لندن/ كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن فضيحة جديدة تحاصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير, بعد فضيحة "روسيا - جيت", التي زلزلت البيت الأبيض.

وقالت الصحيفة في تقرير لها في مطلع يونيو, إن ترامب كان من بين الذين قاموا بالتشكيك بمكان ميلاد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وإن صهره جاريد كوشنير اقر بأن ترامب كذب على مؤيديه الجمهوريين في هذا الصدد, لاعتقاده بأنهم أغبياء "للحد الذي يمكن أن يصدقوا أكاذيبه".

وتابعت "رئيسة التحرير السابقة لصحيفة (نيويورك أوبزيرفر) أليزابيث سبيرز كتبت في تويتر أنها عندما كانت رئيسة تحرير الصحيفة, كان كوشنير ناشرا لها، وكانا يفكران في الكيفية التي يمكن بها التغطية على تصريحات ترامب المشككة في مكان ميلاد أوباما، باعتبارها عنصرية".

واستطردت الصحيفة " سبيرز كشفت أن كوشنير رد عليها آنذاك, بأن ترامب يعلم أنه يروّج لكذبة حول أوباما، وأنه يعلم أن مؤيديه الجمهوريين أغبياء وسيصدقونه".

وأشارت "الإندبندنت"  إلى أن صديقا لترامب أبلغ سبيرز أيضا بأن ترامب يردد كثيرا من الأكاذيب لمجرد ممارسة هوايته, "أو مرضه" في الكذب.

كما نسبت الصحيفة إلى المرشح الديمقراطي الرئاسي السابق السيناتور بيرني ساندرز, وصفه كذب ترامب بأنه "كذب مرضي", يدفعه لتغيير أقواله ومواقفه عدة مرات في اليوم الواحد".

وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, كشفت أيضا عن اندلاع خلافات بين ترامب وصهره جاريد كوشنر, لدرجة أن الأول يفكر جديا في إزاحته من منصبه كأحد مستشاريه.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 مايو, أن كوشنر الذي تردد اسمه بقوة في الأيام الأخيرة في إطار فضيحة "روسيا - جيت", بدأ يخسر ثقة ترامب فيه.

وتابعت " ترامب كان يأتمن كوشنر على أدق أسراره, إلا أن العلاقة بينهما تدهورت هذا الشهر, عندما صرح كوشنر بأن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) جيمس كومي, ستعزز وضع ترامب السياسي, وهو ما وضع الرئيس الأمريكي في حرج بالغ, وزاد الشكوك حول قراره بإقالة كومي".

واستطردت الصحيفة " نيكول ماير شقيقة كوشنر قامت هي الأخرى بنشر شريط فيديو على الإنترنت تروج فيه لاستثمار في مشروع بناء مع الصينيين في بكين، وقالت إن مشروعها يلقى تأييدا من كل أفراد أسرتها بمن فيهم الرئيس الأمريكي, وهو ما زاد من الفضائح التي تحاصر ترامب, وجعله يشعر بغضب شديد".

وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية, قالت أيضا في وقت سابق, إن مسئولا رفيعا أكد صحة ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 26 مايو, حول أن جاريد كوشنر زوج إيفانكا ترامب وأحد مستشاري الرئيس الأمريكي، ناقش بالفعل إقامة قناة اتصال سرية مع روسيا, ما زاد الخناق على الرئيس الأمريكي فيما أصبح يعرف بفضيحة "روسيا جيت".

وأضاف المسئول ذاته, أنه لم يتم إقامة قناة الاتصال هذه، موضحا أنها كانت ستسمح لكوشنر ومستشار الأمن القومي المستقيل مايكل فلين بالتحدث بشكل سري مع مسئلين عسكريين روس.

وكانت "واشنطن بوست" كشفت في 26 مايو أن الاستخبارات الأمريكية علمت من خلال تنصتها على محادثات السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك أن الأخير أبلغ رؤساءه بأن جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه، عرض في مطلع ديسمبر من العام الماضي على السفير الروسي في واشنطن إقامة قناة تواصل سرية مع موسكو, واستخدام مبان دبلوماسية روسية في أمريكا لهذه الغاية.

وتابعت الصحيفة" السفير الروسي أبلغ رؤساءه أن كوشنر يريد استخدام أنظمة اتصال روسية لإنشاء قناة اتصال سرية آمنة بين الكرملين والفريق الانتقالي الذي شكله ترامب بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية".

واستطردت " كوشنر قدم هذا العرض للسفير الروسي خلال اجتماعه به ببرج ترامب في نيويورك في الأول أو الثاني من ديسمبر، أي قبل شهرين تقريبًا من تولي ترامب رسميا الرئاسة".

وتابعت الصحيفة " قابل كلٌ من مايكل فلين, مستشار ترامب السابق للأمن القومي, وكوشنر، وجيف سيشنز، المدعي العام، ووزير العدل الحالي في الولايات المتحدة، مع مسئولين روس في وقتٍ ما، ولم يذكر سيشنز وكوشنر عن اجتماعاتهما مع مسئولين روس في سجلاتهما الأمنية".

ورفض مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ريموند ماكماستر، ومدير المجلس الاقتصادي القومي غاري كوهن، التعليق على هذه الفضيحة الجديدة لصهر ترامب، بينما يجري الكونجرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي اي" تحقيقات حول وجود اتصالات بين حملة ترامب الانتخابية وفريقه الانتقالي مع روسيا.

وأشارت "واشنطن بوست" أيضا إلى أن أعضاء آخرين في حملة ترامب ربطتهم علاقات وثيقة مع روسيا بالفعل، ومن بينهم مدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانافورت، والمستشار السابق لحملة ترامب كارتر بيج.

وتتزايد الضغوط على فريق ترامب الغارق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع توسيع تحقيق الشرطة الفيدرالية ليشمل كوشنر، وترقب الشهادة الوشيكة لمدير الـ"إف بي آي" المُقال جيمس كومي أمام الكونجرس.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ربطت أيضا في وقت سابق بين إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي " اف بي اي" جيمس كومي, والتحقيقات الجارية حول وجود تواطؤ بين حملة ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية, وروسيا.  

وقالت الصحيفة في تقرير لها في 12 مايو, إن إقالة كومي سببها التحقيق في احتمال وجود تواطؤ بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية.

وتابعت " هذه الإقالة ألقت بظلال من الشك على مصداقية أي تحقيق آخر في هذه القضية التي تعتبر, أحد الفضائح السياسية الكبرى في تاريخ أمريكا". 

وتحدثت الصحيفة عن مفاجأة مفادها أن "كومي كان يقود تحقيقا نشطا من المحتمل أن يطيح بترامب"، واستطردت " بعد إقالة كومي, لا بديل عن تعيين محقق خاص في اتهامات التواطؤ بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية، خاصة بعد إقالة النائب العام بالإنابة سالي ييتس وعزل ترامب للنواب العامين في الولايات المتحدة بأكملها تقريبا".

وخلصت "نيويورك تايمز إلى القول :" إن هذه القضية لن تتوقف بإقالة كومي، بل ستتفاعل أكثر، ومن المرجح أن يكون لقرار الإقالة مردود عكسي تماما على ترامب".