عليها محللون ومراقبون إسرائيليون في مسألة منع تصويت الدول الأفريقية تلقائيا ضد إسرائيل بالأمم المتحدة.

وأبدى نتنياهو استعداد بلاده للعمل مع الدول الأفريقية في إطار مكافحة ما وصفه بـ “الإرهاب الإسلامي”، وطلب من الزعماء الأفارقة مساعدة بلاده على نيل صفة مراقب بالاتحاد الأفريقي، فيما أبدى هؤلاء بدورهم استعدادا للقيام بهذه الخطوة.

واستهدفت الزيارة بناء كتلة أفريقية، تتعاون على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والاستخباراتي، واتفق نتنياهو وزعماء الدول الأربع على مساعدتهم في تحديث جيوش بلدانهم، وتطوير أجهزتها الاستخباراتية، وتدريب المؤسسات والأجهزة المكلفة بمحاربة “الإرهاب”.

وأعرب نتنياهو لنظيره الإثيوبي عن استعداد بلاده لدعم مشاريع الطاقة، فيما ترددت أنباء أن الأخير توسط لإجراء مكالمة هاتفية  بين نتنياهو ورئيس تشاد إدريس ديبي، وأن الأخير أبدى استعدادا لتحسين العلاقات، وهو الأمر ذاته الذي حدث مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى.

محط أنظار العالم

ووضع الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم، آرييه عوديد، تصورات بشأن الزيارة التي قام بها نتنياهو وقتها، ورأى  أنها لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن العلاقات المتردية بين تل أبيب ودول الاتحاد الأوروبي، التي دفعت القيادة السياسية للبحث عن تحالفات في القارة السمراء، في وقت تشهد فيه الأخيرة نموا اقتصاديا ملحوظا، يجعلها محط أنظار العديد من القوى الدولية والإقليمية.

وشدد عوديد، على أهمية بناء علاقات تصل إلى التحالفات بين إسرائيل ودول القارة الأفريقية في هذا التوقيت بالتحديد، واستغلال طبيعة العلاقات القائمة حاليا مع العديد من دول القارة، لبناء المزيد من العلاقات ومنح العلاقات القائمة أبعادا أخرى، وعدم ترك أية دولة أفريقية بمعزل عن هذه العلاقات.

التأثير العربي

وتسعى تل أبيب لمواجهة التأثير العربي على الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 52 دولة، ويريد نتنياهو نيل صفة مراقب بالاتحاد، بهدف تغيير مركز إسرائيل الاستراتيجي كليا، هذا إن نجح في ذلك.

ويعتقد مراقبون، أن أحد أهم أسباب الزيارة التي قام بها نتنياهو هي تغيير هذا الوضع، أي ما يتعلق بالتأثير العربي على الاتحاد الأفريقي، وهنا يجري الحديث تحديدا عن التأثير المصري.


ومن جانب آخر تريد إسرائيل أن تضمن عدم وجود كتلة أفريقية تصوت تلقائيا ضدها في الأمم المتحدة، إلى جوار الكتلة العربية.

وجاءت تلك الزيارة الإستراتيجية وقتها، تتويجا لمقترح خضع للنقاش منذ عام ونصف تقريبا، لتشكيل كتلة سياسية، اقتصادية، عسكرية، استخباراتية، تضم إسرائيل والدول التي تشملها الزيارة، فضلا عن دول أخرى في تلك المنطقة.

 وقال محللون حينذاك، إنها استهدفت بناء كتلة كبيرة، من دول شرق أفريقيا، مع المزيد من دول القارة الأخرى، تعمل كمحور صلب على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والاستخباراتي.


المصدر: ربيع يحيى – إرم نيوز